تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نتائج مبشّرة لزراعة الرز الهوائي في محافظة الرقة

مراسلون
الإثنين 30-1-2012
محمد جاسم الحميدي

عثرالمنقبون في موقع الصبي الأبيض الذي يبعد نحو 60كم شمال مدينة الرقة على مستودعات تعود إلى النصف الثاني من الألف الثانية قبل الميلاد، وهي تحتوي على حبوب متفحمة،

وتشمل تلك الحبوب الرز إلى جانب القمح والشعير والبقوليات الأخرى.‏

هذا ما قاله الباحث الأثري محمد العزو, مضيفاً بأن فلاحي الرقة عرفوا زراعة الرز في العصر الحديث عن طريق المصريين الذين وفدوا إلى سورية في عهد الوحدة بين مصر وسورية، ومن هنا جاءت تسمية إحدى القرى في المحافظة باسم خربة الرز، وهي تبعد 85كم شمال مدينة الرقة،‏

وفي سبعينيات القرن العشرين حاولت الجهات المعنية زراعة الرز في حقول حوض الفرات، ولكن اعتماد الفلاحين على ري المحصول بطريقة الغمر أدّت إلى تسبّخ مساحات واسعة من الأراضي، إضافة إلى انتشار البعوض والبرغش، وضعف الإنتاجية ما أدّى إلى توقف هذه الزراعة كما قال المهندس الزراعي علي الفيّاض رئيس قسم الثروة النباتية في زراعة الرقة.‏

وقد وفّرت التجارب التي رعتها زراعة الرقة بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية بتطوير هذا المحصول بطريقة الزراعة الهوائية الجافة.‏

و نفذت في هذا الإطار، دائرة الإرشاد الزراعي، ومركز البحوث العلمية الزراعية في الرقة بالتعاون مع منظمة الزراعة والأغذية(الفاو) يوماً حقلياً مركزياً عن زراعة الرز بالطريقة الهوائية الجافة بالري غير المغمور في أحد الحقول الإرشادية في مزرعة الأسدية في الرقة، وحضره عدد من المهندسين والفنيين والمزارعين والفلاحين من محافظات الرقة والحسكة ودير الزور.‏

ومن المعروف أن أسهل الطرق لزراعة الأرز بالطريقة الهوائية تعتمد على زراعة بذرة جافة في أرض جافة بعد التسوية الجيدة بالليزر، واختيار الصنف جيزة 178لزراعته في الحقول الإرشادية في سورية، وهو صنف ياباني هندي، قصير الحبة، ومبكّر في النضج، ولا يحتاج إلى كميات مياه كبيرة للري، ومدة زراعته حتى الحصاد لا تتجاوز 120 يوماً.‏

وللنجاح في هذا لابد من اتباع التعليمات الفنية في زراعة المحصول، وذلك بعد حراثة الأرض، وتنعيمها، وتحديد كمية البذار بواسطة البذّارة الآلية بمعدل15كغ للدونم الواحد، وعلى عمق 2سم على خطوط تتباعد عن بعضها 20سم، بما يعطي كثافة نباتية تقدر بنحو 400سنبلة في المتر المربع، ويتوقع منها إنتاج نحو 9 أطنان في الهكتار الواحد.‏

وذكر المهندس عمر ناصر رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية في الرقة: إنه ومن خلال البحوث الزراعية العلمية المتواصلة لتوفير البدائل التي تستهدف تأمين ما تحتاجه سورية من أغذية كان إدخال تجربة زراعة الأرز الهوائي في محافظة الرقة والتي نفذت في أراضي المركز في عام 2010 باستخدام أحد عشر صنفاً ومدخلاً من الأرز الهوائي في مصر وقد جاءت النتائج جيدة.‏

وعلى ضوء تلك النتائج، ومن خلال التعاون بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة( الفاو) بدأ العمل لتطبيق تقنيات هذه الزراعة من جانبين: أولهما بحثي لمتابعة هذه الزراعة بشكل علمي ومنهجي، والآخر إرشادي من خلال حقول منتجة لدى الفلاحين.‏

وقد تم في الجانب البحثي زراعة 12صنفاً من هذا الأرز في كل من محطة بحوث العلي باجلية العائدة لمركز البحوث العلمية الزراعية في الرقة، وتروى بالمرشات الأرضية الرذاذية، وفي محطة سعلو العائدة لمركز البحوث الزراعية بدير الزور.‏

كما تم في الجانب الإرشادي زراعة ثمانية حقول إرشادية، منها سبعة في محافظة الرقة، وحقل وحيد في السويدية في محافظة الحسكة باستخدام الصنف جيزة 178، ويصل متوسط إنتاجه إلى10 أطنان في الهكتار الواحد.‏

وأشار المهندس الناصر إلى أن هذا العام سيشهد التوسع في تعميم هذه التجارب خاصة على ضوء ما تقرر مؤخراً في مجلس الوزراء بصددها، وأهمية تعميمها، وتطبيق التقنيات الخاصة بها، لاسيما وأنها تعتبر البديل المهم لاستيراد الأرز.‏

بقي أن نقول:إن أهمية ما خلصت إليه النتائج الأولية تستدعي الإسراع في البحث وتعميمها،إذ أن ذلك سيسهم في هذه الظروف في توفير أحد المنتجات الغذائية الهامة التي تستكمل الاكتفاء الذاتي وصولاً لتحقيق مناعة اقتصادنا ووطننا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية