تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قصاصات ديبلوماسية

معاً على الطريق
الأربعاء 11-11-2009م
 لبنان: نبيه البرجي

أسوأ من الغيبوبة الاستراتيجية .. الموت الاستراتيجي!

هذا لمن يتابع مايكتبه كبار الباحثين في هذا العالم . لا أحد يكترث بوجودنا ، حتى بعدما أحللنا ، ولأسباب براغماتية و«عقلانية» كما تعلمون ، الأنين محل الصراخ.‏

لا أحد يكترث بدورنا بطبيعة الحال. رقعة الشطرنج ؟ المشهد التراجيدي أشد هولاً، كما لو أن روبرت كاغان الذي يطل مرة أخرى على أزمة الشرق الأوسط وهو أحد نجوم المحافظين الجدد، يعيد تلاوة قصيدة ت.س. إليوت الشهيرة «الأرض اليباب»، وهو يتحدث عن «هؤلاء العرب الذين لاندري ماذا يريدون».‏

ممنوع علينا أن نتململ ، حتى ونحن في قعر السلة الأميركية التي قد لا يكون لها قعر بعد حين (أين ترانا نسقط أو نتبعثر في هذه الحال؟).‏

يطلب إلينا أن نكون براغماتيين ، كما لو أننا لم نذهب في البراغماتية الى حد عرض عظامنا، وعظام آبائنا، للبيع في المزاد العلني.‏

رغم ذلك ، فإن هذا لايعجب السيد كاغان الذي يرى أننا لانفعل شيئاً من أجل التسوية سوى «حوار الخناجر»، وهكذا نقطع الطريق ، ببدائيتنا وبجنوننا، على الدولة الفلسطينية ، وعلى مساعي المجتمع الدولي لنقل المنطقة من الهستيريا الراهنة ، بما فيها الهيستريا الايديولوجية ، الى الرخاء والامان.‏

كثيرون غيره يقولون هذا ، وكثيرون يقفون معنا، أخلاقياً ، أخلاقياً فقط وللحظة عابرة على الأرض لاشيء، بل يفترض بنا نحن أن نتنازل . ومهزلة المهازل أن يطلب منا التفاوض من دون شروط، أو التفاوض حول الاستيطان ، أين إذاً عرابو اتفاق أوسلو ، وتفاهمات ميتشل، وإعلان أنابوليس التي في نظرنا ، لاتعدو كونها قصاصات ديبلوماسية ملونة، لم تظهر الى النور إلا لخداع العرب الذين عليهم أن يتراقصوا بين قعر السلة، السلة إياها ، والثلاجة.‏

الآن ، انسحب الجميع عن الخشبة . إنها خالية تماماً(هل ترون السيناتور جورج ميتشل بالعين المجردة؟)، وبدأنا نشعر بالندم لأننا وضعنا ، هكذا ، عظامنا عارية على الأرصفة ، واتحنا لكاغان أن يقول إننا في حالة الموت الاستراتيجي ..‏

الخشبة تحتاج إلى لغة أخرى غير.. الأنين!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية