تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ممدوح عدوان..مثقف الذاكرة

كتب
الأربعاء 11-11-2009م
رغم أن مفردة الحداثة باتت تصيبني بالغثيان!

ولكني مضطرة لاستخدامها هنا..فقد بات لدينا ما يعرف (حداثوياً) ..ب- المثقف الإطار.. والمثقف الزبون.. المثقف الحالم.. ومثقفوا النكايات ..!‏

يجمعهم جين مستنبت على شكل كبسول جرثومي تمت زراعته في مختبرات الحداثة.. مؤمنون بأن الحضارة الغربية قامت على حضارتنا السائدة!! معترفين..رغماً عنهم..أن التاريخ (كان) لكنه فعل ماضٍ..‏

دورهم الفاعل..متلقين ينتظرون، مستشرقين عصريين ليكشفوا لنا خبايا هذا التاريخ بنزواته..وغزواته!‏

مقتنعين بنظرية مفادها: أننا ما زلنا في طور البحث عن الماء والكلأ، وعن طمأنينة لن يحققها (وريث) صفته : كسول ..محتال نمام..أفاق!! (وهذه إحدى أقل صفات..العربي في معاهدهم..)‏

- اعرف نفسك- فأنت من صدّرت العدالة للعالم، إن قلتها له سيقع صريعاً.. من شدة استنكاره لتماديك..وغلوائك في إعطاء نفسك أهمية لست جديراً بها؟!‏

ولو قلت لهذا المثقف..أنك معجب ببودلير وماركيز..وتحب أيضاً بودلير والماغوط..فيا للهول: كيف تجمع بين الثريا والثرى!‏

باغته قائلاً ، وسترى النتيجة بعينيك: إن الزير سالم لممدوح عدوان، وحاتم علي.. دراما تمت فيها صياغة نظرية بوعي جديد شكلت مفترقاً للفن كفعل تغيير.. مثقفان حقيقيان ميزتهما العقلانية النقدية.. أزاحا عن الزير.. وظيفة التندر به ، انكبا التراث.. بانحياز وفخر بإعادةٍ لإنتاج الماضي للانتفاع به..دون تفريط ولا تأليه.. دونما دونية. أو مخاوف ..ولا حتى انبهار..!‏

قال: فيه ممدوح عدوان: في الجاهلية قام ملك بتوحيد العرب لصد خطر خارجي ../كليب/ لكنه طاغٍ، ولطغيانه دفع جساس للانتقام منه فقتله دفاعاً عن كرامة قبيلة.. وما الزير سالم إلا فارس أرعن.. أضاع بحمقه وبحثه عن وهم (الاكتمال) مشروع كمال هذه الدولة.. وأنتم بهذا تشبهونه..‏

ربما ..ولخيالي الجامح.. أصيبوا باحتشاء ..وراحوا فيها!!‏

ترى ماذا سيحدث لهم/إن كتب لهم البقاء/ وقلت : إن ملحمة داحس والغبراء ..تفوق ملاحم شكسبير..بصراحة..أنا هالمرة خفت. التعالي على /الموروث/ ولا أقول/الإرث/ ماهو إلا اشتغال بمعزل عن الآخر/نحن/ بتنافر خطير.. للحصول على هوية متعددة الجنسيات !! أليست وظيفة المثقف الحقيقي: هي الغوص في الذات واستظهار وتفعيل ما في الجوف من اقتدار!! والاعتراف بواقع التخلف ..لا التحرج والتنصل منه!! وأن دور المثقف ..تخطي عوائق الزمن العربي..وأن النخب الأصلية هي محرك فاعل لكل التحولات أو التغيرات الممكنة!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية