|
معاً على الطريق وهل هناك من حالة يمكن سوقها والاستشهاد بها للدلالة على هذه التحولات أكثر تطابقا من واقع وحال مملكة الاستبداد والتخلف "السعودية"؟!. صورتان تلتصقان بحالة الطغيان والجور والفسق والفجور، واحدة تجسدت في الحجاج، والأخرى يجسدها آل سعود، واذا كان الحجاج حاول تحريف القرآن الكريم، وقصف الكعبة المشرفة بالمنجنيق، واذلال صحابة الرسول الأعظم، فان آل سعود افتأتوا على الاسلام وابتدعوا فيه حد التشويه والاجتراء على الله والرسول. واذا كان الخليفة عمر بن عبد العزيز قال: لو جاءت كل أمة بخبيثها؛ وجئنا بالحجاج لغلبناهم، فان ما يمكن أن يقال في آل سعود والمستعربين المتأسلمين في دويلات النفط في الخليج يتجاوز بأشواط ما قيل بالحجاج بسبب من طغيانهم ومغالاتهم في اللهو والاستخفاف بالدين والشرع ومشاعر العرب والمسلمين، وفي ارتكاب المحارم والنأي عن طريق الحق، وفي حياكة المؤامرات ودس الدسائس ضد أمة العرب والمسلمين، وفي تبديد الثروات وتسخيرها لخدمة الأعداء. في اللغة يقال بطر الشخص أي طغى وغالى في مرحه وزهوه واستخفافه، وفي التنزيل الحكيم " كم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها". .. وفي اللغة أيضا يقال شخص فاجر أي يتحدى بطريقة سلبية عادات مجتمعه ويحاول اظهار ذلك بطريقة مستفزة للآخرين دون مراعاة مشاعرهم، ولكم ملاحظة الاسقاطات الممكنة على فسق وبذخ أمراء آل سعود، وعلى عمالة وانحطاط ملوكهم وفجورهم السياسي حيث يعملون خارج ساحة معركة الأمة، وربما داخلها لكن على الضفة الأخرى وفي خندق العدو "أميركا واسرائيل والغرب الملتحق بهما". تتحول الثروة من نعمة الى نقمة عندما تقع في أيدي الطغاة، وتصبح ثنائية السلطة والثروة فاجرة عندما تسخر لخدمة الأعداء، وعندما تنفق الثروة على الملذات وموائد القمار، وعندما تجعل السلطة والثروة المجتمع على صورتين متناقضتين ومشهدين غاية في القسوة؛ أحدهما فيه أقسى مظاهر الفقر والعوز والحرمان والقهر والاستبداد مقابل مشهد آخر ينضح بمظاهر الترف والفحش والرفاهية والبذخ وتبديد الثروة، وهو الأمر الذي ينطبق بدقة وجودة عاليتين على حال ملوك وأمراء النفط في الجزيرة العربية من جهة، وعلى شعبنا العربي المقهور هناك من الجهة الأخرى. زكي اليماني أحد وزراء النفط السابقين في مملكة الاستبداد قال ذات يوم: "من الغباء ألا نستفيد من الدجاجة التي تبيض ذهبا، ولكن ليس لكل العالم أن يشترك في الوليمة"، وواضح هنا أن الدجاجة هي دجاجة النفط التي يستنزفها آل سعود منذ سبعين سنة / 10 ملايين برميل يوميا / انفاقا على الملذات والمؤامرات، وايداعا في بنوك سويسرا وأميركا والغرب الذي يوفر الحماية للنظم المستبدة مقابل امتصاص آلاف تريليونات الدولارات من العائدات النفطية. هي سلطة فاجرة؛ وثروة فاجرة، لأن أسرة تتفرد بالأولى وتضع الثانية في المؤسسات المصرفية الصهيونية، وتدع نصف الشعب أو يزيد يعاني الأمية والعوز وشظف العيش، هي كذلك لأنها سلطة فاجرة تنفق الثروة على تمويل الفكر الظلامي وصفقات السلاح واذكاء الفتن في الأمة وبين أبناء الوطن الواحد، وهي كذلك لأنها تودع في البنوك بلا فوائد ولا آجال معلومة لاستردادها، بل بلا امتلاك ارادة المطالبة بها بينما أطفال غزة يموتون بسبب سوء التغذية وفقدان حبة الدواء واسطوانة الاوكسجين .. فهل هناك سابقة بمثل هذا الفجور في التاريخ القديم والحديث؟ .. وكم من حجاج معاصر ما زال يقيم بين مكة والطائف في جزيرة العرب؟!. |
|