تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لقطـــــــــة

رؤيـــــــة
الأربعاء 11-11-2009م
سوزان ابراهيم

لعب السمع في زمن الملاحم دوراً في حفظ أرشيفها, فكانت الملحمة الشفوية أساس كل فن سمعي, وكان العرب يقولون الشعر ويتناقله الرواة شفاهياً,

فيبقى انتشاره مرتبطاً بحركة الرواة في تلك الفيافي وبقي كذلك زمناً طويلاً, أما العين فلم يكن لها ذلك الشأن ! اليوم غدت الصورة تختصر كتباً ومجلدات وشروحاً, ولم تغب أهمية الصورة عن ذهن القدماء, فقد اعتبر أرسطو ان التفكير مستحيل دون صور, وأن الروح لا تفكر دون صور!‏

لكل منا صورته عن الحقيقة ولكل منا صورته عن الوجود, وهذا لعله سر اختلافنا وتمايزنا.‏

ندرك جميعاً دور التلفزيون والانترنيت في تشكيل وعي الأجيال القادمة, وخطورته بعد أن شغلت الصورة مساحة أوسع في تفاصيل حياتنا المعاصرة, بل باتت تحاصرنا في كل مكان بحيث نكاد نختنق بها! سيبرز هنا دور الصورة في تزييف الوعي وفكرنا عن العالم وأحداثه وحقائقه! «سيتراجع دور الكلمات ليقتصر على المخاطبات المكتبية», ألسنا نعيش شيئاً من ذلك الآن؟‏

رغم كل شيء سأقول: لماذا لم تتنبه جميع فعالياتنا الثقافية إلى توظيف الصورة وتقنياتها في مجال تواصلها مع متلقٍ عنيد سئم أساليبها العتيقة؟ في برلين التي زرتها العام الماضي لم يخل معرض فني من شاشات عرض مختلفة الأحجام, بل لقد باتت الشاشة جزءاً أساسياً من الفن ذاته فظهر فن الفيديو التشكيلي, لم يخل متحف للفن المعاصر لديهم من مكان تستلقي فيه برفاهية لتنصت عبر ( سماعات خاصة) إلى موسيقا هادئة... ولم يخل مكان من جمال الألوان وتشكيلاته المذهلة.‏

مشكلتنا مع العالم جمالية, هكذا يقول صديق, فلماذا يغيب الجمال عن مساحات واسعة من حياتنا, ولأن الصورة قد تساعد كثيراً في ذلك, لماذا لا نتقن توظيفها؟!‏

suzani@aloola.sy

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية