تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طوبى لمن أخلص لقيم الحقّ واستظلّ ياسمين الشام

شباب
الاثنين 30-7-2012
غــــانـــــــم مـــحــــــمــــد

وما اشتدَّ ظلام الليل إلا وجاء الفجرُ باسماً..

ليلتفتُ كلّ منكم إلى أبيه أو جدّه ويسأله عن «عتمة الصبح» فحتماً سيقول له: قبل أن تأتي رسلُ الصباح يشتدّ الظلامُ، ويصبح دامساً جداً، وهذه هي علامة اقتراب حلول الفجر..‏‏

مسلّمات الحياة تنسحب على كلّ شيء، وصبح سورية الذي ننتظره اقتربَ والدليلُ زيادة حدّة الأعمال الإرهابية في سورية خلال الأيام القليلة الماضية..‏‏

في سورية، أوقدنا مصابيح الحياة من زيت أجسادنا وأرواحنا، والجنّةُ ما زالت تتسعُ للمزيد من الشهداء، ولا أطهر من شهيد كفّن روحه بحبّ الشام التي باركها الله ونبيّه صلى الله عليه وسلّم..‏‏

في سورية، أعدنا للحياة كرامتها في زمن يحاول فيه الغربان فرض شريعة الغاب ومنطق التعامي عن الحقائق المثبتة علمياً وتاريخياً، وسنبقى على جنح الذود عن الوطن طلاّب شهادة وعشّاق وطن حرّ أبيّ..‏‏

إذاً، هل تحتاج المقدمات إلى شروح وتفسيرات أم نمضي إلى النتائج المحققة على الأرض مباشرةً؟‏‏

شريعة الغاب‏‏

يقول الشاب عصام « صاحب حرفة»: حتى الآن ما زلنا في طور الدهشة مما يحدث في سورية الحبيبة، ومازلتُ شخصياً حتى الآن غير مصدّق أن هناك سورياً حقيقياً واحداً يحلل أكلَ لحم أخيه السوري، والأيدي الغريبة التي حرّكت هذه الفتنة ستُقطع وتُبتر إن شاء الله ولن تكون سورية إلا تلك اللوحة الجميلة التي سكب الله سبحانه وتعالى فيها من الحسن أبهاه ومن الخير أحلاه..‏‏

ويقول الشاب ميمون « طالب هندسة»: لو أن الأيدي التي امتدت إلى سورية نظيفة وخيّرة لما موّلت حرق مشفى أو مدرسة، ولو أن الذين يدعّون أنهم « أصدقاء سورية» هم أصدقاء فعلاً لما قطعوا الدواء عن أطفال سورية ولما حاصروا لقمة عيش المواطن السوري، ونحن كسوريين لم نعد نناقش مثل هذه الأمور لأننا على ثقة كاملة بأن المؤامرة الكونية ستنكسر على صخرة صمود سورية وصبر وكرامة أبنائها، وفي النهاية لا يصحّ إلا الصحيح وسورية بوصلة العالم وقلبه النابض محبّةً وعنفواناً وكرامةً..‏‏

الشابة لميس « طالبة بكالوريا» قالت: سألني البعض لماذا قدّمت البكالوريا هذه السنة وهل ستسمح لي الظروف أن أدرس الفرع الذي أريده في دمشق أو اللاذقية، وكأنهم يسألون سؤال العارف لأننا في سورية لم نعتد أن نستسلم أو نيأس فالحياة فينا كما نبضنا لا تتوقف إلا بالموت، وعندما يكشّر هذا الموت عن أنيابه بهذه الطريقة نمشي إليه مشية الواثق بنيل إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما النصر، وأضافت «لميس»: التاريخ سيحاسب كلّ من حاول إذكاء نار الفتنة في سورية، وغربان النفط سيهربون من صبحنا الآتي إن شاء الله.‏‏

إنه الإفلاس‏‏

سألنا بعض الشباب عن رأيهم في زيادة حالات الاغتيالات ومحاولات تسعير الأوضاع في سورية من جديد فكانت الأجوبة متفقة عند نقطة واحدة وهي أنهم أفلسوا وأن سورية ستبقى وفيةً لقيمها ومبادئها شاء من شاء وأبى من أبى..‏‏

الشاب عادل « مدرّس» قال: والله العظيم لم تستطع كل أدوات الدعاية الغربية والعربية المحرّضة أن تغيّر من قناعاتنا شيئاً، فنحن شعب يحبّ الحياة ولا يقلل من أهميتها إلا إذا كان فقدها من أجل حياة خالدة في جنّات النعيم، لم يتركوا شيئاً إلا وفعلوه فماذا كانت النتيجة؟ شبابنا يزدادون إيماناً بوطنهم وبحتمية انتصار سورية على المؤامرة وقوافل الشهداء التي مرّت وتمرّ في كلّ حيّ وقرية وشارع تذكّرنا على الدوام بأن الحياة إن لم تكن كريمة فلا معنى لها..‏‏

الشاب خضر « مزارع» قال: هل يستطيعون اغتيال كل الشعب السوري؟ سنبقى شوكة في حلوق المتآمرين ودرعاً حصيناً في وجه المؤامرة، وما تقدمه سورية لأبنائها لا تقدّمه أي دولة لشعبها..‏‏

الشاب علاء « طالب صف عاشر» قال: علينا أن نجهّز ساحات الوطن فقد اقترب موعد الاحتفال بالنصر إن شاء الله، وسورية الشامخة بأولادها أكبر من المؤامرة والمتآمرين..‏‏

سورية القوية‏‏

في أطوار الأزمة الحالية المختلفة عانى الشعب السوري في أمور حياته اليومية من استغلال للأزمة واحتكار لبعض السلع ونقص بعضها الآخر حتى اعتقد البعض أن هذه التفاصيل المهمة قد تكون مقدمة لسقوط الدولة السورية، وأن انقطاع التيار الكهربائي بضع ساعات في اليوم سينقل القسم الأكبر من الشعب السوري من صفوف الدولة إلى خندق المعارضة السلبية، أو أن الانتظار على محطات الوقود سيجعل الإنسان السوري يتخلّى عن هويته، لكن يبدو أن ذاكرة البعض مثقوبة ونسوا كيف تعامل السوريون مع حصار الثمانينات بالتحدّي والإصرار فكان ذلك الحصار مدخلاً للاكتفاء الذاتي للسوريين الذين تغلّبوا على مؤامرة الغرب وتواطؤ بعض العرب يومها تماماً كما يحدث الآن...‏‏

واليوم، ورغم طول أمد الأزمة ورغم تكالب معظم دول العالم على سورية إلا أن درّة الزمان أرضاً وشعباً وقيادة بقيت عصية على الأخذ وبقيت مصدر الأمان لشعبها، وبقي خبزنا فيها معجوناً بالكرامة والفخار ولم يسمح للذلّ أن يخالطه وبقيت سورية بخير رغم المحنة الشديدة التي تعصف بها الأمر الذي يمدّ أبناءها بمزيد من المعنويات العالية وهم يتصدون لهذه المؤامرة..‏‏

لم تتأخّر رواتبنا يوماً عن موعدها، لم تتوقف المساعدات التي تقدمها الدولة للمزارعين وللصناعيين وللأسر الفقيرة، بل وزادت الإعفاءات على الرسوم والضرائب المتأخرة واستمرت المشاريع الخدمية على ذات الوتيرة والفضل في ذلك بعد الله إلى السياسة الحكيمة التي قادت وتقود سورية والتي جعلت منها دولة عظمى مكتفية ذاتياً تقريباً وغير مديونة خارجياً..‏‏

هذه التفاصيل يعيها شبابنا وينهلون منها القيم السياسية الجديدة التي تؤطر تفكيرهم وتحميهم من محاولات الضغط والتأثير على انطلاقتهم في الحياة وهذا بحدّ ذاته انتصار كبير لسورية على قوى الشرّ والطغيان التي أرادت بشكل أساسي أن تغيّر مكونات الإنسان السوري قبل أن تفكّر بتغيير معالم الجغرافيا السياسية..‏‏

نقرأ في عيون شبابنا ذلك التوثّب للغد الذي يريدونه بذات الوضوح الذي نقرأ فيه رفضهم المساس بقيمنا الوطنية والأخلاقية، ونرى في مبادراتهم وسلوكياتهم ما يدفعنا للقول وبكل ثقة إن سورية أحسنت تربية أبنائها وطوبى لمن عرف هذه القيم وتمسّك بها..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية