|
فضائيات بدءاً من البرامج السياسية التي تستضيف الرأي وتلغي الآخر وتلتهم القنوات الفضائية العربية مكرسة من خلالها الاختلاف والانقسام ليس إلا...لتتبعها سلسلة برامجية كرست أموالها و ثرواتها لاستخراج المواهب الشابة الخام من بواطن مجتمعاتنا التائهة في خضم فوضى عصرية تكنولوجية مبعثرة أحلام الشباب ومكرسة ثقافة المجد و الشهرة!! وفي سبيل ذلك لم تترك وسيلة تعتب عليها...فقد جابت البلدان العربية مراتٍ...ومرات من أقصاها إلى أدناها...ناشرة رسالة في ظاهرها تبدو فنية وترفيهية على حد قول القائمين عليها وذلك بمنح فرصة الظهور لطاقات شبابية مدفونة في قوقعة حياتها الرتيبة.. وفي باطنها خراب عقولٍ و تسفيه مواهب بالشراكة مع مؤسسات الاتصالات الخليوية وبمنحة من ميزة(sms)... وبعد أن استهلكت جميع الحيل لزيادة نسب المشاهدة...ظل إناؤها الإعلاني ينضح بالمزيد...عبر إطلاق ماركة جديدة لهذه السلسلة البرامجية تحمل أسماء نجوم الفن و الغناء ممن تربعوا على قلوب محبيهم و معبودي نجوميتهم...وسيلة جديدة في الاستثمار!! وتحت شعار هذه الماركة صنعت العديد من البرامج التي احتل النجوم فيها مواقعهم على كراسي لجان التحكيم.. مطلقة أحكاماً و تقييمات على تلك المواهب المسكينة التي مازالت تقبع في الظلام.. حالمة بأضواء الشهرة!! وأصبح المشاهد تائهاً بين هذا الكم البرامجي على القنوات النفطية الرائدة في هذا المجال.. ولم يعد يفرق بين برنامج وآخر, فما إن يركن الريمونت كنترول على زاوية إحدى الشوارع الفضائية المفتوحة لكل من هب ودب...حتى نجد كراسي الإمبراطوريات الغنائية أمام عدد من الشبان اللاهثين وراء مغريات الشهرة محاولين التقاط بعض أضوائها من النجوم المتصدرين في تلك الفكرة البرامجية المبتكرة. ويبدو أن تصدرهم مثل هذه الكتلة البرامجية لم يف بالغرض ..إذ لابد من إضافة بهارات التشويق.. والخلافات.. و السلوكيات الغرائبية غير المفهومة كالتمثيليات و الفبركات حسب اللغة الدارجة الآن بين الفنان راغب علامة والإماراتية أحلام في أحد برامج المواهب الخائبة!! فلاشات...حاولت التقاطها من بعض نماذج هذه البرامج...وأحدثها (إكس فاكتر) الذي شرع أبوابه أمام مواهب أخرى خوفا من أن تلفها شباك العناكب..ويتآكلها الصدأ؟؟ عبر أربعة فنانين من الصف الأول في العالم العربي عدا واحدة أعتقد أنها لا تزال في التحضيري الملقبة بمطربة الشرشف...والمولعة بالغناء عبر (البلي باك) الذي يريح الحنجرة...وبالتالي أذاننا من الصمم....وهي الآن تتصدر لجنة التحكيم....فأي مواهب ستسمعونها يا ترى!! لو نظرنا إلى هذه الغيمة البرامجية التي تحرمنا صفاء شاشاتنا...سنرى كأس الرابح.. بيد طرفين...فضائيات تجني ثرواتها من ضرع هذه البرامج حتى أخر قطرة....ونجوم تحلق بأسهم جديدة في بورصة شهرتها مع الامتنان على المشاركة والحرص على إقامتهم في أفخر الفنادق (أكلين..شاربين..نايمين..)يعني أكل و مرعة...وفوقها شهرة كمان!! و(التعتير) ..من نصيب مئات المواهب التي تقتنص فرصتها عبر موهبتها الخارقة الحارقة المتفجرة...مصطلحات أصبحت جزءا من أحاديثنا و يومياتنا.. وبات يسردها قلمنا بحكم العادة ليس إلا!! فيخرج أصحابها (من المولد بلا حمص..)كما يقولون...وتتلاشى موهبتهم بعدها في عالم النسيان.. يرحم أيامك...ياعم (عبد الوهاب ..وفريد الأطرش...والعندليب الأسمر.......)فلو وجدوا في هذا الزمن كانوا سيموتون حسرة...أو ربما جلطة أمام مشهد أجيال تهرول وراء الشهرة و المال(والرحمة لأرواح عمالقتنا..)! وكان الله في عوننا نحن القابعين في بيوتنا بأمان الله من تيارات الشهرة و المال التي تشعر الكثيرين أنهم في هوامش هذا العالم المثير. |
|