تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأعراس الجماعية... تقليد اجتماعي... هل يصبح عرفاً؟

مجتمع
الأربعاء 11-11-2009م
غصون سليمان

أخذت الأعراس الجماعية بعداً اجتماعياً لافتاً في الآونة الاخيرة بعد أن كان هذا الموضوع يتم وفق تقاليد وعادات كل بيئة ومنطقة سواء على مستوى الريف أو المدينة.

ومع تطور الحياة المدنية وصعوبة تأمين كامل متطلباتها على صعيد الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي، تنبهت الجمعيات الأهلية وبعض المنظمات الشعبية والمؤسسات الرسمية وحتى مراكز الرعاية الاجتماعية إلى خوض تجربة إنسانية قوامها مساعدة الشباب والشابات في تسهيل سبل الارتباط بينهما وتقديم المستلزمات الأولية كخطوة أولى لتأسيس العش الزوجي وذلك تخفيفا من حجم الضغوطات والأعباء التي يواجهها الشباب على وجه الخصوص في هذه الظروف نتيجة البطالة وغلاء العقارات وغيرها من الاسباب الأخرى.‏

وهكذا تطورت الفكرة بعد أن اقتصرت في البداية على أعداد قليلة من أبناء المجتمع.. شابان ثلاثة،خمسة إلى أن ازداد الرقم وأخذ يتصاعد في بعض الحالات ليصل إلى 60-و80 عرسا جماعيا كما حصل منذ عامين في قضاء مشتى الحلو وغيره. وشهدت محافظتا حلب ودمشق أكثر من عرس جماعي وكذلك السويداء وطرطوس واللاذقية وحمص وحماة...‏

هذه التظاهرة الاجتماعية خلفت برأي الكثيرين جواً من التنافس الإيجابي لاسيما بين المقتدرين ماديا جماعات وأفراداً مما انعكس هدوءاً وراحة واطمئنانا على عدد كبير فمن خضع لهذه الحالة من الفرح الجماعي، إضافة إلى معالجة وحلول العديد من الأزمات المادية ولو بنسب قليلة.‏

وفي هذا الإطار نشير لما قامت به مؤخراً الجمعية الخيرية في داريا والتي تأسست عام 1974 من حفل زفاف لـ 35 عريساً وعروساً بإشراف ورعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث قدمت هذه الجمعية كل ما يتعلق بتكاليف العرس بدءاً من طقم العريس وفستان العروس إلى غرف النوم والجلوس وتقديم مبلغ نقدي بقيمة 30 ألف ل.س‏

كهدية ،وذلك بحضور الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى تقديم خدمات عينية ومالية للمحتاجين. أيضاً هذا النموذج هو صورة لعشرات المشاهد التي يزخر بها مجتمعنا ويعززها تكافل وتعاضد أهل الخير للتخفيف من أعباء وآلام وضغوطات الحياة لمن لا يمتلكون إلا اليسير لسد الرمق.‏

هذه الظاهرة والتي بدأت تأخذ بعدها الاجتماعي حبذا التوسع والاستمرار في إجراءاتها من قبل الجهات المعنية المنظمة لهذا النوع من الأنشطة سواء الرسمية منها أو الشعبية والجمعيات الأهلية بحيث تتضافر جهود المجتمع المحلي عموماً، وألا تقتصر بالتالي على منطقة جغرافية معينة وإنما تمتد لتشمل جميع المحافظات بمعنى أن يصبح هذا التقليد عرفاً،خاصة وأن هذه التظاهرة أصبحت محط أنظار وترقب للكثيرين من شرائح مختلفة من أبناء المجتمع لاسيما الشباب كما ذكرنا آنفاً ممن هم في سن الزواج.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية