تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أساليب فعالة في تربية أطفالنا

كتب
الأربعاء 6-3-2013
يمن سليمان عباس

ما نغرسه في عقول وسلوك أطفالنا منذ أن يكونوا أجنة يحدد توجهاتهم وسلوكهم ومن هنا فإن السنوات الأولى في حياة الأطفال تعتبر مصيرية وهامة، فكيف على الوالدين أن يتعاملا معها، وما الخطوات الواجب اتخاذها؟

تشير الدراسات الحديثة إلى مجموعة توجهات يجب على الوالدين العمل من خلالها وهذا ما يتناوله كتاب« السنوات اللامعقولة» دليل الأبوين للتغلب على مشكلات الأطفال بين سن الثالثة والثامنة من العمر، الكتاب تأليف د. كارولين وبستر ستراتون وترجمة داوود صالح رحمة.‏

طرائف تربوية حديثة‏

يقول المترجم في مقدمة الكتاب: تحظى عملية تنشئة الأطفال وتهذيبهم وتربيتهم باهتمام كل الباحثين في أوروبا وأميركا لأنهم عماد المستقبل وبناة الوطن، وتجري البحوث والدراسات لمعرفة أفضل الطرائق وأنجعها في تربية الأطفال وتطبيقها بما يخدم نمو الطفل العقلي والعاطفي والاجتماعي والمادي لكن هذه الدراسات ماتزال قاصرة في بلادنا فتربيتنا للنشئ الجديد تعتمد على خلفية الآباء والأمهات الذين تختلف لديهم البيئات وأجواء التربية.‏

تربيتنا لأولادنا يجب أن تبدأ بنا، أن نكون مدركين لمراحل تطوره وما يناسبه في كل مرحلة عمرية، تعلّمنا لأفضل الأساليب في التربية يخفف كثيراً من مشكلات الأطفال قبل أن تخرج من تحت السيطرة، وإذا كان الآباء واثقين وجاهزين فإن هذا الكتاب يعطيهم فكرة مفصلة عن المشكلات والحلول اللازمة لها.‏

مساعدة الآباء‏

أما المؤلفة فتعزو الهدف من هذا الكتاب لمساعدة الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال بين سن الثالثة والثامنة للتغلب على المشكلات السلوكية التي كثيراً ما تحدث، فهذه السن صعبة لكل من الآباء والأبناء.‏

بالنسبة للأطفال هي مدة انتقال رئيسية لهم من عالم كثيراً ما يختلط فيه الخيال والحقيقة إلى عالم أكثر تماسكاً تسود فيه القواعد والأفكار الدائمة.‏

بالنسبة للآباء والأمهات فإن ردود الأفعال والسلوكيات الصادرة عن أطفالهم كثيراً ما تكون مفاجئة ومن الصعب التعامل معها أحياناً وعندما ينمو الأبناء من سن الفطام إلى مرحلة الروضة فقد تشعر بأنك قد فقدت السيطرة على تجاربهم وتشعر بالغضب عندما لا يتعاونون معك وربما تحس بالقلق حول هشاشتهم وهل سينجحون في المدرسة ويعقدون الصداقات، وكثيراً ما تتساءل كم من النظام يحتاجون مقابل كم من الحرية، وقد تشعر بالذنب بين مدة وأخرى لأنك لم تعالج مشكلة ما بشكل أفضل أو لأنك ربما توقعت الكثير منهم وقد لا تدرك كمية الضغط الذي يحدث لك عندما يسيئون التصرف.‏

وفي الحقيقة فإن تربية الأطفال ربما تكون من أصعب الأعمال التي يتولاها الراشدون بل ربما تكون واحدة من الأعمال التي تلقى أقل قدر من التدريب والتحضير.‏

وهذا الكتاب لمساعدة الآباء في معرفة القضايا التي يواجهونها مع الأطفال الصغار والتغلب عليها لزرع الثقة والرعاية المناسبة التي تعزز السلوكيات الإيجابية.‏

الفصول الثلاثة الأولى تركز طرق التشجيع على التصرفات الإيجابية وبناء الثقة بالنفس والأهلية الاجتماعية لدى الأطفال وتقدم هذه الفصول أساساً لعلاقة ناجحة بين الأبوين والأبناء، ويركز الفصلان الرابع والخامس على كيفية توجيه الأبوين طلباً لابنهما وكيف يتصرفان عندما لايطيع الابن.‏

كما يناقش الفصلان التاليان طرائق أخرى لاعنيفة تساعد الأبوين على تجنب المجابهة مع الأبناء.‏

ويركز الفصل الأخير من القسم الأول على تعلم الأولاد كيف يحلون المشكلات كي يتعلموا التكيف مع الصراعات وأن يخلصوا إلى قرار بأنفسهم لحل مشكلاتهم.‏

وفي نهاية الفصل الأول سيتمكن الآباء من الحصول على أساسيات مانعتبره أفضل استراتيجيات فعالة.‏

يركز القسم الثاني على موضوعات ضبط النفس ويساعد الآباء على فهم كيفية التغلب على الكآبة والغضب والإحباط والأفكار المتعذرة. ويؤكد الفصل التاسع على ضبد النفس من حيث التحدي وطرائق تغيير الأفكار في الوقت الذي يؤكد فيه الفصل العاشر على السيطرة الجسدية بواسطة تمارين الاسترخاء.‏

أما الفصل التالي فيناقش استراتيجيات الاتصال الفعالة لاستخدامها مع الأطفال والراشدين والفصل بعده يركز على علاقات الراشدين كي يستطيع الأبوان أن يتعلما كيف يناقشان مشكلات الأسرة مع بعضها بطريقة تعاونية لانقدية وكيفية التوصل إلى حلول.‏

كيف تلعب مع طفلك ؟‏

تقول المؤلفة : من المهم أن تقدر اللعب وأن تخصص وقتاً للعب مع أطفالك وعلاوة على ذلك تستطيع أن تتعلم بطرائق تعزز ثقتهم بأنفسهم وتطورهم الاجتماعي والعاطفي والمعرفي.‏

وبذلك تقدم بيئة مساندة تسمح لأطفالك أن يستعملوا خيالهم ويكتشفوا المستحيل والغامض وأن يختبروا الأفكار الجديدة ويرتكبوا الأخطاء ويحلوا المشكلات ويبنوا بالتدريج ثقتهم بأفكارهم وآرائهم والجو المساند والموافق يقدم للأبناء فرصة التعبير عن آمالهم وخيباتهم، فهم يعيشون في عالم يملكون فيه قوة صغيرة وطرائق مقبولة قليلة للتعبير عن مشاعرهم واللعب الجيد معك يمكن أن يهبهم فرصة التخفيف عن مشاعر الغضب والخوف وعدم اللباقة ويوفر لهم التجارب التي تعزز إحساسهم بالسيطرة والنجاح والسعادة. والأسلوب المرن في اللعب يخفض الضغط في تفاعلك مع أبنائك ويعزز تطور كل طفل كي يكتسب شخصية فريدة واثقة بنفسها.‏

تجاهل‏

إذا قررت أن تستعمل التجاهل عليك أن تقرر تجاهل طفلك مهما كانت الأحوال حتى ينتهي من التصرف السيىء الثبات هو جوهر التجاهل وعندما تصاب ابنتك بنوبة غضب قد يغريك الوضع بأن تستسلم ومع ذلك ففي كل وقت تفعل فيه ذلك فإنك تجعل التصرف اللامناسب أسوأ وستكون نوبات الغضب أعلى وتستمر لمدة أطول وعليه يجب أن تستمر في التجاهل حتى يتغير التصرف. تذكر أن التجاهل ليس من المحتمل أن يؤثر في كيفية تصرف ابنك مالم تكن هناك علاقة إيجابية بينكما والمهمة الأولى في أي خطة لتغيير السلوك هي زيادة اهتمامك والثناء على السلوكيات الإيجابية مع أن التجاهل سيخفض التصرف المزعج إلا أنه سيزيد من التصرف الطيب، وللقيام بذلك يجب أن يقترن التجاهل بالموافقة الاجتماعية على السلوك الجيد وعلى التعلم المنصب على السلوكيات المناسبة عندما يتصرف طفلك بشكل حسن.‏

أخيراً لابد من القول إن السنوات اللامعقولة دليل عملي مليء بالأمثلة عن مشكلات الحياة اليومية والاقتراحات الخاصة بحلها وهو يعتمد على اثنتي عشرة سنة من الأبحاث مع أكثر من ألف أسرة وعلى خبرة المؤلفة الشخصية كطبيبة علم نفس أطفال وأستاذة وأم.‏

الكتاب: السنوات اللامعقولة - المؤلفة: د، كارولين بستر ستراتون - المترجم: داوود صالح رحمة - الناشر: دار علاء الدين -دمشق‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية