|
صفحة أولى تظهرها «رافضة للحلول السلمية ومصرة على المواجهة العسكرية «ضد شعبها» على حد ما يروج الأميركيون له في سياق تلفيقهم وكذبهم ومجافاتهم للحقيقة. مؤتمر جنيف 2 الذي اعد بعناية اميركا وموظفها في الامانة العامة للامم المتحدة كان يراد منه احراج سورية واجبارها على الاستسلام والتنازل عما رفضت التنازل عنه طيلة السنوات الثلاث الماضية من عمر الحرب الكونية عليها. لكن اميركا صدمت بموقف سورية الذي ترجمه الوفد العربي السوري في جنيف، صدمها الوفد بشجاعته وبوضوحه وبجرأته، وبموضوعيته، ولن تنسى اميركا ولن تمحى من سجلاتها تلك المواقف الدبلوماسية التي واجهتها وتختصر بتلك الجملة التي خاطب بها الوزير وليد المعلم باسم سورية، الجملة التي خاطب بها أميركا عبر وزير خارجيتها «... سيد كيري لا أحد في العالم يمنح او ينزع الشرعية عن رئيس سورية... الا الشعب السوري». بعد هذه الصدمة التي تلتها الصدمات الارتدادية تباعا في المفاوضات التي قاد فيها السفير الاميركي فورد وفد العملاء المسمى وفد المعارضة، بدأت اميركا تكشف عن وجهها الخبيث وتسقط الاقنعة الواحد تلو الآخر، وتظهر نواياها الحقيقة بأنها لا تريد حلا للازمة في سورية بل تريد سورية الدولة ذاتها، ولهذا السبب سارعت الى تبديد الاوهام حول حرصها على المؤتمر وسارع اوباما للاعلان عن قراره في دعم ما اسماه المعارضة بالسلاح لمواصلة القتال، مدعيا انه «يسلح الجماعات التي ترفض جدول اعمال الشبكات الارهابية» وهي عبارات جوفاء وممجوجة اراد اوباما عبرها اخفاء حقيقة دعمه للارهابيين وهو دعم بدأ ولم يتوقف منذ انطلاق العدوان على سورية منذ 3 سنوات. لقد ظهر زيف الموقف الاميركي المدعي السعي للحل السلمي، وظهر جليا ان اميركا تعتمد المسارات العسكرية الارهابية للضغط على الحكومة السورية، كما انها تستعمل ادواتها في جنيف على طاولة التفاوض، ولا تهتم اميركا بما ترتكبه الارهابيون من جرائم تمارس ضد الشعب السوري عبر الذبح واستئصال الاكباد والقلوب فالمهم اميركيا فرض المشيئة الاميركية. لقد ظهر جاليا امام كل ذي عقل منصف ان اميركا تنكرت لكل التزاماتها امام العالم بأنها تسعى الى حل سلمي، فمنعت في جنيف وفد عملائها من الموافقة على بيان يدين الارهاب ومنعته حتى مناقشة جدية للمسائل الانسانية وقامت هي خارج جنيف بتسليح الارهابيين ودعمهم متنكرة في ذلك لكل التفاهمات القائمة بينها وبين الاتحاد الروسي، تفاهمات باتت معروفة بأنها تتمثل بوقف دعم الارهاب وانتاج بيئة هادئة من غير عنف لتمكين السوريين من ادارة حوار جدي للبحث في مستقبل بلدهم. لكن اميركا التي ترفض لسورية اي سيادة وأي استقلال واي قرار مستقل تريد ان تنصب عليها حفنة من عملائها يتصرفون في سورية وفقا للارادة الاميركية بما يناسب اسرائيل. اميركا ترفض وقف الارهاب لانها تعتمد الارهاب اصلا لسياستها ووسيلتها الاساسية لتنفيذ خططها ضد الشعوب. ولا تهتم اميركا لما ينتج الارهاب من مآسي بحق الشعوب وما ارتكب خاصة بحق الشعب السوري، لهذا رفضت اميركا البيان الذي قدمه الوفد العربي السوري في جنيف2، لانها متمسكة بالارهاب كسلاح رئيسي في سياستها. والسؤال الآن ماذا تريد اميركا بعد كل الذي فعله ارهابها في سورية وبعد ان ظهر جليا قوة سورية واستعصاؤها على الخطط الأميركية؟ سؤال أجاب عليه أحد العملاء من أعضاء ما يسمى الائتلاف المعارض وكان في اجابته ما أغاظ بعض أقرانه لأنه فضحهم وأحرجهم، حيث قال «الغرب بقيادة أميركية يسعى لتقسيم سورية ونحن لانستطيع ان نقف بوجهه» هذا ما خرج به على العالم من يدعى اللبواني الذي يعتبره حاضنوه عرّاب المعارضة التي تقودها أميركا. نعم ان الغرب يسعى لفرض تقسيم جديد على المنطقة وسورية وهو يحظى بموافقة غير مشروطة من معارضة مذعنة كلياً ومفتونة بفضائل الوهابية.. وثورية سعود الفيصل و«فتوته»... تقسيم يريده الغرب للإجهاز على أي أمل بإقامة دولة وطنية متنوعة وتعددية تناقض ما تسعى إليه أميركا لإقرار يهودية اسرائيل كدولة في فلسطين المحتلة... ومن أجل هذا التقسيم رفض وفد العملاء ورقة مبادئ أساسية قدمها وفد الجمهورية العربية السورية في جنيف لأنها أكدت على وجوب احترام وحدة سورية وسيادتها وحقها باستعادة الأراضي المغتصبة وحفظ المؤسسات السورية ونبذ التعصب والتطرف... وكان في رفضهم فضيحة أخرى لهذا الوفد ولمن يقف وراءه. أيام جنيف العشرة كانت فرصة حقيقة للاطلاع على الحقائق واسقاط الأقنعة وظهور الأميركي على حقيقته بأنه لا يعمل للحل السلمي كما وظهور الوجوه السورية العميلة على حقيقتها البشعة بأن أصحابها حفنة من المرتزقة لا يريدون خيراً لبلادهم بل جل همهم السلطة والمال فقط. |
|