|
علوم وبيئة ومن المؤكد أن الأفكار تنتقل من إنسان إلى آخر.. ولو كانت تفصل بينهما مسافة كبيرة.. وهذه الحقائق حسب رأي علماء النفس، التي تنتمي إلى علم – ماوراء النفس – يجب أن نقبلها على علاّتها، إنها تكوّن جزءاً من حقيقة الإنسان.. وتعبر عن جانب نادر يكاد يكون غير معروف من أنفسنا. من الجائز أنها مسؤولة عن الدقة العقلية الذكية التي تلاحظ عند بعض الناس. إنها ظاهر متفوقة تنتج من اتحاد العقل الذكي مع القدرة على التخاطر. إن العقل الذي يجعلنا نسيطر على ماحولنا إلى حدّ ما، ليس شيئاً بسيطاً، إننا نعرف جانباً واحداً من جوانبه، ونحن نحاول أن ننميه في المدارس والجامعات وهذا الجانب يبدو صغيراً أمام الجوانب الأخرى التي لها علاقة بالتفكير والمحاكمة المنطقية، والبصيرة النافذة. فصاحب البصر المغناطيسي يمكنه أن يقرأ أفكار الآخرين ويبدو أن قراءة الأفكار هذه تتصل بالإلهام العلمي. وفي كثير من المناسبات يندفع الإنسان لفعل شيء ما كأنه مدفوع بغريزة غير مفهومة، ويكون ذلك الشيء محصّناً له من خطر جسيم قد يقع فيه.والإنسان سرّ الأسرار، مازال الكثير من هذه الأسرار خافياً عليه، رغم تكوره العلمي الكبير.. إنه يحقد فيدمر بحقده.. ويحب فيصبح برقته شفافاً.. وبين الحقد والحب تكمن الألغاز المستعصية على الحل.لم تكن البشرية في مسيرتها التاريخية مقتنعة أن الذكاء الإنساني هو ذكاء متفرّد في الكون، كانت تتخيل أن هناك نوعاً من الحياة العاقلة موجودة حولها دون أن تستطيع كشفها، وكبر هذا التخيل حتى شمل البحث عن الحياة العاقلة في الكون المحيط بنا، ومازال هذا البحث مستمراً. والذكاء الإنساني لايقارن بذكاء الكائنات الحية الأخرى فهو ذكاء موجه عميق له قدرة على الاستيعاب والتحليل والاستنتاج بشكل لايضاهيه فيه أي نوع آخر من الحياة. نحن طبعاً نرصد بعض الكائنات الذكية ونحاول متابعتها ومقارنة ذكائها ببعضها، واختيار الأميز منها، مؤكدين أن هذه المقارنة لاترقى بها إلى المقارنة بمستوى ذكاء البشر.من هذه الكائنات قردة البونجيدا (معدومات الذيل)، أذكى عائلات القرود، ومن بينها الشمبانزي والغوريللا و(الأورانغ أوتان)..هناك الدلافين التي تظهر ذكاء واضحاً.. ويبقى الذكاء الإنساني هو الأكمل، والعقل البشري يشع بالطاقة.. ويمكن للإنسان أن يستوعب الكثير ويصل إلى مستوى راق من المعرفة.. وبإمكان دماغه أن يخزّن ما لم تستطع الحواسب الكبيرة استيعابه..وقد رجّح بحث علمي نشر مؤخراً أن يكون الإنسان قد تمتع منذ آلاف السنين بحاسة سادسة مفقودة الآن بسبب تحوّل في جينات الجنس البشري، ويعتقد العلماء بوجود آثار عضو ضامر في الآنف كان في يوم ما يلتقط الإشارات الكيمائية الصادرة عن أشخاص آخرين، بينما يرى البعض الآخر أن العضو مازال يؤثر على السلوك البشري إلى يومنا هذا. ويقع هذا العضو الضامر خلف فتحتي الأنف في الدماغ وهو عبارة عن ثقبين صغيرين يحتويان على أعصاب تلتقط الإشارات الكيميائية التي يفرزها الآخرون، ولم يحسم العلم حتى الآن ما إذا كان الجسم البشري يمتلك القدرة على إطلاق الإشارات الكيميائية أم لا؟ وبالمقابل فإن الإشارات الكيميائية المنبعثة من أجسام العديد من الحيوانات تحرك أقرانها أنماطاً سلوكية غريزية مثل العدوانية، والتزاوج. وأدت هذه النتيجة إلى الاعتقاد أن البشر ربما اعتقدوا في عصور سابقة بالقدرة على التواصل بلغة كيميائية دقيقة المفردات، ولكن البشر فقدوها بعد أن أصبحت أنوفهم الضامرة غير قادرة على النمو والعمل بالصورة السليمة. ويعكف العلماء حالياً على البحث عن جينات أخرى في الجسم البشري، يمكنها أن تلعب نفس الدور الذي كان يلعبه الجين المحور. ولم يفسر العلماء الاستبصار بالحلم، والأحلام التنبؤية، وحتى التخاطر عن بعد.. ولكن ماذا عن قتل أحاسيس كان البشر يعتبرونها في مقام مميز؟ وحتى تقدم فكرة ذلك نقول ماذا عن عدم اكتراث الإنسان بعذاب أخيه وألمه ورعبه وخوفه؟ |
|