تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءات في الصحافة الإسرائيلية .. معاريف : بعد انسحاب كاديما من الحكومة.. إسرائيل على أبواب انتخابات مبكرة

ترجمـــــــــــة
الاثنين 30-7-2012
 إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

تشهد الساحة الحزبية والسياسية في الكيان الإسرائيلي حراكاً ملحوظا على خلفية انسحاب حزب كاديما من الائتلاف الحكومي لنتنياهو بعد ان لم يمض سوى فترة بسيطة على انضمام هذا الحزب الى الائتلاف المذكور،

و بدأت تتعالى في الحلبة السياسية الإسرائيلية دعوات من أجل تقديم موعد الانتخابات العامة إلى نهاية تشرين الثاني المقبل. إذ دعت رئيسة المعارضة وحزب العمل، شيلي يحيموفيتش، إلى إجراء الانتخابات العامة في 27 تشرين الثاني المقبل. وقالت في مؤتمر صحافي عقدته في الكنيست «أدعو نتنياهو إلى الانتخابات، ولدينا تاريخ منطقي».‏

نهاية سيرك سياسي‏

وهاجمت يحيموفيتش نتنياهو قائلة إن «أسطورة بيبي (بنيامين نتنياهو) تم تضخيمها وتعظيمها بواسطة جهاز علاقات عامة. ولا شك في أن رئيس الحكومة يتميز بها، ونتنياهو هو سياسي قوي لكنه مجرد سياسي». وأضافت «إننا في نهاية سيرك سياسي مقيت وخاصة أنه امتد لأكثر من شهرين» منذ انضمام كاديما إلى الحكومة ،»ويوجد في حفلات السيرك عناصر الترفيه لكن لم يكن هناك عنصر مسل في حفلة السيرك هذه، وإنما فقط استهتار وجلب العار للمؤسسة السياسية كلها».‏

وتابعت يحيموفيتش «لقد شهدنا سياسة صغيرة من الخدع والسعي للبقاء في الكرسي والمناورات السياسية... وقد أدى هذا إلى أن يفقد الجمهور ثقته بالمؤسسة السياسية عندما ينظر إلى كومة المناورات غير المسبوقة. ويوجد حلم لدى نتنياهو وهذا الحلم اسمه بنيامين نتنياهو وبهذا تتلخص كل أفعاله».‏

من جهتها، رحبت زعيمة حزب كاديما السابقة تسيبي ليفني بانسحاب الحزب من الائتلاف الحكومي، وقالت «التحالف السياسي الذي قام على باطل ينتهي الآن نهاية جيدة».وأضافت ليفني «لم تعد هناك أوراق شجر يمكن لهذه الحكومة أن تستخدمها لتخفي فشلها الأخلاقي»، موضحة أنها أكدت مرارا لعوام الإسرائيليين ألا ينتظرون خيرا من انضمام كاديما لهذا التحالف الذي تخلى عن فكرة المساواة في تحمل عبء الخدمة العسكرية ، ويحول دون أن تتحقق عملية السلام.‏

كذلك دعا رئيس حزب «يوجد مستقبل» الجديد، يائير لبيد، إلى تقديم موعد الانتخابات قائلا «لقد انتهى الأمر وكاديما انسحب، والآن يجب حل الكنيست والإعلان عن انتخابات مبكرة .‏

كاديما .. جثة سياسية‏

بدوره أكد رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، العنصري أفيغدور ليبرمان، أن حزبه لا يعتزم الانسحاب من الحكومة حتى لو لم يؤيد التحالف قانون التجنيد من سن 18 عاما الذي يطرحه حزبه. وقال ليبرمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي «إننا لسنا في طريقنا إلى خارج الحكومة وواضح أن من يتحدث عن انسحابنا يهمه إسقاط الحكومة».‏

وقدر ليبرمان أن الانتخابات العامة المقبلة، وموعدها الرسمي في تشرين الثاني من العام المقبل، لن تجري قبل شهر شباط المقبل، وذلك على خلفية صعوبات سيواجهها التحالف في سن قانون الموازنة العامة، بعد أن بات مدعوما الآن من 66 عضو كنيست.‏

من جانبه، رحب نائب الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود داني دانون بانسحاب حزب كاديما من التحالف مع الليكود، قائلا «الماء والزيت لا يندمجان سويا». وقال دانون - في تصريح نقلته صحيفة «جيروزاليم بوست» - إن الوقت قد حان لوضع حد لهذا الحزب باطل القيم ومنعدم الأساس المسمى كاديما، مضيفا أن كاديما هو «جثة سياسية ستختفي سريعا من صفحات التاريخ كما ظهر سريعا».يذكر أن دانون هو العضو الوحيد بالليكود الذي أبدى معارضته لانضمام كاديما للتحالف الوطني عند قيامه قبل عدة أسابيع.‏

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» - أن موفاز أرسل خطاب انسحاب حزبه لنتنياهو بعد أن قام أعضاء كاديما بالتصويت لصالح الانسحاب من التحالف ، وهو التصويت الذي شهد معارضة 3 أعضاء فقط لفكرة الانسحاب.وقال موفاز فى تصريح اليوم إنه كان مستعدا للوصول إلى حل وسط بشأن قانون التجنيد الذي تسبب الخلاف حوله في انسحاب الحزب من التحالف، غير أنه أكد وجود خطوط حمراء لا يمكن أن يتجاوزها.‏

ويأتي القرار الذي اتخذه حزب كاديما بشأن الانسحاب من الائتلاف الحكومي بعد أن كشفت صحيفة (جيروزاليم بوست) ا عن فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعيم حزب كاديما شاؤول موفاز في التوصل إلى تسوية، فيما يتعلق بتوزيع تحمل عبء أداء الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي.‏

خلافات‏

حول قانون التجنيد‏

يذكر أن عملية وضع قانون جديد للتجنيد في إسرائيل تشهد منذ فترة خلافات واسعة بين الحكومة والأحزاب الإسرائيلية المختلفة، وخاصة فيما يتعلق بنسبة مشاركة اليهود المتطرفين في الخدمة العسكرية وكذلك مشاركة المواطنين العرب في تأدية الخدمة من عدمها.‏

وكذلك الأمر فان إعلان زعيم حزب كاديما شاؤول موفاز، الانسحاب من الائتلاف الحكومي قد أدى الى اضطرابات في صفوف الحزب، فعلى الرغم من تصويت 3 أعضاء من كاديما فقط ضد الخروج من الحكومة، أعرب العديد من أعضاء الحزب معارضتهم لذلك .وفور انتهاء اجتماع كتلة الحزب مباشرة، بدأت الاتصالات بين أعضاء من كاديما للخروج من الحزب .وعلى ما يبدو فإن عملية الانفصال عن كاديما سوف تدخل حيّز التنفيذ في حال لقيت حركة الانفصال الدعم من قبل الليكود.‏

وقال احد الأعضاء من هذه المجموعة، «ان الانسحاب من الائتلاف هو هراء وبسبب سياسات صغيرة، سوف نفحص إمكانية بلورة مجموعة تعمل على الاتصال مع رئيس الوزراء لكي نرى بأم اعيننا كم هو جاد في إيجاد بديل تاريخي سوف يغيّر وجه الدولة، وإذا تأكدنا انه جدي سوف نعمل على البقاء في الائتلاف من اجل إنجاح القانون ».‏

وتوقعت مصادر في حزب كاديما حصول انشقاق داخل الحزب في غضون أسابيع أو حتى أيام قليلة. وأفادت صحيفة معاريف أن عدداً من أعضاء كاديما يجرون اتصالات من وراء ظهر رئيس الحزب شاؤول موفاز مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بهدف الانضمام إلى الليكود.‏

وذكر أن هذه الاتصالات بدأت فور انسحاب كاديما من الحكومة قبل عدة أيام على خلفية مشروع قانون تجنيد اليهود المتشددين دينيا.‏

محاولات لتقليص الخسائر‏

ويقود حملة الانشقاق في كاديما القيادي في الحزب «تساحي هنغبي» ومن بين من يؤيدون فكرة الانشقاق عضو الكنيست «آفي ديختر» وداليا ايتسيك وغيرهم.‏

ورسمت مصادر إعلامية ثلاثة سيناريوهات محتملة قد تحدث كل على حدة او مجتمعةـ وهي انسحاب مجموعة وانضمامها الى زعيمة كاديما السابقة تسيبي لفني والثاني انسحاب مجموعة بقيادة تساحي هنغبي وانضمامها الى الليكود والسيناريو الثالث هو تأليف مجموعة من 15 عضو كنيست والحفاظ عل اسم كاديما والإطاحة بشاؤول موفاز.والانضمام للحكومة.‏

انسحاب كاد يما من حكومة نتنياهو الائتلافية وما ترتب عن ذلك من تجاذبات حزبية حراك في الحلبة السياسية الإسرائيلية انعكس في تحليلات الصحف الإسرائيلية ، فكتب ناحوم بارنيع في يديعوت احرونوت يقول:« أن الرباط بين نتنياهو وموفاز بدا منذ اليوم الأول على أنه زواج لتحقيق فائدة. فقد رأى موفاز بانضمامه إلى التحالف سلما يمكنه من الهرب، مؤقتا، من حكم الناخب. ونتنياهو أراد أن يثبت أنه يسيطر على الجميع، وأنه ليس لديه خصوم أو منافسون».‏

وفي معاريف رأى المحلل السياسي، بن كسبيت، أنه «في النهاية عندما يترسب الغبار وتتناثر الخدع الإعلامية، سيبقى شخص واحد فقط ثابت في روضة الأطفال السياسية عندنا، واسمه أفيغدور ليبرمان. ولما كان إيفيت (أي ليبرمان) هو الذي اخترع بيبي فقد كان واضحا له كيف ستنتهي الخطوبة بين نتنياهو وموفاز. فهو لم يتصور حتى ولو ثانية واحدة ستنجح فيها هذه القصة. كان يعرف أنها ستنتهي بالبكاء. وهذا هو السبب الذي جعل ليبرمان منذ اللحظة الأولى يعزل نفسه عن المناورات والخدع،‏

من جهته كتب، ألوف بن في هآرتس:«أن «شاؤول موفاز أنهى حياته السياسية ببيانه عن انسحاب كاديما من تحالف بنيامين نتنياهو. وأيام ولايته كنائب لرئيس الحكومة كانت عديمة الأهمية، ولم تؤثر شيئا على سياسة حكومة اليمين والحريديم. وقد أدرك موفاز ذلك وهرب، في محاولة لتقليص خسائره».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية