تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتب سالفه... ماركو بولو.. معاصر الأعاجيب

كتب
الأربعاء 11-11-2009م
يسرب إليك الاحساس بالبعد، بطرفة عين تكون في أرض المغول، تعيش مناخات البدائية، والعفوية المصقولة بالميزة الفطرية للانسان..

التاريخ قطعاً سوف ينحاز دائماً إلى شخص من طراز ماركو بولو وهو يدون لنا مذكراته خلال رحلاته ومغامراته الشجاعة والنادرة والتي جاءت في توقيت زمني يليق بالمغامرين...‏

ماركو بولو المولود في مدينة البندقية (فينسيا) عام 1254م وكان ابناً لنيكولو بولو، من أبناء العائلات النبيلة بتلك المدينة، وكان شريكاً بأحد البيوت التجارية المشتغلة بالتجارة مع القسطنطينية وفي عام 1260 خرج نيكولو بولو هذا بصحبة شريكه الأصغر وهو شقيقه مافيو، وعبر البوكسين (البحر الأسود) في مغامرة تجارية إلى بلاد القرم، تكللت مغامرتهما بالنجاح، ولكنهما لم يتمكنا من العودة إلى قاعدتهما بسبب نشوب حرب أشبها التتار على الطريق الذي جاءا منه واضطرا إلى الاقامة في بخارى مدة ثلاث سنوات ولاحقاً أخذتهما الأقدار واستطاعا بلوغ موطنهما البندقية في 1269 ليجدا أن زوجة نيكولو توفيت أثناء غياب زوجها وكان ابنه ماركو يناهز آنذاك الخامسة عشرة.‏

وبعد عامين قرر آل بولو العودة إلى الشرق حتى بلغا بلاط قبلاي خان وكان ذلك عام 1275 واستقبلهم الخان بالتكريم والتلطف بسبب معرفته السابقة بالأخوين بولو وكان آنذاك ماركو قد أصبح شاباً فتياً ولم يمض زمن طويل حتى تعلم ماركو لغة التتار وعاداتهم واستخدامه الخان في الوظائف العامة، فأرسله مديراً زائراً لعدة ولايات همجية نائية ولاحظ ماركو ببالغ العناية العادات الغريبة التي تندرج ضمن العجيب وفق منظور ماركو وزار في احدى تلك الرحلات بعض الولايات الجنوبية ببلاد الهند، وبعد انقضاء مايقرب من سبعة عشر عاماً قضوها مكرمين في خدمة قبلاي خان استأذنوا منه العودة إلى موطنهم مستغلين اسطولاً فخماً من السفن سيرافق فتاة بارعة الجمال من أقرباء الخان سترافق سفراء بلاد فارس حيث يفترض أن تتزوج من خان فارس وبالفعل رافق آل باولو الخبراء بفنون الملاحة واسطول الأميرة وأبحرت سفنهم من أحد المرافئ الصينية في أوائل عام 1292 واستغرقت الرحلة إلى فارس مدة سنتين ومن بلاد فارس انطلقوا عائدين إلى البندقية التي وصلوها سالمين في عام 1295 وروي عن وصولهم إلى وطنهم كيف أن أقاربهم لم يتعرفوا على أولئك الأغراب الذين يلبسون ثياباً تترية رثة وهم بالكاد يستطيعون التحدث بلغتهم الأصلية، وسرعان ما اعترف بهم الأقرباء عندما فتحوا ملابسهم المهترئة وأخرجوا الجواهر من بطائنها وأصبحوا من أثرياء البندقية التي كانت في حرب مع جنوة وطلب من العائلات الثرية أن تجهز سفناً للقتال ووجد ماركو نفسه قائداً على ظهر سفينة محاربة وهزمه الجنوبيون وأسر في 1296 وبقي أسيراً في جنوة مدة ثلاث سنوات ويرجح أنه أملى خلالها كتاب رحلاته ومذكراته على شخص اسمه رستكيان من بيترا وهو رفيق له في السجن، ثم عاد إلى البندقية ليتزوج ويعيش حياته بثراء بالغ لحد أن أهل البندقية أطلقوا عليه (المليوني) وتوفي عام 1324 بعد أن ترك أملاكه لزوجته وبناته الثلاث...‏

في كتاب مذكراته سنقرأ عن آلهة التتار وعن أسلحتهم ونسائهم وشجاعتهم في القتال عن ولاية فوخان وكزمور وباسيكا والحلي الذهبية التي يلبسها السكان في آذانهم عن ولاية بالاشان وعن الأحجار النفيسة وخيول الجبال وعن القلعة المسماة تايكان عن مدينة كوبيام وصناعاتها عن السفن المستخدمة في هرمز، عن مقاطعة تركمانيا عن أرمينية الكبرى عن قيصرية وسيفاستا...‏

الكتاب ترجمه إلى العربية عبد العزيز جاويد وصدر في طبعة ثانية عام 1995 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية