تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتب

كتب
الأربعاء 11-11-2009م
«الشاي» الياباني لأول مرة بالعربية

بحضور السفير الياباني في أبوظبي، تاتسوو واتانابي، أقام مؤخرا مشروع «كلمة» للترجمة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، حفلا في مقهى ياباني بأبوظبي، وذلك بمناسبة صدور النسخة العربية من «الشاي» للكاتب الياباني أوكاكورا كاكوزو، والذي يعد أحد أهم الأعمال الكلاسيكية على مستوى العالم، وقد ترجم منذ صدوره قبل نحو قرن من الزمن إلى عشرات اللغات، وصدر في عدة طبعات كرسته بوصفه الكتاب الأول فيما يتعلق بطقوس الشاي وفلسفته وصلته بالمعاني الشرقية الروحية والثقافية والشعرية والحضارية. وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها مترجماً إلى العربية‏

وقد وضع كاكوزو كتابه هذا في معرض الدفاع عن خصوصية بلده اليابان إزاء موجة «التغريب» التي يتعرض لها، وشعوره بأن الهوية اليابانية باتت مهدّدة بالضياع أمام كل ما هو غربي، وإن لم يكن يتناسب مع روح بلاده وحضارتها العريقة. وقد وجد كاكوزو في طقوس الشاي منصة للدفاع عن هذه الهوية على اعتبار أن الشاي، ورغم نشأته الأولى في الصين، قد تطوّر وتشكّلت مدارسه وطقوسه في اليابان على مرّ مئات السنين، حتى بات اسمه مرادفاً لاسم اليابان نفسها.‏

بلغة شعرية مكثفة، يعرض المؤلف تاريخ الشاي، وعلاقته باليابان، قبل أن يعالج كل ما هو مرتبط بالشاي من معان، بما في ذلك طقوس تحضيره وشربه وحجرة الشاي، وصلة هذا المشروب بالأفكار الروحية من قبيل الزن والتاو، مستعرضاً مدارس الشاي وكبار المعلمين الذين رسخوا طقوسه على مرّ السنين، متوقفاً في فصل خاص مفعم بالشاعرية والحسّ الإنساني العالي عند دلالة الزهور وأهميتها في طقوس الشاي هذه.‏

الكتاب صدر في طبعة فاخرة مزدانة بالصور والرسوم التي تضع هذه الطبعة العربية في مصاف أفخر الطبعات العالمية التي صدرت من هذا الكتاب. وقد قام بترجمة الكتاب سامر أبو هواش الذي له مساهمات عدة في مشروع كلمة للترجمة.‏

«كانديد» فولتير.. حداثة عابرة للعصور‏

مؤلف «كانديد» لا يزال يستفز الناس. هذا ما توصل اليه عشرات الخبراء في اكسفورد في انكلترا بمناسبة الذكرى الخمسين بعد المئتين لاصدار هذا العمل للكاتب الفرنسي فرانسوا ماري أروي الذي عرف باسم فولتير تخفيا وهربا من اضطهاد الاستبداد الامبراطوري.‏

هؤلاء الخبراء اجتمعوا من اجل الاحتفاء بحداثة القصة التي انجزها الفيلسوف الفرنسي «1694-1778» ولم يؤثر عليها مرور الزمن على ما افاد هؤلاء الخبراء.‏

واتى الخبراء من فرنسا وانكلترا بطبيعة الحال، ومن البرازيل واستراليا والولايات المتحدة ايضا. ومنذ الاربعاء وعلى امتداد ثلاثة ايام، يتناولون الطابع الراهن لهذا المؤلف الذي صدر في العام 1759 في جنيف.‏

واجتمعوا في «الدار الفرنسية» في اكسفورد، الذي يعد مختبر البحث الفرنسي، وتناوبوا على القاء الكلمات، في معظم الاحيان بالفرنسية، ليتحدثوا خلال حوالى اربعين محاضرة في محاور عدة من بينها «كانديد والهولنديين» و»كانديد في ايطاليا» و»كانديد عند البطريق».‏

غير انه وخلف هذه العناوين الغامضة احيانا، تستتر قبل كل شيء ارادة في تأكيد ان هذه الرواية الفلسفية لا تزال مواكبة لظروف الزمن الراهن على رغم بلوغها خمسين عاما بعد المئتين. ويقول نيكولاس كرونك، مدير «فولتير فاونديشن» وهو مركز بحثي في جامعة اكسفورد يساهم في تنظيم الحدث «انه نص حديث لانه يمثل عالما من الحروب والكوارث».‏

وكتبت رواية «كانديد» بعيد الزلزال الذي ضرب لشبونة في العام 1755 واودى بحياة عشرات الاف الاشخاص في عز حرب السنوات السبع.‏

ويلفت استاذ الادب الفرنسي في «ترينيتي كوليدج» في اكسفورد الى ان العالم الذي تصفه رواية «كانديد»، «عالم شبيه كثيرا بالعالم الراهن... بعالم ما بعد الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر».‏

ويوافق ادوار لانجيل من جامعة سان فرنسوا كزافييه في انتيغونيش في نوفا سكوتيا «كندا» على هذه المقاربة ويقول «تستوقف رواية كانديد القارىء الحدي و تحظى بشعبية واسعة في القارة الاميركية ولها اصداء اينما كان».‏

والى جانب راهنية اطارها فان «كانديد» لها هذا الطابع الراهن من حيث الاسلوب ايضا. ويعتبر نيكولاس كرونك ان «فكاهتها القارصة حديثة تماما» ويضيف «لا يزال المؤلف يستفز الناس، كما عند صدوره في العام 1759».‏

وفي ذاك العام، صدر ما يزيد عن سبع عشرة طبعة من المؤلف في اوروبا، ذلك ان «كانديد» شكلت انذاك وسيلة للتشبث بمثل عصر التنوير بعدما فرضت الرقابة على موسوعة ديدرو والامبير.ديد‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية