تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكثر من الهم ...

فضائيات
الأربعاء 6-3-2013
رمضان إبراهيم

اعتدنا منذ أن باتت الشاشات أكثر من الهم على القلب - كما يقولون – على فقرة رئيسية في سهرات رأس السنة يطل من خلالها بطل السهرة ( المتنبئ)

وهو متجهم الوجه أو ببرمة فم نصف دائرة إلى اليسار أو الى اليمين – لا فرق- ليبدأ بقراءة الكف والفنجان والتبصير عبر الهواء وحتى عبر كاسات الشاي والزهورات والماء إن لم يصح لهم ما ذكرت.‏

أن نستريح عاما كاملا كي تعود تلك الشاشات وتقتحم لحظات سعادتنا وترقبنا وانتظارنا لما هو مقدّر علينا من الله عز وجل أمر عادي يمكن للمرء أن يتقبله أما أن تقدم محطة تلفزيونية هي lbc على تقديم حلقة كل آخر شهر فهذا ما لا يمكن تقبله من المشاهد خصوصاً بعد الذي جرى في الحلقة الأخيرة التي عرضتها المحطة الأحد الأخير من شباط.‏

في تلك الحلقة تم كالعادة عرض بعض التوقعات التي أصابت.. لكن ما أثار السخط على ليلى عبد اللطيف والمحطة هو التلاعب بمشاعر أفراد أمضوا سنوات عديدة في القلق والانتظار واللهفة لسماع أي خبر عمّن فقدوا.. الفقرة كانت أكثر من مؤثرة.. في الحقيقة كانت مقشعرة للأبدان.. هؤلاء لم ينتظروا عيدا أو نتائج مسابقة أو إعلان اسم ملكة جمال أو نتيجة مباراة بكرة القدم بل انتظروا أحبّاء وأزواجاً وإخوة.. فمن أعطى الحق لمتنبئة مثل ليلى عبد اللطيف كي تتجرأ ومن دون أي اعتبارات على التلاعب بمشاعرهم والاستخفاف بقضيتهم والاستهزاء بعقول المشاهدين ؟!.‏

وإذا كنّا قد انحدرنا في ثقافتنا ودرجة الفهم والإدراك إلى هذا الحضيض فإننا نقول بأنه لا داعي بعد اليوم لقراءة الصحف والمجلات والكتب والتحليلات السياسية, لا داعي بعد اليوم لفحوصات - DNA- ولا حتى لزيارة الطبيب, لا داعي بعد اليوم لدراسات علميّة إذ علينا فقط زيارة ليلى عبد اللطيف لمعرفة كل شيء !!‏

من خلال ما تابعناه على مدى أسبوع وجدنا حجم الانتقادات التي تناولت ليلى عبد اللطيف والحلقة ما أحرج المؤسسة وجعلها تلوم فريق البرنامج. في حين أشارت مصادر أخرى مقّربة من عبد اللطيف إلى أنّ الأخيرة لم تكن تنوي تقديم الفقرة مع أهالي المفقودين, فهل اقترب موعد انفراط العقد بين عبد اللطيف والمحطة ( أنا شخصياً أتمنى ذلك )؟! وهل تجد المؤسسة نفسها مستعدّة لتقديم تنازلات حفاظاً على نسبة المشاهدة العالية التي يحظى بها البرنامج ؟!‏

أخيراً يحق لنا أن نتساءل : ما الهدف من أن تبث محطة تلفزيونية برنامجاً مبنيّاً على توقعات شخصية في موعد شهريّ وإعطائه هذا العنوان الذي يُظهِر الكثير من الثقة والحزم (تاريخ يشهد)؟!. ولماذا كلّ هذا التأكيد؟!. هل يبحث البرنامج عن إثارة إعلامية ضارباً عرض الحائط بعقول ومشاعر شريحة كبيرة من المشاهدين؟!.وهل يبحث عن ترسيخ ثقافة الجهل والغباء؟!. هل يسعى لإقناع الأجيال القادمة بأن مستقبلهم مرتبط بإلهام إحداهنّ أو رؤية آخر وبالتالي لا جدوى من العلم والنقد والبحث والتحليل ؟ فعلاً نحن في آخر الزمان !‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية