|
دراسات يمكن ان تؤسس لمسار سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وفي مقدمتها وقف العنف والإرهاب وعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية الحبيبة التي تتعرض لحرب كونية تستنزف طاقاتها وتحاول تفتيتها إلى كانتونات يسهل السيطرة على مقدراتها الظاهرة والكامنة. لقد أظهرت الأحداث والوقائع التي شهدتها أروقة المؤتمر أن وفد ما يسمى المعارضة مجرد كومبارس تم استقدامه من اجل ان يكمل المشهد الذي أرادت الولايات المتحدة الأميركية إظهاره لتخفي وراءه نياتها غير الجادة في التوصل إلى حل سياسي للازمة المفتعلة في سورية، حيث غابت الرؤية السياسية من قبل وفد الائتلاف وانحصر دوره في نقل الاملاءات التي لقنه إياها سفير الولايات المتحدة الأميركية السابق في دمشق إلى قاعة الاجتماعات، وبلغ التدخل الأميركي الفظ والوقح حد إرسال القصاصات الورقية إلى أعضاء الوفد المتآمر من اجل المراوغة والتضليل ورفض كل ما يطرحه الوفد العربي السوري ومحاولة القفز إلى البند الثامن من بيان مؤتمر جنيف الأول، ليتضح للعالم اجمع أنهم حضروا المؤتمر متوهمين بوعود أسيادهم أنهم خلال أيام سيتم تسليمهم السلطة، وبذلك كشفوا بعدهم وانفصالهم عن الواقع السوري وهواجس وآلام الشعب السوري الذي يتطلع للتخلص من جحيم الإرهاب المصدر إلى وطنه ووقف سفك الدم وبناء سورية المتجددة بعيدا عن أي تدخل خارجي لاسيما وإنه قدم تضحيات كبيرة على مدار ثلاث سنوات من عمر الأزمة المفتعلة للحفاظ على الثوابت السورية والقرار الوطني المستقل. الوفد الهزيل الذي لم يكن لديه هم سوى الحفاظ على الدولارات التي يتقاضاها أعضاؤه من أجل استمرار الإقامة في رحاب الفنادق الفاخرة من ذوات الخمس نجوم والوصول إلى السلطة ولو على حساب دماء السوريين واجهه على الضفة الأخرى وفد الجمهورية العربية السورية المتسلح بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد والدعم الشعبي الكبير وانتصارات الجيش العربي السوري، والذي كان يملك رؤية كاملة للحل ويحمل معه آلام الشعب السوري ومصالحه، ولذلك طرح عدة مبادرات لتكون أرضية للانطلاق إلى مسار سياسي منها البيان السياسي الذي يؤكد على سيادة الجمهورية العربية السورية ورفض التدخل الخارجي وعدم التنازل عن أي جزء من الأرض العربية السورية ونبذ العنف ومكافحة الإرهاب واعتبار سورية دولة ديمقراطية ذات تعددية سياسية وغيرها من النقاط التي تعبر عن نبض كل مواطن سوري وتشكل مجموعة الثوابت السورية التي لا يمكن التنازل عنها، ورغم ذلك تم رفض كل هذه الثوابت التي لا يختلف عليها سوريان لديهما أدنى حس بالمسؤولية والانتماء الوطني، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ان هذا الوفد المرتزق لا يملك قراره ولا يمكن ان يعول عليه في إيجاد حلول وصيغ سياسية يجتمع حولها السوريون لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهو الذي عجز عن جمع أعضاء ما يسمى ائتلاف الدوحة الذي لا يتجاوز عددهم 120 عضوا وذلك بسبب تشظيهم إلى فرق وجماعات تأتمر بأوامر الجهات الممولة والداعمة لهم وبذلك تكون قد سقطت آخر ورقة توت تستر عوراتهم واضاليهم. إن المواقف التي صدرت عن وفد ما يسمى المعارضة والتي رفضت إدانة الإرهاب ووقف سفك الدم السوري وإدانة الجهات التي تدعم الجماعات الإرهابية التكفيرية التي ترتكب الجرائم والمجازر وتقطع أوصال السوريين تؤكد بوضوح أن أصحابها جزء من هذا الإرهاب وان مشغليهم قد استأجروهم من اجل التغطية على الحرب العالمية على الشعب السوري والتي تستهدف تدمير الدولة السورية من اجل إفساح المجال أمام المشروع الإسرائيلي في المنطقة والحفاظ على مصالح القوى الاستعمارية الغربية والأميركية وفي مقدمتها الثروات الباطنية التي لم يتم استثمارها بعد، الأمر الذي يشير إلى أننا أمام ما تسمى معارضة ارتضت ان تكون أداة بيد قوى التآمر والعدوان على الشعب السوري ولا يمكن لها ان تكون جزءا من الحل السياسي الذي يتطلع له السوريون لبناء مستقبلهم بعيدا عن أي تدخل خارجي، لا سيما وانه تم استبعاد المعارضة الوطنية التي تحمل أجندات وطنية من الحضور إلى المؤتمر للمساهمة بإيجاد الصيغ والآليات المناسبة التي تسهم في حل الأزمة وبما يحقق تطلعات كل السوريين بعيدا عن الاملاءات الخارجية . أسدل الستار على الجولة الأولى من المؤتمر بفشل خططت له الولايات المتحدة الأميركية من اجل إطالة أمد الأزمة السورية ولكن هذا المؤتمر وعلى الرغم من انه لم يقدم نتائج ملموسة كان يتمناها الشعب السوري لكنه حقق انتصارا للدبلوماسية السورية التي استطاعت ان تنقل معاناة الشعب السوري وهمومه ورؤيتها لحل الأزمة إلى العالم بعد ثلاث سنوات من الحصار السياسي والاقتصادي والإعلامي ومحاولة تشويه حقيقة ما يجري على ارض الواقع من جرائم ترتكبها الجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من قبل الغرب الاستعماري وكل من السعودية وقطر وتركيا، كما ان المؤتمر كشف حقيقة ما تسمى بالمعارضة واذرعها الإرهابية التي تدعم الإرهاب وتشرعه خدمة لأسيادها ومخططاتهم العدوانية تجاه الشعب السوري وهذا يعد انجازا هاما للدبلوماسية السورية التي خاضت معركة سياسية بامتياز أمام الولايات المتحدة الأميركية وأعداء سورية لتكريس الثوابت السورية والانتصار لدماء الشهداء وأننا على يقين ان الجيش العربي السوري في معركته العسكرية سوف يكمل ما لم يتحقق في جنيف للحفاظ على السيادة والاستقلال والقرار الوطني وعدم التنازل عن أي جزء من ارض الوطن واجتثاث الإرهاب وبالتالي عودة الأمن والاستقرار إلى كامل مساحة الجغرافية السورية. |
|