تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفضاء الإسلامي

على الملأ
الأربعاء 11-11-2009م
أحمد عرابي بعاج

شكل نجاح العلاقات بين سورية وتركيا المبني على أساس من التناغم والتكامل اساسا سليما لخدمة مصالح كلا البلدين والشعبين وانعكس بصورة ايجابية على جميع الدول الاخرى في المنطقة

ومهد للقاءات ثنائية واقليمية بل شجع على البحث عن سبل تعاون اقتصادي اوسع يسهم في تعزيز خطط التنمية ومواجهة المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها شعوب المنطقة على الأمدين القريب والبعيد.‏

واستند هذا التطور المتصاعد للعلاقات الاقتصادية الى ارادة سياسية مشتركة اولت فيها تركيا اهمية لعلاقاتها مع العالم العربي والاسلامي وهو ما اكسبها دورا متزايدا اقليميا واسلاميا.‏

ومن تركيا وجوارها الاقليمي الذي يضم اقتصادات هامة وفاعلة على المستوى الدولي الى الفضاء الاسيوي الرحب وصولا الى العمق الافريقي الذي يمتلك اقتصادات ناشئة ولها حضورها المستقبلي مما يهيئ الارضية لفعل اقتصادي اسلامي لا يمكن تجاهل دوره وهو دور يمكن له ان يكون احد محاور الاقتصاد العالمي اذا ما توفرت له العوامل السياسية الضامنة ليكون التعبير عن مشروعيته امرا قابلا للترجمة العملية على ارض الواقع.‏

فقد ظل الفضاء الاقتصادي الاسلامي الفسيح عرضة للتغييب الناتج بالاساس عن واقع اسلامي بالغ في ردات الفعل ومساحة استجاباته للاحداث والتطورات على الساحة الدولية.‏

والمشهد اليوم يبدو مختلفا بل وثمة من يتحدث عن رؤية مغايرة تبنتها ارادات سياسية تقرأ التجانس بوضوح وتدرك الاختلاف وتعلن مساحة التلاقي الاقتصادي الاسلامي ليكون قاطرة للدور السياسي وليس العكس.‏

بمعنى ان القمة الاقتصادية للدول الاسلامية التي انعقدت في اسطنبول ليست مجرد تجميع للاقتصاديات المنضوية بقدر ما هو تأطير لدورها الاقتصادي القادم وفرض حضورها على الساحة الدولية وخصوصا في ظل الازمة الاقتصادية العالمية التي تتيح له فرصة الظهور والعبور الى مناطق وادوار ومستويات كانت محظورة حتى في التفكير الاقتصادي العالمي وغائبة عن حساباته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية