تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هموم الفائض

الكنز
الأربعاء 11-11-2009م
علي محمود جديد

تُعاني العديد من المؤسسات والشركات الحكومية العامة في هذه الأيام، من مشكلة الفائض في العمالة، وهذا الفائض في الواقع يكلّف الدولة الكثير من الأموال التي تدفعها كرواتب لهم لقاء لاشيء .‏

وعلى الرغم من أنَّ مثل هذه السياسة التشغيليّة لا تمتُّ إلى الكفاءة الاقتصادية بصلة، لأنها ليست فقط عديمة الجدوى الاقتصادية، وإنما هي سياسة تقود بالنهاية إلى جدوى اقتصادية سلبية لا نفع منها سوى المزيد من الخسائر، أو في أحسن الأحوال – وعلى الأقل – فوات منفعة نتيجة الهدر بتسديد رواتب لا توازيها أي إنتاجية، غير أنَّ لمثل هذه السياسة التشغيلية فوائد أخرى بعيدة عن المنحى الاقتصادي، ذات مغزى اجتماعي معروف من خلال تأمين فرصة عمل لأكبر عدد ممكن من الناس، ليحصلوا على رواتب ثابتة تعينهم على حياتهم ولو انعكس هذا الأمر على التضخم الوظيفي وزيادة مساحة البطالة المُقنَّعة، وهذا دور اجتماعي إيجابي يُسجَّلُ للدولة رغم منعكساته الاقتصادية السلبية.‏‏

ما من شك في أنَّ الدولة مشكورة على تحمّلها الأعباء المادّية لهذه المسألة، وهي بذلك تترجم بدقة الدور الإيجابي والاجتماعي للقطاع العام، ولكن ما دام هذا الدور منفصلاً تماماً عن العملية الاقتصادية والإنتاجية للمؤسسة، فمن الضروري جداً فصل هذا الأداء الاجتماعي عن الأداء الاقتصادي، كي لا تُشوّه المعايير ويختلط الحابل بالنابل، ويتآكل الإنتاج وقتما يصير ضحيةً لتسديد فاتورة الموقف الاجتماعي، فتظهر المؤسسات والشركات العامة بمظهر الفشل والخسارة في الوقت الذي لا يكون الأمر كذلك عندما يُفصل الأداء الاقتصادي والإنتاجي ونتائجه، عن نتائج وتكاليف الأداء الاجتماعي.‏‏

الأمر عندنا ما يزال على هذا الشكل، فتكاليف العمالة الفائضة يتمّ احتسابها ضمن حساب تكلفة المنتج في العديد من المؤسسات والشركات الحكومية، ويجري تحميلُ هذه التكاليف على حساب الأرباح والخسائر، فتفعلُ فعلها في تقزيم الأرباح وتعظيم الخسائر في الميزانيات الختامية، ولذلك لابدَّ من فصل الأمور عن بعضها كي تظهر المؤسسة أو الشركة بالصورة الصحيحة لوضعها الإنتاجي بعيداً عن Ali.gdeed@gmail.com‏‏

"‏‏

Ali.gdeed@gmail.com‏‏

‏">التشوّهات.‏‏

Ali.gdeed@gmail.com‏‏

"‏‏

Ali.gdeed@gmail.com‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية