|
نافذة على حدث ورغم تمكن اسرائيل خلال العقود الماضية من التغلغل في العديد من بلدان القارة الافريقية من بوابات أمنية واقتصادية، الا أن أكثر ما يثير قلق مصر والسودان هو امكانية العبث الاسرائيلي بمصادر مياه النيل الذي يشكل شريان الحياة لكلا البلدين وخاصة لمصر التي طالما أعلنت أن النيل هو خط أحمر وعلى رأس أولويات أمنها القومي. والواقع ان الاتفاقية الاخيرة ليست الاولى من نوعها، وقد سبق لاسرائيل التوقيع خلال السنوات الماضية على اتفاقيات مشابهة مع العديد من دول حوض النيل، في وقت يطغى التوتر على علاقات مصر والسودان مع معظم دول حوض النيل، حيث يطالب معظمها بتعديل الاتفاقات الخاصة بتقاسم مياه النيل والتي يعود أقدمها الى العام 1929. وتبرز خطورة الاتفاق الجديد بين جنوب السودان وإسرائيل بأنه سيؤدي إلى زيادة استهلاك المياه في الجنوب بما يؤثر سلباً على تدفق مياه النيل باتجاه الشمال ومصر، وبالتالي سيؤدي إلى خنق السودان ومصر مائياً، حيث تقع نسبة كبيرة من مياه حوض النيل في جنوب السودان. والواقع ان العلاقة مع دول حوض النيل تشكل بنظر كثير من المراقبين عنوانا للفشل الدبلوماسي بالنسبة لكل من حكومتي مصر والسودان، في الوقت الذي نجحت اسرائيل في ملء الفراغ وبناء علاقات راسخة مع دول منبع النيل، فضلا عن طموحاتها التي لم تعد خافية في نفط الجنوب أيضا. |
|