تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خلل بنيوي

ما بين السطور
الإثنين 30-1-2012
مازن أبوشملة

لا يمكن تقييم عمل اتحادات الألعاب بمنأى عن المنتخبات , فإقامة البطولات المحلية والتنظيم في الإدارة شأنان منوطان بالأعضاء , فيما يتسم العمل بالمنتخبات بالتشعب وتداخل الصلاحيات والمهام ,

ليغدو سلسلة متكاملة تعضد كل حلقة فيها أختها ,فتكتسب قوتها وتماسكها من تراص الصفوف في علاقة جدلية تساندية .‏

المراكز التدريبية والأندية واللجان الفنية وصولاً إلى الاتحاد , مراحل نشوء وارتقاء , وخطوات متراتبة ومتعاقبة تتضافر فيها جهود مسؤوليها لإنتاج المميزين والمتفوقين الذين يصلحون لتمثيل المنتخبات ! وقد نجد لعبة متطورة في أنديتها ومسابقات يرتفع فيها منحى المنافسة ومنسوب المستوى الفني , ولا نرى تجلياتها على واقع المنتخبات , لندرك بداهة أن الخلل يكمن في الاتحاد نفسه ؟! لكننا لن نجد لعبة متفوقة على الصعيد الخارجي وهشة هزيلة على المستوى المحلي !! وأكثر ما نلمسه في واقعنا الرياضي تذبذباً وعدم استقرار في الأندية , ينعكس على المنتخبات ضعفاً أو شللاً أو غياباً كاملاً واضمحلالاً .‏

أين منتخبات كرة السلة ؟ وأين منتخباتنا بكرة اليد ؟ ولماذا نفتقد لمجرد وجود منتخبات كرة الطائرة ؟ هل تتحمل الأندية وحدها مسؤولية هذا الإندثار ؟ أم إن الاتحادات أوصلت هذه الألعاب إلى حافة الانقراض , بتراخيها وإهمالها وعدم مساءلتها ؟! ربما يتفق الكثيرون على أن المشكلة ليست في الأشخاص الذين يتسابقون إلى كراسي قيادة الألعاب , وإنما في آلية العمل وهيكلية الاتحادات , وطبيعة الممارسة المتجردة من الصلاحيات والاستقلالية في القرار , المالي منه والفني وحتى التنظيمي !! ويرون أن استمرار الفشل وتراكم الخيبات دليل دامغ على رؤيتهم تلك , بعد تنوع واختلاف من تصدى لمهام القيادة ؟!‏

إن العقبة الكأداء ذات بعد بنيوي , وتجاوزها أو التخلص من عثراتها يتطلب حلولاً جذرية قائمة على حتمية البناء من جديد على أرضية صلبة , ومناخات مناسبة , وليس مجرد إعادة نظر , أو ترتيب الأوراق المهترئة التي بعثرتها رياح اللامبالاة والتواني ؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية