تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حكومات مرتزقة

نافذة على حدث
الأحد 7-2-2016
 منير الموسى

لا يحتاج الأمر إلى ذي فراسة لمعرفة آباء «مسوخ الإرهاب»، فالسلسلة الوراثية تعبر عن ذاتها وإجرامها في كل المجازر التي مورست بحق شعوب المنطقة، والهجمات العشوائية بالقذائف الصاروخية والهاون ضد المناطق السكنية وتدمير المدارس وتهجير الناس. آباء تنظيم داعش استولدوا هذا الإرهاب لإخفاء أنشطة عدوانية وعسكرية غير مشروعة على دول ذات سيادة.

سريعاً بدا استنفار حلف «داعش» الأميركي الذي يضم أوروبا والسعودية وتركيا وقطر إضافة إلى التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي يسمونها معتدلة، وجبهة النصرة التابعة للقاعدة، بسبب إنجازات الجيش العربي السوري وقطعه طرق الإمداد عن المسوخ الإرهابية وتحريره لمدن وقرى سورية.‏

واشنطن المستشيطة غضباً تبحث عن إستراتيجية جديدة بعد أن فقدت مقدرتها على ضبط ساعتها البيولوجية على إيقاع داعش الذي تستخدمه كسيف ذي حدين. فتحار بين إطالة أمد العدوان وبين اجتراح الذريعة للتدخل العسكري بحجة محاربة ربيبها المتمثل بمسخ داعش، في الحالة الأولى هناك سيل من الأكاذيب حول الوضع الإنساني، ومؤتمر المانحين الذي تحدث عن خطة تستمر لأربع أو خمس سنوات كان فيه زلات ألسنة تظهر أن خطة إطالة العدوان ستستمر مبدئياً حتى عام 2020. أميركا حانقة من تقدم جيشنا في حلب، وكلما ازدادت إنجازاته كثرت الاتهامات لمحور المقاومة وازدادت قذائف الحقد على المدنيين، وأحد الآباء الروحيين لداعش، البريطاني فيليب هاموند، يحرك الرأي العام على روسيا بأنها تتبع سياسة معادية لبريطانيا، وذلك لأن الطيران الروسي يضرب طرق إمدادات داعش ويضرب صهاريجها التي تسرق بها النفط السوري إلى تركيا.‏

الغرب الذي يضع تركيا والسعودية وقطر والجماعات الإرهابية ستاراً لإجرامه يأمل في إيصال أتباعه إلى الحكومة السورية، من صبيان الخليج وحجابهم، وهذا ما وراء لعبة المفاوضات، التي لا يريدون منها الحل، بل أنصاف الحلول وفقدان السيادة مقابل التوقف عن دعم الإرهاب في سورية، بعدما عجزوا عن قلب الدولة السورية.‏

الرياض وهي إحدى أمهات داعش تعلن جاهزيتها للتعاون في أي عملية برية ضد سورية، كما أن روسيا أكدت أن جيشها لديه أسباب قوية للقول بأن تركيا تتحضر لتدخل عسكري بري في سورية.‏

ثمة حكومات «مرتزقة» باتت تخشى بداية النهاية لها ، فأردوغان الذي حول كل حكومة تركيا إلى»مرتزقة» لمصلحة الغرب، وبعد أكاذيب كثيرة يريد اليوم أن يهرع لنجدة الإرهابيين بذريعة الضرورات الأمنية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية