|
عين المجتمع وهذا ما أشار إليه القائد الخالد حافظ الأسد في إحدى كلماته:« من أنّ الإنسان وصفاته يتقدمان على السلاح وصفاته... إنّ الشيء الأساسي هو الإنسان الذي يؤمن بوطنه، ويؤمن بأمته،والذي يملك صفات المعرفة والبطولة..». ولعلّ اللافت في بنية الجيش العربي السوري، هو أنّ البنية الطبقية للقوات المسلحة تنسجم إلى حدّ كبير مع التوجهات والأهداف السامية التي يعمل من أجلها في إطار قوة الدولة، فبعد عام 1970 أصبح أبناء العمال والفلاحين والمثقفين الوطنيين وصغار الكسبة يشكلون القاعدة العريضة من الضباط وصف الضباط والأفراد. الأمر الذي أدّى بطبيعة الحال إلى جعل كوادر الجيش تتألف من فئات اجتماعية متماثلة من حيث منبتها الاجتماعي وتوجهها السياسي ومصالحها المتجانسة،وبالتالي ضمن هذا التناسق الاجتماعي للجيش من تسلل العناصر المعادية إليه. وقد عمدت هذه المؤسسة على تعميق ورفع سوية الوعي في صفوف العسكريين عن طريق وضع خطط التثقيف السنوية وتنفيذ الندوات والمناظرات الثقافية بهدف تحقيق وحدة الفكر والتصور لديهم، وتنمية روح المنافسة الإيجابية بينهم كأفراد ومنظمات، والأهم في ذلك ما قامت به هذه المؤسسة في موضوع القضاء على الأمية في صفوف القوات المسلحة عبر دورات نوعية سنوية مخططة. لقد أخذ مفهوم بناء القوات المسلحة نطاقاً واسعاً على جميع المستويات من الصعب حصرها في سطور، وما أشرنا ونشير إليه فقط ومضات نحاول من خلالها الاقتراب ولو قليلاً مما تمتلكه هذه المؤسسة الوطنية الرائدة والضامنة لأمن الوطن والمواطن. |
|