|
الرياض الذي قال:" ليست هناك ضمانات بألا تصل الأسلحة إلى الأيدي الخطأ" وذلك رداً على سؤال وجهه إليه أحد الصحفيين في الرياض حول موقف بلاده من إرسال قطر والسعودية أسلحة إلى ما يسمى "المعارضة في سورية". وبدل أن يهتم كيري بدوافع السعودية وقطر لإرسال السلاح أصلا ولماذا تتدخلان بهذه الصورة العدوانية في شؤون دولة مستقلة اكتفى بتطمين تجار السلاح والدم بأن "لدى المعارضة المعتدلة القدرة للتأكد من أن الأسلحة تصل إليها وليس إلى الأيدي الخطأ" الأمر الذي يعني أن عليكم مواصلة عملكم برضا أمريكي. وحسب وصف متابعين للشأن الدبلوماسي فإن وزير الخارجية الأمريكي اعتمد أسلوب المناورة للتملص من تحديد موقف واضح لبلاده تجاه دعم الإرهاب في سورية مطعما عباراته بكلمات طالما اعتمدتها الإدارة الأمريكية للعب على الحبلين حيث أكد من جهة أن بلاده "ستواصل العمل مع أصدقائها لتعزيز المعارضة السورية" ومن جهة أخرى "حذر من إمكانية وصول الأسلحة التي يتم إرسالها إلى المتطرفين في سورية". كيري الذي كان يتحدث من الرياض في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية نظام آل سعود سعود الفيصل بدا حريصا على تشجيع النظام السعودي على مواصلة دعمه للإرهاب في سورية فلم ينتقد قيامه بإرسال أسلحة إلى المتطرفين في سورية وبدل ذلك قال إن بلاده "ستواصل دعم المعارضة وبالمقابل ستواصل الضغط على النظام". كلام واضح لكيري مفاده أن الولايات المتحدة التي تعلن أنها لن تقدم أسلحة لما يسمى "المعارضة السورية" تتخذ هذا الموقف لعلمها أن السلاح الأمريكي يصل إلى المتطرفين في سورية عبر وكلاء ولا داعي لإحراج واشنطن وزجها في هذا الأمر بشكل مباشر فالجميع يعلم أن السعودية وقطر لا تملكان مصانع أسلحة وأن ما تقدمانه للإرهابيين من سلاح هو صناعة أمريكية وأحيانا إسرائيلية وأن جميع الصفقات التي تتم في السر تعلم بها واشنطن وتجري برضاها وإلا لما تجرأ شيوخ النفط على المجاهرة بجرائمهم. وأمام رئيس الدبلوماسية الأمريكية التي تدعي الحرص على القانون الدولي أقر وزير خارجية نظام آل سعود بقيام مشيخته النفطية بإرسال السلاح إلى الإرهابيين في سورية وعلق على سؤال حول هذا الأمر بالقول لا نستطيع أن نقف صامتين أمام ما يحدث في سورية. ولم يستدع اعتراف الشيخ النفطي أي رد فعل أمريكي حول أهمية ضبط الحدود ومنع عمليات تهريب السلاح وتشجيع الحوار والحلول الدبلوماسية وما إلى ذلك من اسطوانات مكررة ترددتها إدارته لمنع تسليح المقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين التي تواجه احتلالا موصوفا بالقانون الدولي ومع ذلك لا يجب تسليحها وكل ذلك لأن الوضع في سورية مختلف فالولايات المتحدة تريد دمار الدولة التي تعطل مشاريعها الاستعمارية في المنطقة. وغاب عن بال الشيخ النفطي الذي يدعو إلى التسليح وشن الحروب أن الزمن تجاوز طروحاته فالدولة السورية تمسك بزمام المبادرة وتطرح الحلول السياسية لتجد من يدعمها على الساحة الدولية حتى بات مصطلح "الحل السياسي" عنوان التعاطي الدولي مع الأزمة في سورية ومع ذلك يبقى هذا الشيخ منشغلا بمعاركه الدونكيشوتية يتوهم أن لديه جيوشا مع أنه يقبع بحماية قاعدة أمريكية. وأراد وزير خارجية آل سعود أن يكون السلاح حكرا على الإرهابيين في سورية فهو يرسله لهم ويدعو إلى ما سماه "وقف امداد النظام بالأسلحة" حتى بدا كمن يكذب كذبة فيصدقها إذ إنه يتوهم أن لديه سلاحا يصدره ومعامل يديرها ويريد اليوم منع تصدير السلاح السعودي إلى سورية. وفي ملف آخر ردد سعود الفيصل خلف كيري كلمات حول ملف إيران النووي فما إن قال كيري إن "هناك فترة محددة من الوقت للمفاوضات مع إيران" حتى ردد الشيخ وراءه نفس العبارة رغم أن مشيخته ليست طرفا في المفاوضات السداسية ولا علاقة لها بعلم الذرة والنواة. الموقف الأمريكي بأن المفاوضات لا يمكن أن تستمر هو موقف سياسي الهدف منه إرضاء بعض الأطراف التي لا ترغب بالتفاوض مع إيران على عكس واشنطن التي تفضل ذلك ويبدو أنها تقترب من نقطة الاعتراف بحق إيران بامتلاك الطاقة النووية السلمية ولكن شيخ آل سعود ظن أن في الأمر تهديدا فكرر ما قاله كيري. يشار إلى أن مشيخات النفط كانت السباقة في المراهنة على تغيير الواقع في سورية وعملت منذ بداية الأزمة في سورية على تشجيع التطرف والعنف إلا أنها بعد عامين تجد نفسها مفلسة سياسيا بعد أن أفرغت خزائنها لدعم الإرهاب وتسليحه في سورية لتبقى اليوم في حسرتها على مال مهدور وبلا دور. |
|