|
معاً على الطريق وماذا سيقول لرب العالمين عندما يمثل بين يديه ويسأله: لماذا حرقت نفسك؟ هل سيستنجد هذا الشاب بالقرضاوي عله يسرع في فتوى من فتاويه النارية الثورية لتبرير حرق نفسه من أجل لقمة العيش؟ ربما علينا أن نسأل القرضاوي ما فتواه في شاب يحرق نفسه؟.. وهل يجوز في الإسلام أن يحرق المسلم نفسه مهما كانت المبررات؟ أليس هذا حراماً في الدين الإسلامي؟ أم إن القرضاوي يعتبر البوعزيزي غير مسلم؟ لا أظن البوعزيزي شاباً ثورياً وكل الاعتقاد أنه ذهب ضحية غضبه ويأسه.. ولكن لو عاد البوعزيزي إلى الحياة ثانية فلا بد أنه سيحرق نفسه من جديد، لأن رماده انبثق منه نبت مر وثمر سام. فلم يذهب زين العابدين بن علي صديق الغرب حتى جاء شبيهه، أو من يتقمصه وهو أكثر عراقة وبهجة في صداقته للغرب وللصهاينة.. وهنا لا بد من أن نسأل القرضاوي.. ماذا تفتي يا حضرة الشيخ في الثوار الجدد وهم من المسلمين (كما تسميهم) يبيعون القدس والمسجد الأقصى ويتاجرون بأرواح الناس؟ هل هم الثوريون الجدد من الأعراب الذين تربوا في فنادق الغرب وفي أحضان نسائه اليهوديات؟ أي غشاوة من الكذب يلقونها على وجه الشعب العربي ليزداد جهلاً وتخلفاً وتوحشاً..؟ وأي زمن هذا الذي وصلنا إليه بحيث غاب العقل والمنطق وتنحى التاريخ ومسخ الدين وحضرت الفتاوى التي تباع وتشترى.. فمن يدفع أكثر؟ ومن يريد الشراء..؟ نعم اشترى بعض الشيوخ ودفع حمد عرّاب الخراب العربي. نعم اشترى بعض المثقفين العرب ودفع حمد.. لقد اشترى بترول الخليج الكثير من المثقفين الذين اعتادوا عطاءات الشيوخ وكرم الأمراء فباعوا عقولهم وأقلامهم من أجل المال.. وإلا ما هذا الصمت أمام أطفال تتقطع ونساء تسبى.. وشباب يذبحون على الطرقات وفي الجامعات. وماذا يقول المثقفون العرب عن المشروع الغربي في المنطقة؟ وماذا عن بكائهم القديم على العراق؟ آلا تستحق سورية البكاء؟ ألا يستحق الطفل إبراهيم المبروك دمعة من أقلامهم وهو الذي ذهب ليحضر خبزاً فلم يأكل خبزه؟ سيقول المثقفون -كعادتهم لم تصلنا الحقيقة- لماذا لا تبحثون عن الحقيقة؟ لماذا لا تأتون إلى سورية وتلتقون بالأمهات المفجوعات.. أم تخافون انقطاع مال البترول عنكم؟ تعالوا وابحثوا عن الحقيقة.. ها هم الصحفيون الغربيون يأتون ويبحثون عن الحقيقة ولقد دفع بعضهم حياته من أجل معرفة هذه الحقيقة.. فهل تدفعون أنتم بعض الوقت والحبر لمعرفتها؟ ستمتنع صحف البترول من النشر لكم؟ جائز هذا.. وقد تمنع عليكم الدعوات إلى قصورهم.. أيضاً ممكن.. وربما لن يمنحوكم بعض المكافآت وبعض الشهرة والمال.. ولكن هذه سورية.. هذه قلب العروبة النابض.. وهناك آلاف الأمهات اللواتي تلقين قطعاً من أكبادهن التي كانت تمشي على الأرض. وهناك الاغتصاب والتدمير والتشويه والعتمة والخراب.. فلماذا أنتم صامتون؟ هل ماتت الروح القومية.. وهل ماتت القيم الإنسانية والأخلاقية؟ أم أنتم أيضاً تخضعون لسيف الطائفية والعرقية والإقليمية؟.. ما معنى سكوتكم على ذبح العلماء والأطباء وطلبة الجامعات وهدم المؤسسات والعودة بسورية إلى الوراء خمسين عاماً؟ ما معنى الصمت على همج أميين يحرقون ويدمرون ويذبحون وعلى خونة عملاء يقيمون في الغرف السرية الأميركية والصهيونية؟ رحم الله زمناً كان المثقف فيه يجوع ويعرى ولا يبيع قلمه. للأسف. بعض المثقفين العرب يعرفون الحقيقة.. وبعضهم من أصدقائي.. ولكنهم فجأة تحولوا من ليبراليين إلى إسلاميين خاضعين إلى فتاوى القرضاوي أو إلى مال السلطان.. والبعض منهم قاطع مراسلتي ولم يعد يتصل بي.. مع ذلك لن أتراجع عن القول إن تونس الآن ليست أفضل من تونس الأمس.. أما عبد الجليل ثوري الناتو الذي حول ليبيا إلى برميل نفط وشركات غربية تتناهبها.. فيستحق أن نبكي عليه وعلى ليبيا.. سيغضب الكثيرون إذ أقول هذه ليست ثورات.. وشيوخ الفتاوى التكفيرية ليسوا سوى تجار وسورية التي يتآمرون عليها ستنتصر. |
|