تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المجتمعات المحلية مطالبة بلعب الدور المطلوب منها .. وزارة النفط تحذر من كارثة بيئية وصحية واقتصادية بفعل سرقة النفط الخام

دمشق
اقتصاد
الثلاثاء 5-3-2013
معد عيسى

شهدت الحقول المنتجة للنفط والغاز و خاصة الواقعة في محافظة دير الزور تعديات من المجموعات الإرهابية المسلحة ومن بعض الأهالي في المناطق المجاورة لخط نقل الخام الخفيف في قرى أم حسن – البوليل

مروراً ببقرص وحتى المحطة الثانية للضخ T2 على خط نفط العراق سورية الممتد في البادية السورية الواقعة جنوب شرق المحافظة و أدت هذه التعديات إلى حدوث عمليات سرقة للنفط الخام من خطوط النقل وخاصة خط العمر – المحطة الثانية وخط التيم – المحطة الثانية وخط العزبة التيم وخط نقل المكثفات البترولية من معمل غاز الطابية إلى محطة الجفرة التابعة لشركة دير الزور للنفط.‏‏

وبحسب مصادر في وزارة النفط فان عصابات سرقة النفط تقوم بسحب النفط الخام مباشرة من الابار من خلال العبث برؤوس الآبار ومجموعة التحكم بها وتعريضها للخطر نتيجة عدم التصرف السليم مع هذه المنظومات التقنية الحديثة حيث حدثت عدة حرائق واندفاعات في عدة آبار مثل القهار 109 والثعبان 134 واستمرت الحرائق لايام عديدة مسببة تلوث للبيئة نتيجة للدخان المنبعث منها وبسبب عرقلة المجموعات المسلحة الجهود المبذولة من قبل الشركات النفطية للسيطرة على هذه الآبار واطفاء الحريق‏

كما أدت إلى خسائر كبيرة في المكمن والطبقة الخازنة للنفط نتيجة للفتح العشوائي للنفط على الجو.وقيام بعض المجموعات المسلحة بتفجير خطوط النفط والغاز بالقرب نهر الفرات في المريعية ومراط والبوليل وتعرض مياه نهر الفرات للتلوث والتأثير على الجو المحيط بالقرى الواقعة في المنطقة بالاضافة إلى تلوث المياه الجوفية وتلوث مياه سد حوش نتيجة الاعتداء ما أدى إلى تضرر الاراضي وموت الاسماك. علماً أن عمليات العبث والتخريب للمنشآت النفطية والآبار والخطوط لا تزال مستمرة إلى الآن وفي حال عدم وضع حد لهذه العمليات ستؤدى حتماً إلى كارثة صحية وبيئية واقتصادية تفرض نتائج كارثية على المنطقة برمتها كتلوث الجو المحيط نتيجة للدخان المنبعث من الحرائق والمصافي العشوائية المقامة من قبل الاهالي وازدياد امراض الجهاز التنفسي وتفشيها وارتفاع كبير في حالات سرطان الدم بين الاهالي.‏‏

تلوث مياه نهر الفرات والمياه الجوفية والينابيع والسواقي نتيجة تسرب مخلفات التكرير من المصافي العشوائية والبدائية وارتفاع نسبة المواد السامة فيها نجم عنه امراض مزمنة ووفيات لدى القاطنين بالاضافة إلى نفوق الحيوانات والطيور والأسماك وتضرر الثروة الحيوانية في المنطقة.‏‏

التأثير الضار على المزروعات والغطاء النباتي في القرى والمناطق المجاورة للآبار التي تحترق ونواتج المصافي العشوائية وموت معظم النباتات و المزروعات بسبب تشكل طبقات رقيقة من الفحم على النباتات.‏‏

ونظرا لاحتواء النفط الخام على المعادن الثقيلة وعمليات التكرير غير السليم في المصافي العشوائية سيؤدي إلى ترسب أكاسيد هذه المعادن على الاسطح المعدنية لمحركات الاحتراق الداخلي التي تعمل على البنزين أو المازوت ما ينجم عنه تعطل هذه المحركات وخروجها من الخدمة وبالتالي خسارة مادية للآليات والسيارات والمحركات الزراعية‏‏

