تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أين العرب من تدنيس جنود الاحتلال للقرآن الكريم وسط ساحة الأقصى؟

شؤون سياسية
الأربعاء 6-3-2013
منهل إبراهيم

يغرق بعض العرب في ظلم أشقائهم واختراع أعداء مفترضين ويتناسون فلسطين التي يهان فيها الإنسان ويدنس فيها القرآن على يد أحفاد عصابات الهاغانا وشتيرن في أقدس أماكن المسلمين والعرب...

في وسط ساحة الأقصى الذي بارك الله حوله وهذا فعل لا يمكن غض البصر عنه والسكوت عليه لأنه يشكل إهانة لجميع المسلمين ليس في المنطقة العربية فحسب بل على امتداد المعمورة، فالقرآن حين يدنس في وسط الأقصى المبارك ويبقى الكل لا يحركون ساكناً فهذا يعني أن الأمة العربية والإسلامية تعاني من كبوة يجب النهوض منها سريعاً .‏

القصة حدثت في المسجد الأقصى بالقرب من مسجد البراق وأظهرت جبن جنود الاحتلال وتطاولهم على حرمات العرب والمسلمين وهي قصة تحمل أفعالاً ليست بمستغربة عن جنود كيان الاحتلال ولكنها تثير الاشمئزاز من سلوكياتهم التي تحتقر كل ما يمت للعرب من مقدسات وحرمات وتولد الغضب تجاه استمرار الصمت العربي والدولي حيال ممارسات الاحتلال وإعطائه باستمرار صكوك الغفران لأفعاله ما يشجعه على التمادي والعدوان .‏

أحد عناصر جنود الاحتلال الإسرائيلي قام صبيحة سولت له نفسه بالاعتداء على طالبات مصاطب العلم في المسجد الأقصى وحاول منعهن من الجلوس لتلاوة القرآن بالقرب من مسجد البراق- مصطبة المغاربة، وعندما واصلن قراءة القرآن قام برمي حمالة القرآن على الأرض فوقع المصحف الشريف على الحصيرة التي جلست عليها الطالبات، فقام بدوس المصحف برجله ثم ركله مع الحصيرة.‏

سلوك الجندي الإسرائيلي الجبان يؤكد الطبيعة العنصرية له ولرفاقه ويعكس الخوف الكامن في أعماقه من الفلسطينيين أصحاب الحق والأرض، وعلى الفور حين سادت حالة الغليان الشديد في صفوف المصلين وتعالت أصواتهم الغاضبة، هرب الجندي من المكان، وسط حالة من التوتر الشديد سادت المسجد الأقصى بعدما تجمع المصلون بالقرب من باب المغاربة داخل المسجد.‏

وتروي طالبة في مصاطب العلم، وهي تبكي متأثرة من المشهد التي رأته: في الصباح جلسنا قرب مسجد البراق لنقرأ القرآن فجاء أحد جنود الاحتلال ليمنعنا من الجلوس في هذا المكان، فانتقلنا إلى المصطبة المجاورة، وجلسنا على الحصيرة وبدأنا بقراءة القرآن، فحاول منعنا من ذلك، فقلنا له، هذا المسجد الأقصى لنا، ويحق أن نقرأ القران فيه في أي مكان ووقت أردنا، فقام برمي المصحف على الأرض، ثم داس عليه برجله، الطالبة بكت بحرقة وأطلقت هذه الكلمات علها تصل لمسامع من يصمون آذانهم ويغمضون عيونهم عن أقصاهم وكتابهم الكريم (لقد داس على المصحف برجله، مشهد صعب جداً، لكننا نقول له سنبقى نحافظ على المصحف الشريف وعلى المسجد الأقصى، مهما كلفنا الأمر). لاشك أن هذا الاعتداء خطير جداً ولا يجب أن يمر وكأن شيئاً لم يكن وعلى العرب والمسلمين الوقوف مع المصلين والطلاب والقيام بالتحرك العاجل للدفاع عن حرمة المسجد الأقصى وأن يكون لسان حالهم كلسان حال جميع الفلسطينيين الذين يدافعون عن الأقصى ويرددون عبارة (لا مكان لوجود الاحتلال وجنوده في المسجد الأقصى والقدس المحتلة).‏

إن ما قام به أحد جنود الاحتلال بحق القرآن الكريم يعد انتهاكا واضحا لدستور المسلمين في العالم، وتجاوزاً خطيراً يعكس مدى عنصرية وحقد الكيان الإسرائيلي تجاه المسلمين ورموزهم، وامتهان القرآن الكريم داخل المسجد الأقصى المبارك يؤكد غطرسة الاحتلال وعنجهيته المتمثلة باحتلال قبلة المسلمين الأولى كم أن هذا التصرف يدل على التخبط والعمى الذي يعيشه كيان الاحتلال وهو استفزاز مباشر لجميع المسلمين في شتى أصقاع الأرض .‏

جريمة الاحتلال بتدنيس القرآن الكريم لاشك ستقابل (هذا إن قوبلت) ببعض التنديد والشجب والدعوات الخجولة باحترام الآخرين وعدم تدنيس مقدساتهم ،بانتظار جريمة أخرى لكيان الاحتلال لن تغير في مشهد الصمود الفلسطيني ونضاله في سبيل مقدسات العرب والمسلمين وكما هو متوقع لن تغير في مشهد الصمت العربي والدولي الذي تعودنا عليه ونحتاج معجزة لاختراقه .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية