|
شهداء هي الأرض الحنونة الطيبة التي ما فتئت تحتضن الشهداء و تواصل اشتياقها لتشم عبير جثامينهم الطاهرة بهدف الحفاظ على مجد و عزة الوطن ..
هو التاريخ الذي عّلمنا كيف نحفر اسم سورية في العقول و نحميها بأهداب العيون و نسقي مجدها بدماء القلوب . هي المكونات السورية السرمدية التي علمتنا أن الوطن شرف و عرض و انتماء ترخص لأجله الأرواح وينحني ليقبل ترابه الجبابرة العظام.. و ترتفع أمام مجده و سؤدده هامات الرجال والشهداء الأبطال فطوبى لكم أيها الشهداء الأبطال يا من عانقتم جبين الشمس و قطفتم من القمر زهرة البيلسان و تبوأتم قمة المجد واعتليتم كينونة الفخار، طوبى لكم يا من فتحتم باستشهادكم سفر الفرح و سجل الأزل والخلود . «الجيش للرجال « والوطن غالي» مقولتان لطالما رددهما الشهيد البطل باسل حاج حمادين في كل زيارة لأهله أو لدى كل اتصال بهم ... ولأنه يعشق الوطن فقد كان دائماً يزين صدره بوسامين عزيزين على قلبه الأول يمثل علم سورية والثاني يحمل صورة السيد الرئيس بشار الأسد.
وباسل كما يقول والده الحاج محمد كان يحب وينظم الشعر الزجلي الشعبي وهو الذي لم يكمل تعليمه الدراسي وآخر ما كان يردد قبل استشهاده هذه الأبيات التي تقول : لما الوطن يصرخ تلقى الشهادة هدف لما الوطن يبكـي يهبّوا أهالي الشرف روحي فدا وطني ولو قطعوني شقف وصدقت الرؤيا ، يتابع الحاج محمد لقد استشهد باسل وجيء به إلينا أشلاء صغيرة ولم نتمكن من التعرف عليه إلا بعد أن تمت عملية تحليل الحمض النووي, والمحزن في الأمر أن ولدي ورفاقه الأربعة استشهدوا بسلاح إسرائيلي الصنع . نعم إسرائيلي الصنع فأين هؤلاء الذين يدعون الحرية والسلمية هل الحرية أن نقتل بعضنا وبأسلحة إسرائيلية ؟هل الحرية والسلمية في القتل والخراب والتدمير والاغتيال؟ هل هي في طلب التدخل الخارجي؟ ، لا والله لن يتم لهم ذلك فبلدنا منيعة وعصية وتلاحمنا أقوى وأشد صلابة من مؤامراتهم . الحاجة أمينة شيخو والدة الشهيد قالت : أذكر أن باسـل كان كلما يتصل بي كان يقول لي: أتمنى الشهادة ولست خائفاً من شيء إلا أن يأخذوني غدر , والحمد لله تتابع الحاجة أمينة استشهد ولدي باسل وهو يدافع عن وطنه . صلاح وعبد الله ومالك وماجد أعمام الشهيد أكدوا أن ابن أخيهم كان غيوراً على وطنه يحب الأرض والوطن ,وهو لطالما تمنى الشهادة في رحاب الوطن فاستحقها, وتشييعه لم يكن إلا عرساً حضره الآلاف من الأهل والأصدقاء والأحباب . أخوة الشهيد صلاح ونور الدين أشاروا إلى أن باسل سيبقى في وجدانهم وقلوبهم وسيكون منارة لهم على طريق الشهادة حتى تعود بلدنا كما كانت بلد الصمود والتصدي وبلد المقاومة وبلد الأمن والأمان والاستقرار . رشا ورنا أخوات الشهيد أكدن أن باسل رفع رأس العائلة باستشهاده وهذه كانت أمنيته وقد روى بدمه الطاهر النقي تراب الوطن الذي احتضن أشلاءه بعز ومجد وفخار فهنيئاً لك يا حبيبنا يا أخي . يشار إلى أن الشهيد البطل من مواليد 1992 استشهد في 18/12/2011 وهو يؤدي واجبه الوطني ووري الثرى في مقبرة الشهداء بحلب . |
|