كما أن التلوث نتيجة لتصريف مخلفات المصافي العشوائية سيؤدي لتلوث المياه الجوفية والسطحية حيث يبقى تأثيره السرطاني لعشرات السنين ولا يمكن معالجته بأي طريقة كانت وسيظل الاهالي والثروة الحيوانية يعانون من الامراض المزمنة كالسرطان وخاصة سرطان الدم وحبة اللشمانيا و التيفوئيد و يتزايد عدد المصابين بشكل ملحوظ خلال الاونة الأخيرة.‏‏

والاثر الخطيرالتأثير نتيجة التلوث الاشعاعي الحاد على القاطنين نتيجة تسرب النفط والغاز والدخان من المصافي العشوائية ينعكس بزيادة حالات التشوهات الخلقية للمواليد الجدد.‏‏

وان التلوث الاشعاعي يستمر لفترات طويلة ولا يمكن ازالته من التربة والهواء لأجيال قادمة.‏‏

وهدر اقتصادي كبير للثروة النفطية وتضرر للمكامن النفطية يعود بأثر سلبي على القطر كون التكرير في المصافي العشوائية يعتمد على التقطير الجوي وتكون نسبة استخلاص المشتقات النفطية المفيدة كالمازوت والبنزين لاتتجاوز 10 إلى 15 % والباقي 85-90% يتم تصريفها أو حرقها بشكل عشوائي له أثار ضارة على البيئة والصحة والثروة الحيوانية.‏‏

وحدوث عدة وفيات نتيجة التعامل الخاطئ مع النفط الخام وحدوث حرائق وإصابات نذكر منه ما حدث بتاريخ18/11/2012 وأدى إلى موت 100-140 شخصا حرقاً إضافة إلى أعداد كبيرة من المصابين واحتراق حوالي 50 سيارة وآلية‏‏

وبحسب المصادر فان الخطر الاكبر يأتي من التلوث الإشعاعي عند عمليات استخراج النفط نتيجة انطلاق و تسرب المواد المشعة (صلبة , سائلة أو غازية ) كالراديوم و الرادون و البولونيوم من المكامن النفطية إلى السطح و هذه المواد تطلق إشعاعات مختلفة مثل ألفا و بيتا و غاما و التي تسبب أمراضاً خطيرة مثل السرطان و كذلك العقم لدى الجنسين و التشوهات التي تصيب الأجنة اما الخطر الاخر فهو في تلوث الماء الذي يمكن أن ينتقل المواد المسرطنة و السامة مباشرة إلى الإنسان من خلال شرب الماء أو عن طريق تناول الحيوانات و الأسماك و النباتات التي تعتبر ذات قدرة عالية على تركيز المواد المشعة في أجسامها.‏‏

أما تلوث التربة فينتقل إلى النباتات ومنها إلى الإنسان مباشرة أو عند تناول الحيوانات التي تتغذى على تلك النباتات الملوثة و كذلك فإن تسرب المواد المشعة إلى التربة يؤدي إلى نفوذ المواد المشعة عبر طبقات التربة إلى أن تصل للمياه الجوفية حيث يكون ضررها خطيراً فيما إذا استخدمت هذه المياه للشرب أو سقي المزروعات. أمام هذه الحقائق المخيفة الناجمة عن التعديات والتصرفات العشوائية مع المنشآت النفطية والغازية آبار وخطوط نقل فإنه لابد من أن تقوم الجهات المعنية والأهلية بالتعاون مع الفعاليات الاجتماعية المؤثرة بتوعية الإخوة المواطنين لحماية هذه المنشآت ومنع عصابات السرقة من العبث وسرقة النفط الخام وتوقيف المصافي العشوائية حفاظاً على البيئة والإنسان والحيوان والأمن الغذائي.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية