|
البقعة الساخنة إلا أن ذلك لم يمنع إدارة الرئيس أوباما من مد القوات الفرنسية والبريطانية المهاجمة بالمساعدات الضرورية لترجيح كفة الصراع في صالح العصابات الليبية المسلحة, وفي أزمة مالي المستحدثة تكرر السيناريو ذاته, إذ أقدمت هذه الإدارة على مساعدة القوات الفرنسية الغازية أيضاً تحت عناوين مكافحة الإرهاب ودون قرار رسمي أميركي أو أممي. لكن الممارسات الأميركية المزدوجة لمثل هذه السياسات إنما تظهر في سورية اليوم بأكثر أشكالها عنفاً وسفوراً ووقاحة في آن معاً .. فما معنى أن تدرج إدارة أوباما جبهة النصرة في لائحتها السوداء بحجة مكافحة الإرهاب , ثم لا تتردد في تحريض عملائها في المنطقة من حكومات السعودية وقطر إلى تركيا بإمداد هذه الجبهة وإرهابييها بكل أنواع السلاح عبر صفقات يبتاعونها سراً ويوردونها عبر الحدود السورية على رؤوس الأشهاد ؟ وما معنى أن تتحدث إدارة أوباما عن ضرورات الحل السلمي في سورية , ثم لا تتردد في الإعلان عن تقديم المساعدات إلى مسلحي المعارضة بحجة أنها « غير فتاكة «.. وهل ثمة مساعدات عسكرية غير فتاكة؟ وما معنى أن تمارس إدارة أوباما كل سياسات الدعم والتحريض للجماعات الإرهابية المسلحة في سورية ومموليهم من المحيط السوري , وبما يؤجج عمليات القتل والتدمير والتخريب التي تقوم بها , ثم تأتي التصريحات الإعلامية الأميركية داعية إلى الحلول السلمية ؟ هذه نماذج من سياسة الحرب الناعمة التي يتبناها الحزب الديمقراطي الأميركي عامة , وتمارسها إدارة أوباما بشكل عدوان مباشر ومفضوح على سورية الدولة والشعب خاصة , وإذا كان لأحد أن يكون معنياً وبشكل مباشر بهذه السياسات , فهم أولئك السوريون الذين تحولوا إلى مجرد أدوات طيعة لمثل هذه السياسات , تلعب بهم على حبال تشدها في مكان وترخيها في آخر في مشهد من مشاهد السيرك السياسي الأميركي ! |
|