تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مسؤولية إيران..

الافتتاحية
الأربعاء 11-11-2009م
بقلم : رئيس التحرير - أسعد عبود

لسنا أبداً مع إنتاج إيران للسلاح النووي.. لا إيران ولا غيرها.. لا في منطقتنا ولا في العالم... نحن مع إزالة هذا الخطر من العالم ومن منطقتنا أولاً.. بذلك طالبنا.. وعلى ذلك صوتنا.. ولم ولن نتراجع عنه..

إن حالة التحريض الوحيدة لتفكير دول المنطقة بالسلاح النووي هو الترسانة الإسرائيلية التي لا يجهلها كل أولئك «المناضلين» لمنع إيران من إنتاج السلاح النووي..‏

إيران تقول: لن ننتج سلاحاً نووياً.. إنما نريد صناعة نووية للأغراض السلمية..‏

إسرائيل تمتلك السلاح النووي..‏

فلماذا لا يوظف «المناضلون» جهودهم في مواجهة ما هو قائم وثابت ومحرض؟ والاكتفاء بمراقبة الآخر إن كان لا أرضية للثقة؟!‏

لسورية علاقات ممتازة ومتميزة مع إيران، يصرّ عليها البلدان، والطبيعي أن تستمر وتقوى، لأنها ليست ضد أحد..‏

بل هي سند مهم جداً في مستقبل أمن واستقرار المنطقة.. وسورية أعلنت أكثر من مرة عن استعدادها للمساعدة في تفهم وجهة النظر الإيرانية، لكل من يجد في نفسه ما يريد أن يسأل عنه أو يتأكد منه..‏

أما من ناحية الإنتاج النووي للقضايا السلمية.. فالمسألة مختلفة تماماً..‏

هذا حق لكل الشعوب لا تنازل عنه ولا وصاية عليه إلا من قبل الهيئات المعنية مباشرة والمقرة دولياً..‏

إيران المتقدمة نسبياً في الصناعة النووية تتحمل مسؤولية تاريخية في ألا تقرّ بأي شيء يقيد حق الدول بنتائج تطبيق علوم الطاقة النووية في الصناعات السلمية.‏

من الواضح أن الجمهورية الإسلامية تخوض حواراً طويلاً مع أكثر من جهة عبر «5+1» أو غيرها..‏

وتؤدي عملاً دبلوماسياً ناجحاً ولافتاً، بما يؤكد سلمية مواقفها وعدم توجهها للسلاح النووي بل للإنتاج النووي السلمي.‏

لعل للتجربة الإيرانية خصوصية غير مسبوقة من ناحية إقدام دولة في العالم الثالث على مثل هذه التجربة التطبيقية الصناعية للعلوم الحديثة.. وبالتالي هي ترسم - بشكل ما - توجهاً عالمياً تاريخياً له علاقة مباشرة بحقوق شعوب العالم في هذه الإنجازات العلمية..‏

يعني:‏

في حالة تراجع الموقف الإيراني عن هذه الحقوق المقرّ بها وفق القوانين والشرعات الدولية، هي تقدم سابقة تعوق طموحات شعوب العالم المشروعة للوصول إلى هذه الصناعة التي لا بد منها مستقبلاً..‏

وفي حالة استمرار النجاح الإيراني في الحوار والمحادثات والفهم والتفهم والإصرار على الحقوق.. أيضاً هي ستقدم سابقة إيجابية للعالم كله من جانبين:‏

1-تأكيد حقوق شعوب العالم بالإنتاج النووي السلمي.‏

2-تعزيز ثقة العالم ودوله الكبرى بأن الشعوب في العالم «الثالث» قادرة من جهة ولا توظف مقدراتها للحروب فقط من جهة ثانية.‏

نحن ضد السلاح النووي في منطقتنا وفي العالم.. لكننا مع حق الإنتاج النووي السلمي، وبقوة.‏

a-abboud@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية