تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


باراك الوحيد المؤهل لمواجهة نتنياهو

 بقلم: الوف بن
ترجمـــــــــــة
الاثنين 30-7-2012
 ترجمة : ريما الرفاعي

يعاني بنيامين نتنياهو من مشكلة عويصة . فقد أضاع فرصة لتقديم موعد الانتخابات عندما كان في ذروة شعبيته، بينما زعامته الان في الحضيض، وقد أخفقت مناورته في شق حزب كديما وكشفت أزمة رئيس الوزراء. لقد عاد الليكود الى جذوره في اليمين المتطرف، كحزب المستوطنين ومنافقيهم. ومع حالة الركود الاقتصادي سوف تضطر الحكومة الى رفع الضرائب وتقليص الخدمات.

وقد قدم الخلاف على قانون التجنيد نتنياهو كعميل للاصوليين المتملصين، بينما الاحتجاجات الاجتماعية وان كانت لا تجرف الجماهير كما العام الماضي، لكنها تحرج السلطة. كما أن وضع نتنياهو سيئ على الجبهة السياسية – الامنية. والحديث عن الهجوم على ايران يتدحرج من بحث استراتيجي الى مزحة سياسية. فخصوم رئيس الوزراء يسخرون من حماسته لشن الحرب مثل الزعران في الصف الذين أخذوا من الطفل الضعيف لعبته وأخذوا يدوسون عليها. لقد دبر شاؤول موفاز الحيلة الاعلامية عبر جلب تساحي هنغبي الى الحكومة في اطار سعيه الى خلق اغلبية لصالح قصف ايران. ويا للبؤس حين يكون انقاذ اسرائيل من «الكارثة الثانية»، كما يسميها نتنياهو القنبلة النووية الايرانية، بات يقع الان على عاتق متآمر مدان.لقد بقي لنتنياهو ورقة رابحة واحدة. ليس له خصم، حيث تشير الاستطلاعات انه الاول في المنافسة على رئاسة الوزراء وسوف ينزل هو وحده الى الملعب. ومنافسوه المحتملون يعتبرهم الجمهور ليسوا مستعدين وليسوا مناسبين. يئير لبيد لديه كاريزما لكنه عديم التجرية. وشيلي يحيموفتش تخاف من حجم المنصب. وشاؤول موفاز متذبذب لا طائل منه وحزبه يتفتت. وتسيبي لفني وحاييم رامون وايهود اولمرت ركلوا الى الهوامش العامة وسيكون من الصعب عليهم العودة من هناك.‏

يا لها من مأساة. ضعف نتنياهو وانجراف الليكود الى اليمين المتطرف يمنحان معسكر الوسط – اليسار فرصة للعودة الى الحكم. ولكن في غياب الزعيم، فإن الفرصة سوف تتبخر. اصوات المقترعين ستتوزع بين عدة احزاب عديمة الوزن، ونتنياهو سيجمعها في حضنه بعد الانتخابات بأقل ثمن. يوجد فقط زعيم واحد في الساحة السياسية يمكنه أن يقود المعسكر الى الانتصار على نتنياهو، وهو ايهود باراك. هو فقط يحمل سجلا سياسيا وأمنيا غنيا. وكجنرال أمني مستعد لاعادة المناطق الفلسطينية، واقامة علاقات وثيقة مع الادارة الامريكية ولديه تجربة مثبتة في المنافسة مع نتنياهو وهزيمته. لكن في وسائل الاعلام يتخذ باراك صورة الشريك الاعمى لنتنياهو، وقد استمتع الرجلان في تطوير قصص التشاور بينهما ورفقة السلاح من عهد السييرت. باراك يعتقد ان نتنياهو هو زعيم ضعيف ومشلول، يراوح في المكان ويبحث عن اشارة اتجاه الريح ماذا يريد الجمهور أن يسمع. ليس معروفا ما يعتقده نتنياهو عن وزير الدفاع، واضح فقط انه يهين باراك في كل فرصة مواتية . لقد تجاهله نتنياهو بثبات في مشاوراته السياسية، وفي الاسابيع الاخيرة عين من فوق رأسه اللجنة الوزارية للاستيطان وكلف خصم باراك والمدعي لكرسيه، بوغي يعلون، بصياغة قانون التجنيد. ورد باراك بتلميح عن تحفظه من الهجوم على ايران، مثلما كتب هنا سيفي رخلبسكي. وبالتالي لباراك القدرة وكذا الدافع لضرب نتنياهو ، ولكن هذا لا يكفي. امامه عائقان: فهو لا يتمتع بشعبية وحزبه الحالي هو نكتة فارغة من المضمون. كي يقفز عنهما، يجب أن يحصل امران: تعاظم خيبة الامل الجماهيرية من نتنياهو، وبناء اطار سياسي جديد وواسع يتحصن فيه.‏

باراك لن يصبح فجأة حبيب الجمهور. الناس سيؤيدونه فقط لانعدام البديل، وذلك من أجل تنحية بيبي، مثلما فعلوا في 1999. كما أن كتلة الاستقلال لن تنكشف من جديد كقنبلة جماهيرية تضرب الليكود في صناديق الاقتراع. مطلوب خطوة لتوحيد المعسكر، مثلما فعل ارئيل شارون عندما شكل الليكود قبل حرب يوم الغفران. باراك ابن السبعين عاما، كان عاد الى السياسة قبل خمس سنوات، ليس من أجل أن يجلس الى الابد في وزارة الدفاع، بل كي يعود الى مكتب رئيس الوزراء. كبوات نتنياهو تعطيه فرصة لمرة واحدة للعودة. وكي يتجسد الحلم، فان باراك ملزم بان يبادر لاقامة اطار سياسي جديد ويستغل التوقيت السليم كي يخرج من الحكومة. اذا ما فوت الفرصة، فسنبقى مع نتنياهو لاربع سنوات اخرى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية