|
رؤيـــــــــة
آمنوا أيضاً بأن الجيش العربي السوري يستحق الاحتفاء بيومٍ لا ككلِّ الأيام لطالما ستبقى ذاكرة هذا اليوم شاهدة على بطولاته وانتصاراته وتضحياته وبما يستحق منا ديمومة تكرار: حماة الديار عليكم سلام . إنهم حُماة ديارنا. أصحاب النفوس الأبية الذين عاهدوا الوطن بأن يبقى عرشاً للشموس والحمى التي لا تضام. أيضا هم الشهداء الأحياء وسواء المعلومين أو حتى المجهولين, ممن خاضوا معارك عانقت أرواحهم فيها تراب الوطن ودون أن يبقى من أثرهم إلا ما دلت عليه الأمجاد التي كتبها التاريخ بعد أن استمدَّ من دمِ كل شهيدٍ مداد. لأجل كل هذه البطولة والتضحية وتكريماً لكل جندي مجهول الاسم ومعلوم الدم الغائر عناقاً في الأرض السورية, أقيم على السفح الجنوبي لجبل قاسيون نصبٌ تذكاري للجندي المجهول. الصرح الفني الشاهد على أن دمشق بكامل عنفوانها واعتزازها منحت قاسيونها حق الاعتزاز بكل جنديٍ لم ترد له أن يبقى مجهولاً وإنما حياً وشامخاً في هذا الجبل الذي لن يتوقف عن تمجيد ذكراه . إذاً على قاسيون أبدعت أنامل العديد من الفنانين الذين ساهموا في تصميم صرحٍ بات مَعلماً فنياً وحضارياً ينافس في مكانته الصروح المماثلة في العالم. إنه التصاق الفنان بالأرض. إحساسه المسكون بهمِّ وطنه وبطولات جيشه. إنه التعبير الذي يؤكد انتماء الفنان للأرض التي انبثق منها وللجيش الذي يصونها ويذود عنها. أما عن هيكلية نصب الجندي المجهول فيتألف من قسمين: ظاهر وغير ظاهر... الظاهر مكون من قبةٍ وقوس, وغير الظاهر مكوَّن من طابقين يقعان أسفل الصرح . في هذين الطابقين متحف للصرح وآخر يحتوي على خمس لوحات مجسمة تمثل بعض المعارك العربية الحاسمة في تاريخ سورية. بيدَ أن أول ما يلفت انتباهنا إليه, قبَّته التي تمتلك من معاني العزة والرفعة والممانعة, ما تمتلكه الخوذة التي جسدها الفن بطريقة تمنح الناظر إليها الكثير من القوة والروح المعنوية. أيضاً هناك قوس النصر. نصر جيشنا بعزيمته وإرادته وثبات عقيدته. تلك العقيدة التي لا تشبه إلا الشعلة النحاسية التي تتوضع أمام الصرح مؤكدة ما أكَّده من دوَّن على مقدمتها: «هنا يرقد مقاتل استشهد من أجل سورية والعروبة».. |
|