|
مجتمع
ليدب الخوف والرعب في قلوب النساء وعيون الأطفال.. وقد طالت يد الإرهاب دار الأمان للأيتام بحكم قربه من مكان الانفجار.. لكن هذه المؤامرة الكبيرة وهذا الفساد والخراب قابله الشباب العربي السوري بالمبادرات الشبابية الإنسانية التي تهدف إلى خدمة الوطن وأبنائه.. فأبوا أن يقفوا متفرجين فملؤوا الساحات مستنكرين ومنددين يصرخون ملء حناجرهم لاللإرهاب.. حاملين أعلام سورية وصور القائد. ورفضوا أن يقفوا متفرجين أمام وطنهم الموجوع فقرروا أن يكونوا البلسم لجراحه. مثبتين وعيهم الكافي للألم بأسره.. فعملوا يداً بيد كمتطوعين للعمل في دار الأمان للأيتام لمدة شهر كامل هدفهم حب الوطن، وليس طمعاً بالكرسي أو بالمال، وقفوا إلى جانب الوطن الذي أعطاهم الكثير وجعلوا أطفال الدار يشعرون أن كل سوري هو أب وأخ وأم لهم في وطن يضم الجميع ويحتاج لأبنائه في المحنة التي يمر بها، من دار الأمان كانت لنا اللقاءات التالية:
معاً نبني الوطن.. - السيد عصام حبال - مسؤول المبادرات في مجلس الشباب السوري قال: بعد الضرر الذي لحق بدار الأمان للأيتام إثر التفجير الإرهابي المعروف وجهت دعوة عامة على مواقع التواصل الاجتماعي وحددت يوم السادس والعشرين من كانون الأول موعداً لقدوم المتطوعين. أي بعد الانفجار بثلاثة أيام. وقد لبت الدعوة عدة فرق سورية منها (قلعة الأحرار والحرائر) و (نسور سورية) - (دار الفنون) وعدد من المتطوعين المستقلين. بعد ذلك قررنا العمل يداً بيد يجمعنا حب الوطن وعلم سورية وقسمنا العمل إلى مراحل ثلاث - في اليوم الأول كان هناك مئة وخمسون متطوعاً.. بالبداية قمنا بإزالة الأنقاض وتنظيف الدار، المرحلة الثانية كانت التواصل مع ورشات صيانة، ألمنيوم- حدادة- دهان- صحية- كهربائية، وقدم المتطوعون خبراتهم مع هذه الورشات، المرحلة الثالثة كانت تركيب الستائر الحديثة- وفرش غرف الصف- وغرف نوم الأطفال، وقامت مجموعة من المتطوعين برسم لوحات الأطفال على جدران المدرسة، ونحن الآن وبعد مرور شهر في المرحلة الأخيرة وهي رتوش. ويضيف السيد عصام: إن ما قمنا به داخل الدار هو حالة إسعافية من أجل عودة الطلاب إلى الدار ومتابعة دراستهم . وندعو الشباب السوري ليكونوا معنا في ترميم ما تهدم لنصنع معاً سورية الحديثة. هدفنا عودة البسمة للأطفال...
-- محمد زكي السلو- مدير العلاقات العامة في مجموعة نسور سورية- طالب في كلية الاقتصاد سنة أولى إعلام.. يقول: إن مجموعة نسور سورية كانت منذ اللحظة الأولى في دار الأمان للأيتام، حيث عملنا يداً واحدة للنهوض بالدار بعد أن أصبح المكان شبه مدمر بعد التفجيرين الآثمين.. وكان هدفنا الوصول بالدار إلى بر يعيد البسمة لأطفالنا، وكان العمل التطوعي هو الصفة التي أسبغت على العمل، وقد عملنا بصدق حتى النهاية. وقد أظهر العمل الذي قمنا به خلال شهر كانون الأول الحب الذي لم نشعر به من قبل حيث عملنا مع بعضنا في جمع الانقاض وترحيلها خارج المبنى وقمنا بمساعدة الورشات التي عملت على أكمل وجه، وأثناء العمل كانت علامات الفرح مرتسمة على وجوه الشباب لأدائها عملاً يعود بالخير والفائدة على أطفال حرموا من حنان الأم وعطف الأب، لكنهم كانوا محظوظين بمحبة المتطوعين. - ويضيف محمد.. لقد كانت لي تجارب عديدة بالعمل التطوعي وهذا العمل بالذات أكسبني شعوراً وإحساساً لم آلفه من قبل، فدموع الفرح كانت سيدة الموقف. ونحن مجموعة نسور سورية كان لنا الفخر بالمشاركة بهذا العمل، ووضع بصمتنا على أكمل وجه. حيث نظمنا الكثير من الفعاليات والمسيرات خلال الأزمة التي مرت على سورية حتى نوجه للعالم رسالة مفادها أننا شعب يعشق وطنه ويحب قائده السيد الرئيس بشار الأسد. مع بطاقة شكر من القلب لكل فرد ومجموعة أعادت البسمة على وجنات أطفالنا. سورية أعطتنا الكثير..
-- السيدة رحاب ناصر- مديرة دار الفنون- التابع لاتحاد شبيبة الثورة- تحدثت قائلة: عندما علمنا بإعلان التطوع من أجل العمل في دار الأمان قررنا نحن ستة أشخاص من دار الفنون الانضمام إلى فريق العمل للمساعدة في إنهاض الدار بعد الأذى والدمار الذي لحق به بعد الانفجار.. فكنت أساعد في جمع الأعمال من تنظيف وترحيل الأنقاض، وعندما دخلت الورشات وقفنا إلى جانبهم وساعدناهم بجميع الأعمال التي قاموا بها. في هذه الأزمة التي خيمت على سورية وأهلها وبالرغم من الألم الذي ألم بنا.. شعرنا كم نحب بلدنا سورية وأن الإرهاب لم ولن يخيفنا بل سيزيدنا قوة وإصراراً على العمل.. فهناك ألف مبنى طاله الإرهاب أتمنى من جميع إخوتي في سورية تشكيل لجان في كل حي والقيام بأعمال الترميم والإصلاح، لأن سورية هي الأم الحنونة.. أعطتنا الكثير ومهما قدمنا لن نكافئها. قادرون على العطاء.. روزيت عرار- طالبة جامعية في كلية التجارة والاقتصاد - مجموعة نسور سورية . أوضحت أنه في البداية عندما علمت أنا وأصدقائي بالخراب الذي لحق بهذه الدار راودتنا فكرة، أننا شباب ونستطيع القيام بأشياء كثيرة لخدمة وطننا الغالي وأهله، فقررنا التطوع للعمل في الدار. بالنسبة لي ساعدت في جميع الأعمال- وحاولت مع زملائي إجراء حملات.. ورأينا النواقص وقمنا بتأمينها كمتطوعة شعرت أنني في هذه المرحلة العمرية قادرة على العطاء بلا حدود.. جلست مع أطفال الدار وشعرت كم هم فرحون، وأخيراً أقول نحن الشباب إذا قررنا وصممنا نستطيع فعل الكثير. كرسنا أنفسنا للعمل.. السيدة أمل زاعور- مجموعة قلعة الأحرار والحرائر- ربة منزل قالت: نحن مجلس الشباب السوري دائماً على إطلاع على أي مبادرة على الأرض.. وتشارك بالمبادرات التي تدعى إليها يداً بيد من أجل سورية. قمنا بتغطية 70٪ من الأعمال التي حصلت منذ الأزمة حتى يومنا هذا. منذ اليوم الأول الذي جئنا به إلى دار الأمان هناك خمسة عشر شخصاً لم يغادروها فهم موجودون بشكل يومي.. وقد كرسنا أنفسنا للعمل مع بعضنا بعضاً ونفذنا أعمالاً كثيرة منها مساعدة الورشات المختلفة كنا نسابق الزمن وكان همنا الوحيد السرعة في إنجاز الأعمال حتى أصبحت الدار على هيئتها الحالية. - هدفنا الأول في عملنا هو سورية.. منذ أن بدأت المؤامرة شعرنا بالخطر ونزلنا إلى الشارع منذ اليوم الأول وشعرنا أننا مهيؤون للعمل بكل الأزمات. وتضيف السيدة زاعور: بلدنا جميلة وآمنة.. لكن الآن وبعدما تتعرض له من قتل ودمار أصبحنا نشعر بضرورة وقيمة التطوع لما له من أهمية في خدمة الوطن والمواطنين. - الفريق غير مرهون بالأزمة فهو تشكل وعرف خطواته والمبدأ الذي يعمل عليه- همنا الوحيد هو الاستمرار وإن شاء الله سنكون في كل شارع وساحة بحاجة إلينا. لم أتغيب عن الدار طيلة شهر.. أنس الحلبي: مجموعة نسور سورية- طالب ثانوية عامة- يقول: أذهب إلى الدار منذ التاسعة صباحاً حتى الثالثة بشكل يومي ولمدة شهر كامل ولم أتغيب قط.. شاركت بجميع الأعمال من تنظيف وترتيب الدار في الكهرباء والدهان. في هذه الظروف التي تمر علينا شعرت أنني بحاجة لفعل شيء يترك بصمة على أرض الواقع فقررت التطوع ولأول مرة في دار الأمان وقد أعجبتني الفكرة وعندما نزل الرئيس إلى ساحة الأمويين كان هذا الأمر محفزاً لي كي أبقى متطوعاً مدى العمر.. وسأستمر بأي فعالية يمكن أن تقدم أي خدمة لسورية في طريق الإصلاح. ثورة حقيقية.. - السيدة كاليوبي ستر جياديس- نسور سورية- ربة منزل- تقول: عندما حصل الانفجار جئت لأرى الخراب والقتل والجثث.. وفي اليوم التالي قررت الانضمام إلى فريق العمل في دار الأمان للمشاركة في جميع الأعمال التي يقوم بها الشباب.. وبرأيي إن ما يقوم به المتطوعون في الدار ثورة حقيقية.. وهذا الأمر هو الطريق الصحيح للسير على طريق الإصلاح. وأوضحت السيدة كاليوبي أن من بين المتطوعين سيدات متزوجات وهي منهن.. وقد شجعني زوجي وابنتاي على هذا العمل. فأنا أنهي عملي في المنزل ومن ثم أحضر إلى الدار من أجل المساعدة. وقد شعرت أن الشباب هم أولادي وأصبحت تربطنا علاقة ود واحترام وبعملنا هذا أعدنا البسمة على وجوه أطفال الدار. وأدعو لسورية بالانتصار ولقائدها بطول البقاء. شاركت المتطوعين: الآنسة ليلاس موصللي- معلمة في دار الأمان- تقول: منذ أن تعرضت دار الأمان للدمار تغيب الطلاب عنها وخلال هذه الفترة شاركت المتطوعين في جميع الأعمال التي كانوا يقومون بها.. وقمنا باقتراح توجيه ومتابعة فريق العمل إلى الأعمال وتأمين المستلزمات.. وكشفنا لهم عن العيوب الموجودة من أجل إصلاحها. وقد نشأت علاقة صداقة بين المتطوعين وبيننا نحن الموظفين في الدار. والآن بعد عودة الطلاب إلى الدراسة أصبح همنا الوحيد أن نجتهد ونبذل قصارى جهدنا أن نلحق لهم المنهاج. إنجاز كبير في فترة قياسية.. السيد عبد الله خطاب- مدير دار الأمان للأيتام-: أوضح أنه قام بإعادة الطلاب بعد أن تغيبوا لمدة شهر كانت تجري خلاله أعمال الترميم والإصلاح حتى أصبحت الدار في حالة اسعافية كان الانجاز سريعاً فمن رأى مدى الدمار والخراب الذي لحق به نتيجة التفجير لا يصدق أنه يمكن أن تنجز الأعمال خلال شهر.. وذلك بفضل الجهود التي قام بها المتطوعون فالعمل الذي قاموا به إنجاز كبير في فترة قياسية قصيرة. وعن تكاليف أعمال الإصلاح والترميم في الدار أوضح السيد خطاب أن مسؤول المبادرات في مجلس الشباب دعا للتبرع عبر شبكات التواصل الاجتماعي من أجل شراء المواد اللازمة للعمل والمبلغ المتبقي سنكمل به الإصلاح بعد انتهاء العام الدراسي. وإن شاء الله بفضل فاعلي الخير ستعود دار الأمان كما الحال في السابق وربما أفضل. |
|