تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محطة للبكاء...

شباب
الاثنين 30-1-2012
هنادي السهوي - السويداء

في لقاء بين شخص ألماني وشخص من إحدى قبائل آكلي لحوم ِ البشر ـ قال الألماني :إنّ هتلر أشعل الحرب العالمية الثانية وقتل الملايين من البشر ـ فسأله آكل لحوم البشر : وهل هتلر سيأكل

كل هؤلاء الأشخاص؟؟ ـ أجاب الألماني المتحضر باستنكار : لا ـ فسأله الشخص المتوحش باستغراب : إذاً لماذا قتلهم ؟ارتبك الرجل وخجل أن يقول لزميله البدائي إنّ الإنسان ورغم ما توصل إليه من حضارة ومدنية , ما زال من بين كل المخلوقات هو الكائن الوحيد الذي يقتل من أجل القتل ربما ذكرت هذه القصة لأن صورة من رحلوا ولاسيما أشخاص ذاقوا الموت بأمر صوره وأبشعه تدفعني في كل مرة إلى البكاء والغضب وطرح التساؤلات (هل كان الأمر يستحق كل هذا؟؟ ) أعتقد انه لا يسعني إلا أن أقول لأولئك الذين قُتلوا على غفلة عمر , ونكّل بهم , لأولئك الذين تذوقوا الموت بأمرّ أشكاله وودعوا الحياة بخوف بينما كانت مجموعة من المجرمين الوحوش تضحك وتتحدث وكأنهم لم يفعلوا شيئا وكأنما ما عادت أرواح الناس تعني شيئا ..إلى أمهات ما زلن ساهرات حتى الآن يتذكرن أولادهن بدمعة ..بغصة وبحرقة قد ينساهم بعضنا ولكن , وحدهن الأمهات سيعانين من ألف تفصيل يذكرهن يوميا بمن فقدن ...إلى وطني الطيب...وإلى جدي الذي لم أستطع حتى الآن أن أفهمه كيف أن للحرية ثمنا نخسر فيه الوطن والأرواح...ما زال يرد علي غير مصدق ما يجري:(إذا ذهب الوطن أين سنمارس الحرية ....يا لحماقة هذا الجيل ..وقلة تفكيره؟!)إلى كل الأشياء الاعتيادية ...إلى البساتين...وقاسيون الشجية ...إلى مدرستي القريبة ...إلى الشوارع ...إلى قطعة من السماء أبت إلا أن تحلق فوق سورية ... إلى أطفال غفوا على أيدي أمهاتهم وهم يتساءلون (هل سيقتلوننا يا أمي ؟)إلى أرواح ما زالت تبكي ..وما زال بكاؤها يؤرقني يوميا ....أقول: عذرا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية