تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حاتم الصكر: الإسلاميون يعيشون أزمة ما بين الفكر المجرد والمثل

فضاءات ثقافية
الاثنين 30-7-2012
كشف الناقد العراقي د. حاتم الصكر عن تخوفه مما قد يؤول إليه الوضع العربي في ظل الحراك الـذي يعيشه الوطن العربي. وقال في حوار: الخوف أن يتكون رأي عام في مناخ الديمقراطيات غير المقننة وغير المؤهلة للتطبيق والإجراء؛ ليستبدّ بأعراف لها قوة القانون.

تصفيات دموية، وثأر من الخصم، وتعليب للفكر، وإلغاء للآخر، وحجب للحريات، وتجييش للمجتمع، والارتداد إلى جاهلية جديدة وعشائرية مختلفة التسمية. أصارحك أنني فرح بتغيير الأنظمة المتكلسة والوجوه التي تعفنت وسممت النفوس والفضاء والثقافة والجمال. لكنني غير مستبشر بالواقع الجديد كثيراً»!‏‏‏

وعن دور المثقف العربي في ظل ما قد ينتج عن ذلك الحال قال الصكر : سيتعين على المثقف أن يواجه قوة أخرى لها سلطة الجماعة وسلاح الموروث والعرف. وبذا تتهدد منجزات التنوير والتقدم التي حصلت رغم شحّها وضآلة تأثيرها وبطء وتائرها.‏‏‏

ولم يخف الصكر توجسه من تسنّم الإسلاميين لمقاليد الحكم في بلدان «الربيع العربي» حيث قال: بلغ الإسلاميون السلطة وهم مدججون بثقافة التطهير الأخلاقي. كل شيء في نظرهم سيئ وبحاجة للتطهير والتنظيف والتغيير ولكن بحسب إيديولوجيتهم التي تنهمك في الجري خلف قشور الحياة وتترك لبها وجوهرها. تترك الإرهاب والفوضى والبطالة والغلاء والتعليم السيئ والصحة المتدهورة والخدمات البائسة والقضاء والفساد المالي والفقر، لتفرض النقاب والحجاب وتحرم الأفلام والرسوم والكتب.‏‏‏

واختتم الصكر حديثه بتساؤلات عدة في هذا السياق حيث قال: في ظني أن الإسلاميين هم أيضاً يعيشون أزمة ما بين الفكر المجرد والمثل، والواقع المحتدم الضاج بالمتغيرات، وتطميناتهم وإفادتهم من دموية وتخلف النموذج الأفغاني المنقرض، ستجعلهم واقعيين. إذ من يستطيع مصادرة السمة الحضارية والمدنية؟ ومن يصادر رأياً أو فكراً في لعبة ارتضوها هم, وكانوا الفائزين ولكن ضمن إطارها؟ من سيفصل الجنسين في حياة صار من ضرورياتها الاختلاط؟ ومن يسلب المرأة حقوق العمل والدراسة والسفر والاختيار؟ ومن يقلب موازين الحياة ونواميسها الدارجة؟ مشكلات سيواجهها الحكام المتأسلمون: إما بالتشدد فيخسرهم هذا شعوبَهم، أو بالتغاضي وهو ما يمثل دحراً لفكرهم ومقولاتهم ومنطلقاتهم.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية