|
ترجمة ففي خطة سرية وضعها البنتاغون عام 1962 والتي أطلق عليها عملية «نورث وودز» حيث كان يجب أن يسقط في هذه العملية السرية قتلى مدنيون من الجماعة الكوبية المقيمة في ميامي (ولاية فلوريدا). وكان الهدف هو اطلاق «موجة من الغضب والاستنكار المؤثر في الصحافة الأميركية». وعمليات القتل سوف تلقى على عاتق الحكومة الكوبية لفيديل كاسترو. هدف هذا المخطط الجهنمي الذي رفض وزير الدفاع الأميركي روبرت ماكنمارا والرئيس جون كندي تنفيذه، كان للحصول على دعم الرأي العام لشن حرب ضد كوبا: «في مطلع عام 1960 وضع القادة العسكريون في الولايات المتحدة خططاً لقتل أبرياء واقتراف أعمال ارهابية في مدن الولايات الأميركية، والهدف هو الحصول على دعم الرأي العام لشن حرب ضد كوبا. وتحت الاسم السري لعملية «نورث وودز» كانت الخطط تتضمن عمليات اغتيال ممكنة لمهاجرين كوبيين، اغراق قوارب تحمل لاجئين كوبيين في عرض البحر، خطف طائرات، تفجير باخرة أميركية وحتى تنظم عمليات تفجير ارهابية في المدن الأميركية. ونشرت هذه الخطط لخداع الرأي العام الأميركي والمجتمع الدولي في سبيل تقبل حرب تشنها الولايات المتحدة لإنهاء سلطة القائد الكوبي الجديد، الشيوعي فيديل كاسترو. وكان القادة في الجيش الأميركي يأملون أن يتسبب ذلك في حدوث خسائر في صفوف الجيش الأميركي قائلين: «يمكننا أن نفجر سفينة حربية في خليج غوانتانامو واتهام كوبا بذلك»، و«قائمة الضحايا في الصحف الأميركية من شأنها أن تحدث غضباً واستنكاراً يمكن استثماره». وتظهر الوثائق أن «قائد الأركان وافق وصادق على الخطط التي تعتبر دون أدنى شك الأقذر في تاريخ حكومة الولايات المتحدة الأميركية». وقد حملت وثيقة عملية «نورث وودز» عام 1962 العنوان الآتي: «تبرير التدخل العسكري في كوبا». وتصف المذكرة الدبلوماسية الخطط الأميركية لإيجاد مبررات مختلفة تبرر اجتياح كوبا. وهذه الخطط هي جزء من برنامج سري معاد لكاسترو ويطلق عليها «عملية مانغوست»، وهي تشمل عمليات اغتيال لكوبيين يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية، نشر حملة تخويف مزيفة من الشيوعية الكوبية في منطقة ميامي، وفي مدن أخرى من فلوريدا وواشنطن. وهذه تشمل أيضاً. «اغراق قوارب لاجئين كوبيين (فعلياً أو بشكل مصطنع) تزوير هجوم للقوات الجوية الكوبية ضد طائرة من الخطوط المدنية وحصول حادث». «تذكروا عملية ماين» والتي أغرقت فيها سفينة بحرية أميركية في المياه الإقليمية الكوبية ومن ثم ألقي اللوم على كوبا، واتهمت بأنها قامت بعملية تخريبية. وكتب بامفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية نفسه يقول إن عملية «نورث وودز» هي بلاشك الأقذر في تاريخ الحكومة الأميركية. وفي حين أن التنفيذ الفعلي لعملية «نورث وودز» قد جرى الاعلان عنه. فإن القاعدة الأساسية هي استخدام القتلى من المدنيين كمبرر للتدخل (على أسس إنسانية) وقد جرى تطبيقها عدة مرات. القضية الأساسية: هل كان قتل مدنيين في آيار 2012 في قرية الحولة جزءاً لايتجزأ من عملية سرية، بهدف قرع الطبول واستجلاب دعم الرأي العام لخوض حرب ضد سورية؟! عمليات القتل هذه اتهمت بها الحكومة السورية مع «قائمة الضحايا المنشورة في الصحف الأميركية سوف تثير موجة من السخط العارم». في الوقت ذاته، قطعت عدة بلدان أوروبية وكذلك كندا واستراليا علاقاتها الدبلوماسية مع سورية. هل كانت مجزرة الحولة جزءاً لايتجزأ من عملية قذرة سرية تحمل بصمات عملية «نورث وودز»؟!. ليس هناك على الإطلاق أدنى دليل يشير على أن الحكومة السورية هي من تقف وراء الجرائم تلك. لكن هناك مؤشرات وبراهين موثقة تؤكد أنه ومنذ بداية الأزمة في آذار 2011، هناك ارهابيون تدعمهم قوى خارجية متورطة في قتل المدنيين الأبرياء. وتفيد مصادر استخبارية اسرائيلية في آب 2011 تؤكد أن هناك عملية منظمة يقودها الحلف الأطلسي لتجنيد مقاتلين ارهابيين. قيادة الحلف في بروكسل والقيادة العليا التركية يضعان الخطط لوضع خطواتهم العسكرية الأولى في سورية، وهما من يقدمان الأسلحة للإرهابيين لضرب سلاح المدرعات والمروحيات العسكرية، وقد نقلت لنا مصادرنا التي أجرت محادثات في بروكسل وأنقرة، أن ثمة حملة تجنيد لآلاف من المتطوعين الاسلاميين من بلدان الشرق الأوسط والعالم الإسلامي للذهاب والقتال جنباً إلى جنب مع المتمردين السوريين. والجيش التركي هو من يؤوي هؤلاء المتطوعين، ويقوم بتدريبهم، ومن ثم تأمين عبورهم إلى سورية. بقلم: ميشيل شوسدوفسكي |
|