|
الملحق الثقافي
هذه هي قائمة الكتب التي تم اختيارها وهي جميعها تتميز بالإنارة والمتعة والثراء: 1- كتاب “عقل التنويري: تطبيع البوذية” للفيلسوف أوين فلاناغان Owen Flanagan، صدر عن MIT press. هل التطبيعية منسجمة مع البوذية؟ الجواب هو نعم طبقاً للمؤلف. والكتاب كله يمكن اعتباره جواباً لهذا السؤال. الإنسان التنويري أو “the Bodhisattva” يستمر في التضحية عبر سلسلة طويلة جداً من دورة الحياة ليصل في نهاية المطاف إلى ذروة السعادة. وهنا ستختفي كل أشكال المعاناة ويبدأ الفرد بالتفكير كما لو أنه بوذا. أما التطبيعية فهي إشارة إلى إمكانية تجريد البوذية من صفتها الميتافيزيقية مع بقائها في الوقت نفسه كفلسفة حياة تنسجم مع معطيات العلم عن الكون. المؤلف كان من القلائل الذين استطاعوا النظر في التقاليد الدينية القديمة منتقداً مظاهرها المتجاوزة للطبيعة ومتعاطفاً في الوقت نفسه مع حكمتها الواقعية. 2- كتاب “مقاومة الواقع: البناء الاجتماعي والنقد الاجتماعي”، للكاتبة سالي هاسلانغر Sally Haslanger، صدر عن مطبوعات جامعة أوكسفورد. تتحدث الكاتبة بقوة مؤثرة عن الواقعية الاجتماعية، وتحلل الحقيقة الاجتماعية ببصيرة ثاقبة، خاصة في مواضيع البناء الاجتماعي والعرق والجنس. الكاتبة تعمل ضمن الميتافيزيقا والابستيمولوجي وفلسفة اللغة، بالإضافة إلى الفلسفة الأخلاقية والسياسية. هذا الكتاب يوضّح كيف أن التنظير الفلسفي المجرد يساعد في فهم أفضل للعالم الذي نعيش فيه. مقاومة الواقع هو توغّل واستخدام فلسفي رائع وبأعلى مستوى من الإنجاز.
3- كتاب “لماذا وُجد العالم؟ قصة وجودية سرية” للكاتب جيم هولت Jim Holt، صدر عن دار Liveright. هذا الكتاب جاء على شكل سلسلة من المقابلات مع الفلاسفة والفيزيائيين والثيولوجيين، ويتضمن الكثير من المعلومات الوصفية للأحداث التي رصدها الكاتب أثناء أسفاره. الأفكار التي يعرضها في المقابلات هي أفكار فردية وفلسفية تعالج أسئلة مثل الحب والموت بالإضافة إلى السؤال الميتافيزيقي الكبير الذي يتصدر الكتاب. يسعى المؤلف إلى تجنب التكرار حين يتحدث عن تلك القضايا. السؤال: “لماذا هناك شيء بدلاً من لاشيء؟” هو المدخل الأكثر سهولة، وربما تفوّق فيه الكاتب كثيراً. 4- كتاب “الموت” للكاتب شيلي كاغان Shelley Kagan، صدر عن مطبوعات جامعة يال. الكتاب يرتكز في الأصل على عدد من الكورسات التدريسية التي كتبها المؤلف أثناء عمله في الجامعة، وهو يغطي نطاقاً واسعاً من الأسئلة الميتافيزيقية والأخلاقية مثل الموت ومسألة الخلود. كيف يمكن فهم الموت بشكل أفضل؟ هل يجب الخوف من الموت؟ هل الخلود شيء ذو قيمة؟ في كل من المواضيع المذكورة أعلاه جاء نقاش “كاغان” واضحاً ودقيقاً، أسلوبه السلس جعل من السهولة للقارئ الإبحار في مثل هذه المواضيع. 5- “ما وراء الطبيعة الإنسانية: كيف يمكن للثقافة والتجربة صياغة العقل الإنساني؟” للكاتب جيس برينز Jess Prinz، صدر عن دار W.W.Norton. إن التقدم الكبير في البحوث في السنوات الاثنتين والعشرين الماضية عزز فكرة أن تكويننا الفيزيائي هو الذي يقرر مصيرنا، ما لم يستطع العلماء الأذكياء تغييره. كتاب “برينز” الأنيق وذو الطاقة البحثية العالية يعيد المجتمع مجدداً إلى الصورة، ورغم أن بعض استنتاجاته مألوفة للقارئ المنتظم لبرينز، إلا أن الصورة الإجمالية تبقى هامة حين يعيد التأكيد على دور الناس في فهمها للذهن. معرفة المؤلف بالعلوم ذات الصلة يمكن توظيفها كنموذج في هذا الحقل. 6- صنع الليبرالية الحديثة، للكاتب آلان رايان Alan Ryan، مطبعة جامعة برنستون.
وهو يضم أوراقاً نُشرت في العقود الأربعة الماضية، ويوفر استكشافاً قوياً وواسعاً لأسس الليبرالية الحديثة. المقالات تستخدم المفكرين التاريخيين لتسليط الضوء على المشاكل والموضوعات المعاصرة الملحة. المؤلف يحقق في مفهوم الحرية وطبيعة حقوق الملكية الفردية بطريقة قوية ومؤثرة. إن نشر هذا الكتاب وكتابه السابق الشهير “حول السياسة” الصادر عن دار بنغوين عام 2012، يعطي دليلاً راسخاً بأن المؤلف ليس فقط من بين أهم الفلاسفة السياسيين الحاليين وإنما هو أيضاً الأكثر إثارة. 7- ما لا يمكن شراؤه بالنقود: الحدود الأخلاقية للأسواق، للكاتب مايكل ساندل Michael Sandel، ضمن منشورات دار بنغوين. الملفت هنا هو مقدرة الكاتب على الكتابة بطريقة واضحة وعامة ومتواضعة. هو استهدف فكرة “تفوق السوق” أو الإيمان بأن الأسواق هي الأدوات الرئيسية لتحقيق الخير العام. إنه يشك بعمق في هذا الأساس بالذات ولديه الأسباب لذلك، خاصة الأزمة الاقتصادية الحالية. انتقادات الكاتب كانت أنيقة وحادة. كل ذلك حصل دون أن ينزلق الكاتب إلى ما يشبه المصطلحات الماركسية. تعابير مثل “فائض القيمة” و”استغلال البروليتاريا” لم نشاهدها أبداً في النص. 8- ميتافيزيقا لأجل الحرية، للكاتبة هيلين ستيوارد Helen Steward، مطبوعات جامعة اكسفورد. تطرح “ستيوارد” موقفاً جديداً من موضوع الإرادة وعدم الانسجام. في أدب الرغبة الحرة كل من “الانسجاميون” و”اللاانسجاميون” “اولئك الذين يعتبرون إرادة الفرد منسجمة مع القدرية وأولئك الذين يرفضون ذلك” افترضوا بإمكانية وجود أفراد في عالم مقرر سلفاً، وركزوا نقاشهم على ما إذا كان الأفراد في عالم كهذا سيتصرفون بحرية. “ستيوارد” تعتقد أن هذا خطأ. الفرد ذاته هو غير منسجم مع القدرية. “ستيوارد” لم تطرح فقط رؤية جديدة لهذا النقاش الذي يعود لآلاف السنين، وإنما عرضت حالة مقنعة لهذه الرؤية. كذلك، فهي تجادل بقوة بأن الكائن الإنساني واللاإنساني هم وكلاء ومخلوقات قادرة على القبول بما يتوجب عليهم القيام به لأنفسهم. كل من لديه اهتمام بالعقل والفردية يجب عليه قراءة هذا الكتاب. 9- الأخلاق والسياسة العامة: استبيان فلسفي، للكاتب جوناثان وولف Jonathan Wolff، صدر عن دار Routledge. وهو تحقيق من الدرجة الأولى حول خدمة الفلسفة للسياسة العامة، قام به أحد أهم الفلاسفة السياسيين في الوقت الحالي. يسعى وولف “wolff” إلى تسليط الضوء على الإمكانات الهائلة لمشاركة الفلسفة في القضايا السياسية والاجتماعية ضمن وصف مثير وسهل. |
|