|
اقتصاد هي الليرة ذاتها اليوم كما كانت في الأمس تكافح الجوع منذ عام 1968 لتستمر اليوم وتكافح الفقر والجوع والإرهاب والتخريب والقرصنة والدمار والعوز والحرمان. هي اليوم في أشد استعدادها للتصدي والتحدي بعد أنّ أثبتت هذه الليرة السورية السيدة قدرتها وبهاءها وعظمتها وكبرياءها خلال السنوات الثلاث الماضية، في حرب اقتصادية خفية من أبشع الحروب وأقذرها على الاطلاق ، عندما حاول الدولار ومن يقف وراءه من دول وعبدة مال أن يتطاول على قامة الليرة السورية وماتعنيه هذه الليرة التي استبسل الشعب السوري في الدفاع عنها وحفظها كما التراب والحياض بالدماء قبل الدموع، وبالعرق والجهد قبل الراحة والأمان.
فما سر الصمود وقوة هذه الليرة ... ولماذا القمح والحنطة السمراء هذا المحصول العجائبي يتقدم سلال الغذاء في بلدي ويتربع عروش الموائد الكريمة بأهلها وناسها.. فيما الفلاح والعامل وابن الأرض ينام مرتاحاً على وسادته بعدما أعطى من روحه وكدّه ونفسه زفرات التعب وحبات العرق ومواويل الحياة.. فالأرض ياسادة هي من يستر الإنسان وهي غطاؤه ، وهي مائدته المتنوعة وشرفه الحصين.. تعطيه مايريد دون منّة وتقدم له أكثر مما تأخذ، فقط تريد أن تشعر بأن اليد التي تحرث التربة يعتمر قلبها الحب لا البغض... من يزرع النبات والأشجار ليؤمن حياة وصمود الأجيال القادمة ضد من اعتاد على سياسة الأرض المحروقة من مستعمر وخائن وإرهابي.. الذين رأينا نماذجهم اليوم على الأرض العربية السورية كيف دمروا باطن الأرض قبل أديمها وينمو عليه من خيرات ورفاه وحياة. والسؤال من الذي قام بحماية هذه الليرة اليوم؟ أليس نفسه الشخص بل الأشخاص والأناس الذين كافحت من أجلهم ولأجلهم الجوع والعوز في يوم من الأيام منذ ستة وأربعين عاماً من عمر هذه الليرة وهي التي أشبعته برغيف خبز أسمر وسدّت رمقه بقطعة حلوى من التين والزبيب، وأشبعت عطشه بهواء الكرامة وظمأه برشفة حليب.. لذلك كله وفي هذه المساحة من الزمن السوري وجدنا كيف انتفض المواطن بكل تسمياته من ذكر وأنثى من صغير وكبير من شاب وفتاة من رجل وامرأة من موظف وإنسان عادي.. انتفض ومنذ اللحظات الأولى حين أعلنت الحرب الخفية الضروس على الليرة التي تمثل قوة الاقتصاد وحزام الأمان.. فشهدنا كيف أن المواطنين من عامة الشعب وعلى امتداد الخارطة السورية هبوا هبة مقتدر جبار مؤمن وبقدرات ومقدرات ومكونات هذا البلد، معلنين حملات التطوع من كل الأشكال، أقاموا الفعاليات والأنشطة وتجمع الآلاف بل الملايين من أبناء سورية في كل الميادين والساحات، مؤكدين بالقول والفعل أحقية دعم الليرة السورية.. وكان لها ماكان من الدعم الوطني الجلل، كيف لاوهذه العملة المعدنية التي تحمل اسم بلدي قد كسرت ميزان المضاربات، وهوس التجار، والمتلاعبين بالقفازات السوداء... فكانت النفوس الخيرة كما الأيادي البيضاء توطن وتودع في المصارف والبنوك الوطنية العامة الملايين من الليرات وكل فئات العملة السورية كل حسب إمكانياته وقدراته.. والنتيجة صمود الليرة.. وانهيار شركات الصرافة تباعا بعدما اعترف أصحابها بتزويرهم واستغلالهم ونصبهم واحتيالهم على مقدرات الدولة الاقتصادية والمالية والمعاشية. فكان الطريق.. نحو حكم العدالة ..وتراجع الدولار.. إنها ليرة سورية.. نعتز بها.. ونقوى بها وبدعمها والحفاظ عليها.. فهي عماد الاقتصاد وبنية مؤسساته ركائزها غلال القمح والقطن وكل المحاصيل الاستراتيجية.. التي تنتجها الأرض بعرق العامل والفلاح وإحساس كل مواطن شريف ومخلص في هذه الأمة.. |
|