تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البدائل الفلسطينية بعد 26 كانون الثاني 2012

شؤون سياسية
الأثنين 30-1-2012
بقلم: نواف أبو الهيجاء

فشلت مفاوضات عمان في جلساتها المعلنة الأربع بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني في زحزحة العدو عن مواقفه المعروفة من الحقوق الفلسطينية .واعترف الرئيس الفلسطيني ان مسار التفاوض قد فشل ووصل الى طريق مسدود

. وكان الرئيس الفلسطيني قد حدد يوم 26 كانون الثاني عام 2012 كموعد نهائي للمفاوضات وبعد ذلك فكل الخيارات امام السلطة مفتوحة .‏

واجتمعت القيادات الفلسطينية للسلطة في العاصمة الاردنية لبحث البدائل في ظل ضغوط اوربية من ( آشتون ) ودولية من بان كي مون الذي يصل الى رام الله في مسعى لاحياء عملية التفاوض . لكن المحتلين الصهاينة اكدوا على ثوابت سياستهم في مواصلة الاستيطان وتهويد القدس واضافت الى ذلك القيام بحملات اعتقالات شملت رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدويك ووزير سابق وعضوين من اعضاء المجلس التشريعي في القدس ورام الله .‏

لم تصل السلطة بعد الى تحديد خياراتها وبدائلها ، وان كانت القيادات الحركية والقوى المقاومة قد نصحت بوقف المفاوضات نهائيا وبوقف التعاون الامني بين سلطة رام الله والكيان المحتل . لكن هذا لم يصل بعد الى التنفيذ ولا الى اتخاذ القرار المناسب . والحقيقة ان الشعب الفلسطيني قد وصل الى بدائل فعلية منها مواصلة البحث في سبل انفاذ المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية . كما ان هناك رأيا شعبيا يقول بضرورة ان تسحب الجامعة العربية مبادرتها عن الطاولة بعد ان قوبلت المبادرة بالازدراء والاستهانة والتجاهل على مدى احد عشر عاما وزيادة .‏

الى ذلك ترتفع اصوات فلسطينية مطالبة بانهاء (اوسلو ) ونتائج اوسلو دفعة واحدة .‏

انها اتفاقية منتهية من جانب الاحتلال وبالتالي فالتخلي عنها امر ممكن وضروري .. فالاتفاقية لم يجن شعب فلسطين من ورائها الا الانقسام وفقدان المزيد من اراضيه وحقوقه في الضفة والقطاع ايضا . واستمر الاحتلال بابتلاع المزيد من الاراضي والحقوق في ظل هذه الاتفاقية . وهي سبب الانقسام بين رام الله والقطاع المحاصر منذ اكثر من خمسة اعوام دون ان يبادر العرب الى تنفيذ قراراتهم التي قالت بعدم الاعتراف بهذا الحصار . اكثر من ألف سلعة ومادة ممنوعة من الدخول الى القطاع والحالة تزداد ترديا . كما ان الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت قبل ايام قرارا باعتبار قطاع غزة تحت الاحتلال الصهيوني .وهذا تحصيل حاصل فالمحتلون غادروا القطاع لتقليل خسائرهم واعادوا نشر قواتهم بحيث تكون لهم حرية الهجوم على القطاع متى شاؤوا اضافة الى استمرار غاراتهم واغتيال الشخصيات الوطنية ونشطاء المقاومة في القطاع .‏

ولقد وضعت الادارة الامريكية ومعها الكيان الصهيوني خطاً احمر تحت خطوات المصالحة . ويبدو ان السلطة انحنت امام الضغوط هذه ولم يتحقق حتى اليوم أي امر جرى الاتفاق عليه في القاهرة حول الموقوفين وحكومة الوحدة الوطنية وتهيئة اجواء مناسبة للانتخابات القادمة .‏

حل السلطة الفلسطينية احد الخيارات المطروحة . فقبل قيام السلطة انتفض الشعب الفلسطيني مرتين واحدة في نهاية عام 1987 والثانية عام 2000 ولكن منذ قيام السلطة لم تقع أي انتفاضة ثالثة بل عمد الاحتلال الى شن حربه الهمجية على القطاع نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 وعمدت السلطة الى قمع أي تحرك مقاوم في الضفة عبر تعاونها الامني مع المحتلين .‏

اذاً السلطة لن تأتي للفلسطينيين بأي مكسب بل على العكس فلقد استجابت السلطة لطلبات المحتلين والامريكان وعمدت الى تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني بحيث ينسجم مع اعادة الاحتلال وفي التخلي عن المقاومة وعن تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.‏

اذا كان استمرار وجود السلطة في رام الله يكبد شعب فلسطين كل هذه الخسائر فالافضل التخلي عنها ووضع العالم امام مسؤولياته حيال حقوق شعب فلسطين في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة على كامل الثرى الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.‏

Nawafabulhaija@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية