|
رؤية الروائي حيدر حيدر... وأنت تقرؤه يبعدك عن الرومانسية لن تستطيع أن تنغمس فيها بسذاجة معهودة..يحرض فيك شيئاً مختلفاً.. يشعل في ذهنك جذوة التمرد على كل ماهو مناف لمتعة الجمال الخالصة، التي تجعل من وجودك في الحياة هبة قيمة. لايشغله المضمون بقدر ماشغله الاسلوب واللغة والتكنيك وفنية العمل الروائي، الامر الذي جعل نقاداً كثراً يعتبرونه مجددا في الشكل الروائي الفني... يؤمن أنه لكي يصنع الكاتب نصاً روائياً متفرداً لابد من توافر الموهبة وثراء التجربة الذاتية واتساع الثقافة والتأمل والقدرة على الاستبطان... عانى كثيرا لأنه كان ينتقد كل ماهو مهيمن على حياتنا الاجتماعية..انتقاده كان بهدف الهدم وإعادة البناء... هدم ماهو منحرف، وبالتالي كان يقول الحقيقة..وكم منا يتمنى أن يستمع لصوت الحقيقة الجارح!! في مرحلة ما..قد يفهم بعض المبدعين بشكل خاطئ الى ان يأتي وقت نكتشف فيه كم كنا نحتاج لمن يكشف لنا كل هذا الزيف.. إلى من يكشف لنا هذه الوجوه المقنعة التي اختبأت زمنا خلف أقنعتها فإذا بها تخبئ أمراضاً تنفث سمومها دون توقف... ليتنا في وقت من الاوقات استمعنا الى تلك الأصوات المتفردة التي استقرأت ما تحت تلك الوجوه لتعاندها..وتمزق أقنعتها... صوته الروائي صوت من يلتقط تلك الآهات البشرية الموجعة تلك الأنات ويحولها إلى حالة مبدعة.. تميل أثناء قراءتها الى التصدع ولكن فيما بعد تبدو لك هذه اللوعة الفكرية وكأنها نوع من التطهر الذي بتنا نحتاجه جميعا في هذا الزمن الحانق...! |
|