|
حديث الناس الخبر من حيث الشكل لا يحتمل الكثير من التعليق، كون ما صدر عن اتحاد الغرف لا يبتعد عن الأهداف التي يعمل لتحقيقها، لكنه من حيث التوقيت والمضمون يستدعي الكثير من الكلام وخاصة أن الجميع بات يدرك أهمية الاستثمار في الزراعة، لجهة ما تعنيه الاستثمارات الواسعة النطاق في هذا القطاع من فوائد اجتماعية واقتصادية لمختلف الفئات الاجتماعية وانعكاساتها المباشرة على جمهور العاملين في هذا القطاع والمستثمرين فيه. فإذا كانت الدعوة من منطلق إدراك أهمية الاستثمار في الزراعة فهي ولا شك جاءت متأخرة كثيراً لأن الاتحاد الذي يعمل جاهداً لتحقيق المنفعة للمسجلين فيه وتلبية طموحاتهم مطالب اليوم بتقديم المبررات عن أسباب الغياب عن الواجهة الاقتصادية للبلاد في وقت تعرض فيه الكثير من الفلاحين لأقسى أنواع الإرهاب الممنهج والمنظم من قبل أعداء الحياة في سورية، وفي الوقت الذي قاسى فيه الفلاحون أصعب الظروف لتأمين مستلزمات الإنتاج التي تعرضت لاحتكار بعض الموردين الذين نأسف أن يحويهم الاتحاد بين صفوف أعضائه حيث باتت أسعار المنتجات المحتكرة سياطاً تلهب أجساد الفلاحين، والأكثر من ذلك لم نجد جواباً أو تفسيراً لعدم سماع أي مبادرة من أعضاء الاتحاد الذين استفادوا كثيراً من ظروف ما قبل الأزمة، ولم نقف على خطوة محسوبة لأحدهم من شأنها تخفيف العبء عن السوق وتقصر المسافة بين المنتج الذي وجد نفسه وحيداً في مواجهة الأزمة، والمواطن المستهلك باعتباره المستهدف بعموم النشاط الاقتصادي. فإذا كنا نحترم دعوة الاتحاد لتشجيع الاستثمار في الزراعة ومطالبة المستشار الفني فيه الحكومة بمساعدة أصحاب الحيازات الصغيرة على تذليل المعوقات التي يواجهونها في توسيع أصولهم الإنتاجية عبر توفير حوافز اقتصادية تمكينية وخلق مناخ للاستثمار الزراعي الواسع فنحن ندرك معهم أن تطوير قطاع الزراعة وإنتاج الغذاء له أثر هام في خلق فرص العمل وتخفيض نسبة الفقر والنهوض بالاقتصاد الوطني. مع ذلك نأمل من هذا الاتحاد أن يقدم مبادرات أكثر التصاقاً بهموم الوطن والمواطن، مبادرات نلمس معها الحلول التي توفر المنتجات وتختصر المسافات على جميع الأطراف المعنية بالشأن الزراعي، بذات الحماس الذي يبحث فيه عن فائدة أعضاء الاتحاد والمنتسبون إليه، فهل وصلت الرسالة؟ |
|