تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسائلها النصِّية.. بأمرِ شياطين الأزمات

فضائيات
الأربعاء 6-6-2012
هفاف ميهوب

من الطبيعي أن يكون مضمون الرسائل النصّية التي تُعرض في أسفل شاشات بعض الفضائيات, مواكباً لآخرِ وأهم الأحداث التي تقوم هذه الفضائيات بتناولها ومناقشتها سواء في برامجٍ سياسية أو حوارات وندواتٍ ثقافية أو حتى من خلال مواجهات وآراء تقوم باستقطابها عبر الأقمار الصناعية,

ليكون من غير الطبيعي أن يتناول مضمون هذه الرسائل حدثاً بعينه, بالرغم من وجودِ الكثير من الأحداث التي تفوقه بالخطورة والأولوية..‏

حتماً لم يعد غير الطبيعي هذا يثير الدهشة والتساؤل لدى الكثير من المتابعين, وخصوصاً بعد مواكبتهم للفوضى التي شهدها العالم العربي والتي لعبتْ هذه الفضائيات دوراً في تأجيجها, وبهدف الإطاحة بأمانِ وكرامة ووحدة واستقرارِ وجود أبناء وطنٍ مُزِّقت كل دولةٍ فيه, بل وسفكت دماء كل مواطنٍ يعشقهُ ويفديه..‏

نختار وعلى سبيل يقيننا من أن الرسائل النصية التي ترد إلى تلك الفضائيات, هي من جعلها مُدانة بالتآمر المأجور. تلك التي لا تتوقف قناة «الجزيرة مباشر» عن عرضها وتكرارها, والتي تتضمن الكثير من الألفاظ البعيدة عن كلِّ الأخلاقيات, ما يفضح سياستها لطالما أكثر ما تؤكِّد عليه, اعتذارها عن عرض أي رسالة لا يلتزم مُرسلها بالشروط التي تمليها عليه بتدوينها على شاشتها..‏

أما الأكثر تأكيداً على أن تلك الفضائية تقصَّدت أن تمرِّر الرسائل التي توسوسُ بشرٍّ يصنعه ويموّله شياطين الأزمات, فهو إصرارها ورغم خطورة ما نجمت عنه الحرائق العربية التي ساهمت باندلاعها, بتخصيص شريط رسائلها لاستقبال تعليقاتِ من باركتْ تحريضهم وتكرار دعوتهم لاقتتالِ أبناءِ البلدِ الواحد, وبأبشع ما يرسلون من كلمات..‏

كل هذا دون أن يتَّضح إن كانت صادقة في عرضها للرسائل التي تردُ إليها وخصوصاً أنها جميعها نسخة طبق الشتائم وغير مُرفقة بأسماءِ مُرسليها, ما يُثبت لكل من يتابع هذه الرسائل أن أغلبها يَردُ بأمرِ القائمين على توجيه سياسة المحطة. تلك التي ترصد اليوم كل إمكانياتها للنيل من الكرامة السورية, وبالتعاون مع المجرمين والقتلة والمأجورين والعاملين فيها, ممن باعوا ضميرهم مقابل حفنةٍ رخيصة من الإغراءات المادية..‏

إذاً, ألا يوضِّح هذا تجاهلها للأحداث التي نجمت عن اندلاعِ ثورة البحرين, وأيضاً عدم مرورها ولو مرور الخبر الشاحب على ما فعلته أقدام المئات ممن داسوا احتجاجاً صور أمراء النفط وتجَّار الدين, بالإضافة إلى تعاميها عن الحرائق الهائلة التي اشتعلت في أراضيها مثلما عن المجازر الجماعية التي يتم اكتشافها يومياً في كلِّ دولةٍ عربية ساهمتْ هذه القناة قصداً في هلاكها وأبنائها..‏

أيضاً, وللمزيد من فضحها والتأكيد على مقدار ما انعدمتْ أخلاقها, نطلبْ أن يتساءل كل من يصدِّق ادِّعائها بأنها وأخواتها الأكثر مواكبة للحدث: لِمَ لا تأخذ كل هذه الأحداث وغيرها ولو حيزاً صغيراً بين مفردات رسائل الملايين ممن تستعرض ليلاً ونهاراً رسائلهم, ولِمَ تغاضتْ عن تناول واستقطاب رسائل تُدين ما قامت به إسرائيل منذ أيام, وعندما سلَّمت السلطة الفلسطينية رفات واحد وتسعون فلسطينياً كانت تحتجزهم فيما يسمى بمقابر الأرقام.. الأهم, ما سبب مرورها يوم محاكمة الرئيس المصري المخلوع «حسني مبارك» على هكذا حدث مرور من يريد تقديم الواجب كي لا يُلام, لتكون كل الرسائل التي عرضتها وكرَّرتها, دليل حقدٍ أعمى على سوريَّتنا. الوطن الذي بات شعبه مؤمناً إيمانه بإرادتهِ, بأن إجرامها هو من يسطِّر تلك الرسائل وببشاعة نياتها وإعلامها وأخلاقها..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية