تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البكاء راحة للنفس.. ولكن ليس في كل الأوقات..!

مجتمع
الأثنين 30-1-2012
خلود حكمت شحادة

يداهمنا النعاس بعد سهرة قد تطول أو تقصر ويحين وقت النوم... تسبقنا أحداث يوم كامل وربما أحداث متراكمة إلى الوسادة، أفكار كثيرة تراود كلاً منا.. سلسلة من الأمور تمر أمامنا منها ما يفرح وكثيراً منها ما يُحزن.. ياتُرى لماذا تسبقنا أفكارنا الحزينة إلى فراشنا؟!

هذه الحالة لا تخص شخصاً بعينه، هي حالة أجزم أنها موجودة عند الجميع وخاصة المرأة طفلة كانت أم شابة، أماً أو جدة.. غالباً ما تسبقهن دمعة حزينة إلى الفراش حاولن طيلة النهار إخفاءها عن أحد ما، ولا استثني الرجال من حالة كهذه فدمعة الرجل غالية عليه تحرق قلبه قبل أن تبلل وجنتيه، وسادته قد تكون ملاذه في حال وحدته.‏

حزن يخيم على بلدنا، غيوم تحاول منع شمسها من السطوع، دموع عجزنا عن إخفائها، ومُقل فاضت رغم المكابرة والإصرار على عدم البكاء، ولكن لا بد من دمعة تسبق النوم تبلل الوسادة قد تساعد في إشراقة صباح جديد.‏

البكاء هو المنفس الوحيد‏

ما إن يضع الإنسان رأسه علىالوسادة حتى يبدأ يتذكر رغباته المكبوتة والحاجات المحبطة في حياته، كما يتذكر فشله في بعض المواقف وعدم قدرته على تحقيق ما يريد من أمور معنوية ونفسية وجسدية، فيبدأ بالشعور بالتوتر والحزن وبعدها يصاب بالإرهاق وتبدأ مشاعره السلبية بالظهور، فينفجر بالبكاء، يبكي على حلم لم يتحقق، على فشل في عمل أو دراسة أو حب... على فقدان عزيز أو صديق، يبكي ويبكي كثيراً...‏

البكاء قبل النوم هو حالة قد تكون نفسية أو عصبية، لا يعتبر ظاهرة، بل هو حالة معينة يمر فيها بعض الناس نتيجة تعرضهم لضغوطات مستمرة، وتعتمد مدة البكاء وكثرته على الحالة النفسية والعصبية للشخص نفسه. ويمكن أن يكون البكاء قبل النوم عادة عند البعض، ويتصف هؤلاء الأشخاص بأنهم سلبيون من الداخل، ويصبح الحزن عندهم عادة، ويشخص أطباء النفس هذه الحالة بنوع من الاكتئاب الذي يتطلب العلاج السريع.‏

ابكِ ترتح‏

كثيراً من نسمع عبارة "ابكِ بترتح" من شخص يحاول مواساة آخر حزين أمامه، صحيح أن الدموع التي تخرج من العين تذهب كثيراً من الألم في داخل الإنسان ولكن إن أصبح عادة يتطور إلى حزن مزمن يصعب التخلص منه وخاصة الفتيات لأن دموعهن سخية عليهن وهي سلاحهن في الحياة.‏

يُولد الطفل باكياً ويموت وصوت البكاء من حوله، وما أكثر ما نبكي اليوم لما نسمع ونرى، رجال بكوا علناً وعلى شاشات التلفاز غير خجلين من دموعهم، بكوا أبناءهم ورفاقهم وحتى بكينا جميعاً إنساناً لم نعرفه ولكن يد الإرهاب طالته دون ذنب اقترفه.. لم ولن نرتاح بدمعة ولكن ضغطاً نفسياً يخرج مع كل دمعة تتوعد بالنصر لسورية، ربما كتبت أشياء من صلب الموضوع ولكن قد يظن البعض أنها خروج ولكن القصة ليست دمعة فقط.‏

أم تبكي ولدها الذي فقدته، أخت تبكي أخاها، خطيبة أو حبيبة وعدها خطيبها بعرس جميل ولكنه زُفّ عريساً لوحده وتركها لحزنها ودموعها، زفته وتركت العنان لدموعها تغسل همومها.‏

لا بد من البكاء كما هو الضحك ولكن يبقى للبكاء قبل النوم أخطاره التي قد يجهلها كثيرون ولا يتذكرون إلا الراحة الوهمية التي يشعرون بها بعد تلك الدمعة التي تسبق النوم التي هربت من تلك المُقل التي كانت كسجان غفل للحظة عن محرسه، أو أنه أراد تلك الغفوة.‏

أضرار البكاء قبل النوم‏

فلنحاول جميعاً الابتعاد عن هذه الحالة والتخلص منها شيئاً فشيئاً، فأضرارها الصحية كثيرة، فمن يبكي قبل نومه يعاني بعدها من صداع قوي، يصبح قلقاً متوتراً، غير قادر على النوم، وغالباً من يعاني مما يسمى القولون العصبي، ويبقى الخوف من حالة اكتئاب قد يتطلب الشفاء منه لمعالجة طبيب نفسي.‏

إن الحلول كثيرة لهذه الحالة، فصديق أو أخ صديق يستمع ويبدي نصيحة يساعد من التخلص من البكاء واللجوء إلى الحديث والتفريغ النفسي، وحل آخر اقترحه أحد المختصصين في علم النفس وهو الكتابة لما يجول في ذهننا من أفكار أو الاستماع لموسيقا هادئة قبل الذهاب للنوم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية