تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دافعية الشباب ... يعززها التمكين

شباب
الأربعاء 11-11-2009م
رويدة سليمان

رغم كثرة الندوات والمؤتمرات والجهود المبذولة من أجل الشباب إلا أن هذه الفئة لا تزال تشعر بوجود العديد من المعوقات في وجهها فأصبح التذمر والشكوى صفتين ملازمتين لهم في الكثير من الأحيان.. يشكون البطالة وعدم وجود فرص العمل اللائق، إضافة إلى ضعف الوعي الصحي فالأغلبية يدخنون السجائر والنرجيلة.

انطلاقاً من هذا ولأن شريحة الشباب تشكل أكثر من خمس سكان سورية 21،9٪ حسب تقديرات المجموعة الإحصائية لعام 2006 كان الاهتمام الرسمي وغير الرسمي بهذه الشريحة العريضة من شرائح المجتمع لتمكينها في المجالات كافة، وتمكين هؤلاء الشباب أعتقد أنه لن يكون مجدياً دون وجود هدف في حياتهم وهو أساس نجاحهم (ماذا أريد أن أكون في المستقبل وكيف الطريق لتحقيق ذلك) وتحويل كل تحد في حياتهم سواء أكان مادياً أم معنوياً إلى نجاح وفي الحقيقة فالشخصية الناجحة في الحياة هي الشخصية المصقولة بالمعاناة والتجارب المؤلمة، بحيث يقاس نجاح الشخص بقدرته على خوض التجارب الجديدة مهما كانت صعبة أو مؤلمة والعالمة هيلين كيلر تذهب هنا للقول: إن الحياة إما مغامرة جريئة وإما لاشيء.‏

وتلعب الأسرة دوراً كبيراً في تحقيق هدف الأبناء فما يتوقعونه من ابنهم يدفعه نحو الانجاز وتحقيق النجاح.‏

وهنا لابد من التعرف على مفهوم التمكين الذي يعني أكثر من مجرد الرعاية والتدريب والتعليم وتأمين الخدمات المختلفة وهو حسب ما جاء في تقرير مشروع دعم الاستراتيجية الوطنية للشباب في سورية 2008 بناء الشخصية وتوسيع المدارك والإمكانات والوصول بالشباب إلى تعرف إمكاناته الذاتية الجسمية والعقلية بحيث تصبح الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار جزءاً من ممارساته الحياتية اليومية الحرة ويمكن تلخيص مفهوم التمكين بالمثل الصيني القائل: لا تعط المحتاج سمكة بل أعطه صنارة وعلمه كيف يصطاد.‏

تغيير علاقات القوة في المجتمع‏

إن مصطلح التمكين مصطلح جديد في العمل والنشاط الاجتماعي فلقد ظهر في الثمانينات كفلسفة في الإدارة وارتبط منذ بداية التسعينيات بأدبيات التنمية وتبلور أساساً بتزايد الاهتمام بقضايا المرأة والمحاولات المثابرة للنهوض بأوضاعها قبل أن يتمثل في محاولات تحسين أوضاع الفئات الأخرى في المجتمع وينقل إلى مجال التطبيق في تنمية الجماعات والمجتمعات المحلية ومنذئذ تعتبر عملية مساعدة أو تقوية الناس للتمكن من قدراتهم وإمكاناتهم في الوصول إلى مواردهم أساس نجاح أي نشاط مؤسسي تنموي في أي مجال من المجالات في التعليم والاقتصاد والسياسة والقانون (التمكين الاقتصادي والتمكين السياسي).‏

وعملية التمكين بالمعنى العام، تتضمن تغيير علاقات القوة في المجتمع لتأمين القدرة على الوصول إلى مختلف المصادر والقدرة على التمتع بها، وما يترتب على ذلك من تأمين البيئة القانونية والاجتماعية الملائمة، ولذلك فإن مفهوم التمكين يستند بالأساس إلى فكرة القوة وهذه القوة تتحقق من خلال ثلاثة عوامل هي:‏

امتلاك المعرفة للذات بالنسبة للشاب، وبأنه طاقة قادرة على العطاء وامتلاك الثقة الضرورية للعمل والانجاز ما يدفعه للمثابرة والجد.‏

وأن يكون الشاب جزءاً من جماعة أو مجتمع يشعر فيه بالمواطنة ويمكنه من تحرير طاقاته كاملة.‏

ومن ناحية أخرى فإن التمكين بالمعنى الاجتماعي العام يقتضي إزالة التمييز على أساس النوع أو الفكر أو الانتماء وإزالة المعوقات والممارسات التفضيلية بمعايير غير الكفاءة كالقرابة وغيرها وتعزيز القدرة عند الشاب على الاختيار وفرص الاختيار من خلال تزويدهم كما قلنا بالمعرفة والمهارات والقدرات الضرورية ليتمتعوا بحياة كريمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية