تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التقنيات.. لزعزعة الاستقرار أيضاً!

موقع: GLOBAL RESERCH
ترجمة
الأربعاء 11-11-2009م
ترجمة: حسن حسن

رعت وزارة الخارجية الأميركية مؤتمر تحالف حركات الشباب الذي استضافته مدينة المكسيك مابين 15 و16 تشرين الأول الماضي، وهو مؤتمر كُرسَ لاستخدام التقنيات الحديثة بهدف إسقاط الأنظمة المعادية للإمبريالية.

وقد تضمن المؤتمر إلقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خطاباً عبر شبكة الأنترنت، ودعوة الخارجية الأميركية للعديد من «المندوبين» من بينهم شخصيات لها صلة بحركات زعزعة الاستقرار في أميركا اللاتينية أمثال: الفنزويلي يون غوكوشيا ورافائيل ديلاغادو، والكوبي مارك واتتنهايم وسواهم وقد بلغ عدد هؤلاء 43 مندوباً قدموا من جميع أنحاء العالم (سيريلانكا) الهند، كندا، المملكة المتحدة، كولومبيا، البيرو، البرازيل، لبنان، جامايكا، إيرلندا، مولدافيا، ماليزيا، الولايات المتحدة والمكسيك).‏

وقد شكل المندوبون والخطباء مزيجاً متنوعاً من ممثلي التقنيات الحديثة وموظفي وكالات الأنباء المختصين بالانقلابات وزعزعة الاستقرار في البلدان الرافضة الرضوخ لمخططات الولايات المتحدة الأميركية والانضواء تحت رايتها.‏

دون أدنى شك فإن هذا الانسجام والتوافق بين وكالات الأنباء والتقنيات المدنية، والزعماء السياسيين الشباب الذين وقع عليهم الاختيار من قبل وزارة الخارجية الأميركية، يمثل استراتيجية جديدة «لإسقاط الأنظمة» علاوة على ذلك جاء المؤتمر ليؤكد الدعم السياسي والمالي الذي تقدمه الولايات المتحدة لحركة المعارضة الطلابية في فنزويلا، ولتقدم للرأي العام الدليل القاطع على الارتباط الوثيق بين واشنطن والتقنيات الحديثة.‏

وطبقاً للتعريف الخاص بالدبلوماسية الأميركية فإن تحالف حركات الشباب أبصر النور في عام 2008، وقد جاء رداً على ظهور فئة من الشباب المجهولين على المسرح الدولي، سيطروا على التقنيات الأكثر حداثة وقدموا إنجازات خارقة، إذ تمكنوا من إحداث تحولات حقيقية وكبرى في بلدان مثل: كولومبيا، إيران ومولدافيا وذلك من خلال استخدام هذه التقنيات الشائعة للوصول والتأثير في عقول الشباب، ولم تكن تلك سوى البداية!.‏

لقد كانت أولى العمليات التي خاضتها وكالة الاستخبارات الأميركية وبنجاح في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي هي إنشاء مجلس للحرية والثقافة في أوروبا، وقد صمم هذا المجلس لاختراق واستخدام المجالات التي يشغلها الفن، والجامعات والمفكرون والحركات الاجتماعية وذلك للحد من المد الشيوعي، وقد امتد اللجوء إلى الثقافة كأداة لتسويق الأجندة الإمبريالية إلى مابعد الحرب الباردة.‏

وبينما تزداد ظاهرة التبعية للتقنية أكثر فأكثر يجري استغلالها والاستفادة منها بدقة وبراعة أكبر، ومن هذه التقنيات المدنيةface book twittre التي تكاملت مع تمويل عمليات السي آي إيه، على سبيل المثال m-@-tel وهي شبكة متخصصة بـ «الاستفادة من مصادر المعلومات» وتعمل حالياً كشبكة لتجنيد (عملاء) وإعدادهم لخدمة مصلحة الإمبراطورية كما أن الطاقةالتي تتضمنها هذه التقنيات لإحداث الآثار النفسية ونشر الدعاية (البروباغندا) هائلة ولامحدودة فهي تستطيع نشر رسائل إعلامية في زمن قياسي على مستوى الكوكب الذي نعيش عليه، ولاينقص سوى استراتيجية لاستغلال هذه الطاقة.‏

وقد كان من بين الخطباء ثلاثة أعدوا الحملة الرئاسية لباراك أوباما، وهم جوي روز بارس وسكوت غولدستاين، وسام غراهام فيلسون، هؤلاء الذين قادوا أوباما إلى النصر و الفوز بالرئاسة، عملوا يداً بيد مع وكالات الأنباء في واشنطن لإعداد استراتيجية كاملة مؤلفة من قوتين سياسيتين جديدتين هما: الشباب والتقنيات الحديثة، وهذا التآلف كان لابد وأن يمكن وكالة المخابرات الأميركية من بلوغ هدف لم تنجح به بعد سنين من العمل والجهد المضني ألا وهوتغيير نظام لايستجيب للمطالب الأميركية، ودون أن تظهر يد واشنطن في دعمها للحركة الطلابية (مانوس بلانكس) في فنزويلا، والاحتجاجات المناهضة للشيوعية في مولدافيا، والمظاهرات ضد الحكومة الإيرانية.‏

إن تحالف حركات الشباب ماهو إلا فصل مخططات زعزعة الاستقرار في البلدان المعادية للإمبريالية والتي تحاول الحفاظ على سيادتها وترفض أي شكل من أشكال التبعية والهيمنة.‏

وتؤكد ازدواجية المعايير الأخلاقية لواشنطن الأمر التالي في وقت تدعم فيه وزارة الخارجية الأميركية وتمول وترعى حركات الشباب في بلدان أخرى باستخدام التقنيات الحديثة لزرع الفوضى، وقلب أنظمة الحكم، تقوم الولايات المتحدة بتجريم من يلجؤون إلى التقنيات نفسها للدعوة إلى مظاهرات مناهضة لسياسات واشنطن وقد حدث هذا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عندما أوقفت مواطنين أميركيين استخدموا شبكة twittre قاموا بالدعوة للتظاهر ضد قمة العشرين التي عقدت في مدينة بيتسبيرغ، والإجراءات القمعية التي يمارسها رجال الأمن (البوليس).‏

 بقلم: إيفاغولينغر‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية