تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفن السابع في مصر.. تــــاريخ ووقــــائع

كتب
الأربعاء 11-11-2009م
فيصل خرتش

في هذا الكتاب « وقائع السينما المصرية في القرن العشرين » ، يقدم لنا السينما الصامتة والسينما الناطقة على مدى قرن كامل .

في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر 1890 ، بدأ عرض سينمائي للجمهور في باريس ، أقامه الأخوان لوميير في الصالون الهندي بالمقهى الكبير ، وهو التاريخ الرسمي لبداية تاريخ السينما في العالم ، ثم أعقبه يوم الخميس 5 نوفمبر 1896، أول عرض سينمائي في مصر ، في بورصة طوسون بالإسكندرية ، وهو بداية تاريخ السينما في مصر ، تلاه يوم السبت 28 نوفمبر 1896 ، أول عرض سينما بمدينة القاهرة العاصمة في صالة حمام شنيدر ، وتتابعت العروض على مصر، ففي الأسبوع الأخير من عام 1906 ، بدأت محلات عزيز ودوريس بالإسكندرية تقديم أول عرض سينمائي ناطق في « سينمافون عزيز ودوريس » ، وما إن حل العام 1907 ، حتى بدأ انتشار دور العرض الخاصة بالسينما فقط ، سواء في القاهرة أو الإسكندرية ، ثم قام محل عزيز ودوريس بالإسكندرية بتصوير زيارة الجناب العالي للمعهد العالي في مسجد سيدي أبو العباس وعرضها في معرض الصور المتحركة ، ويمكن اعتبار يوم 20 يونيو 1907 هو بداية تاريخ الإنتاج السينمائي المصري، والمرجح أن يكون الفيلم من إخراج الفيزي أو رفانيللي . ثم قام محل عزيز ودوريس بتصوير ثاني فيلم مصري بعنوان « الأعياد الرياضية في مدرسة الفرير « المعروفة باسم « سانت كاترين » . تلا ذلك أول عرض لجريدة سينمائية أجنبية في مصر ، ثم تصوير وعرض الفيلم المصري « ملعب قصر النيل بالجزيرة « وتصوير وعرض الفيلم المصري « الاحتفال بجنازة مصطفى باشا كامل » ، وتصوير وعرض « رجوع جناب الخديوي من مكة المكرمة » ، وتصوير وعرض «خروج المصلين من الكنسية الكاتدرائية الكبرى للروم الكاثوليك بالفجالة » ، وعرض الفيلم «سفر المحمل الشريف من مصر » . وهنا ظهرت ترجمة عربية لعناوين وحوارات الأفلام الأجنبية ، وكانت الأفلام تتم على ألواح الزجاج يظهرها الفانوس السحري على شاشة صغيرة بجوار الشاشة الأصلية ، وهو من اختراع المسيو ليوبو فيوريللو الإيطالي المقيم في مصر .‏

وعرض الفيلم المصري « حرب الزهور في الجزيرة » ، و« المحرك الشمسي بالمعادي»، وفي عام 1914 عرض الفيلم المصري « حفلة استقبال البطل عزيز بك المصري » ونقل فيه المصوران وقائع حفل وصول القائد العسكري إلى الإسكندرية .‏

وفي هذه الأثناء ظهرت رواية « زينب » من تأليف مصري فلاح ، فقد خجل محمد حسين هيكل ذكر اسمه على الرواية لحساسية مركزه ولنظرة المجتمع المتدنية للمؤلفين والفنانين . ويسرد علينا الكاتب عشرات الأفلام الصامتة التي نفذت وعرضت في مصر ويشير إلى تشكل الرقابة وأفلام الفنون المصرية وأفلام تسجيلية وأفلام وطنية . كما تمّ عرض أفلام روائية قصيرة ، وصدرت مجلة الرسوم المتحركة ، وهي أول مجلة متخصصة بالكامل للسينما المحلية والأجنبية . وتم تأسيس نادي الصور المتحركة الشرقي ، وصدر المرسوم الملكي بتأليف « شركة مصر للتياترو والسينما « شركة مساهمة مصرية ، إحدى شركات بنك مصر، وكان هدف الشركة: العمل في مجال المسرح والسينما والأفلام وعمل الأشرطة السينمائية ، ثم عرض فيلم « ليلى « بدار سينما متروبول بالقاهرة ، إخراج استيفان روستي ، وقد حضره أمير الشعراء أحمد شوقي الذي حيّا المنتجة عزيزة أمير .‏

بدأ عرض الفيلم الروائي الطويل « قبلة في الصحراء » من إنتاج كوندور فيلم، تأليف وسيناريو وإخراج : إبراهيم لاما ، وقد هاجمته الصحف الفنية بقسوة، واتهمته بالإساءة إلى المصريين ، ثم تتالى عروض أفلام هاجمتها الصحافة كفيلم « سعاد الغجرية « و « فاجعة فوق الهرم » و « تحت سماء مصر» و « الضحية » و «مأساة الحياة »، و « بنت النيل » وهو أول مسرحية لمؤلف مصري تتحوّل إلى عمل سينمائي .‏

عرض فيلم « معجزة الحب » من إخراج إبراهيم لاما ، وتذكر إعلانات الفيلم أنه أول فيلم مصري ناطق . كما ظهر الفنان نجيب الريحاني في السينما لأول مرة في فيلم « صاحب السعادة كشكش بك » الذي أخرجه مع استيفان روستي ، وقام بإنتاجه من خلال شركة أفلام نجيب الريحاني .‏

في عام 1932 ، في 14 مارس تم عرض أول فيلم مصري روائي طويل ناطق، وهو فيلم « أولاد الذوات » ، إخراج محمد كريم ، عن مسرحية شهيرة لمنتج الفيلم وبطله يوسف وهبي ، ولقي الفيلم نجاحاً تجارياً كبيراً . وفي 14 أبريل بدأ عرض أول فيلم مصري غنائي ناطق « أنشودة الفؤاد » ، إخراج ماريو فولبي . وفي هذا العام صدر العدد الأول من مجلة الكواكب الأسبوعية ، عن دار الهلال ، وتتالت الأفلام الناطقة ، فعرض فيلم « الزواج » وفيلم « كفري عن خطيئتك » ، إلى أن عرض فيلم «الوردة البيضاء » بطولة المطرب الذائع الصيت محمد عبد الوهاب وهو من إخراج محمد كريم ، وكان الفيلم حدثاً سينمائياً ضخماً .‏

يورد الكاتب الأفلام الناطقة التي صوّرت وعرضت في مصر ، كذلك يرافقها ببحث عن شركات التمثيل وما تنتجه من استوديوهات وما أنشأته من معامل سينما وآلات طبع ، وكل ما يتبع السينما من وسائل ومعدات ، وتم الافتتاح الرسمي لأستوديو مصر ، حيث التقى صفوة من أهل الفن والفكر والصحافة والأدب ، ويمكن القول أنه تم عرض 12 فيلماً من بينها «الضحايا » الناطق.‏

في العام 1936 عرض فيلم « وداد « إخراج فريتز كرامب، وهو أول ظهور في السينما للمطربة أم كلثوم ، وهو أول فيلم لأستوديو مصر ، بداية لمرحلة جديدة في تاريخ السينما في مصر، يدور الفيلم في أجواء تاريخية ، وساهم ظهور أم كلثوم وصوتها في نجاح الفيلم داخل وخارج مصر .‏

يستمر الكتاب بعرض أفلاماً ناطقة كل عام حتى عام 1947، فقد كتب الكاتب الكبير نجيب محفوظ سيناريو فيلم « المنتقم » بالتعاون مع مخرجه صلاح أبو سيف وهي أول مرة يظهر فيها اسم الكاتب على الشاشة كاتب سيناريو ، وفي هذا العام ظهرت شادية كبطلة لأول مرة مع المطرب محمد فوزي ، الذي يظهر لأوّل مرة أيضا في فيلم « العقل في إجازة » إخراج حلمي رفلة الذي يخرج لأول مرة . وقد بلغ عدد دور العرض في مصر 248 داراً ، وتم تخريج أول دفعة من المعهد العالي للتمثيل. وكان بين الخريجين شكري سرحان وفريد شوقي وحمدي غيث وزهرة العلا وصلاح سرحان . حيث عقد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي برئاسة حسين فهمي ورأس لجنة التحكيم الفنان الأمريكي جون مالكوفيتش ، وخصصت وزارة الثقافة المصرية جائزة مالية قدرها مائة ألف جنية لأفضل فيلم عربي في المهرجان ، وقد حصل الفيلم المصري « اختفاء جعفر المصري » لعادل الأعصر على الجائزة مناصفة مع الفيلم السوري « تراب الغراب » من إخراج سمير ذكرى وتأليف فيصل خرتش وهو عن سيرة المفكر النهضوي عبد الرحمن الكواكبي .‏

وهكذا يستمر الكتاب في عرض الأفلام كل عام وما صور وأنتج وعرض في مصر ، إضافة إلى مستلزمات صناعة السينما وكل ما يلوذ بها إلى عام 2000 .‏

وقائع السينما المصرية في القرن العشرين - علي أبو شادي - منشورات وزارة الثقافة – المؤسسة العامة للسينما - سورية ، دمشق - 198 صفحة – قطع كبير‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية