|
اللاذقية
والذي تابع بفيضانه هذه السنة دون سدود تحقنه، وتقيه من الهدر والضياع، ومن ذلك التبديد لأتعاب وتكاليف المنتجين..! ففي الوقت الذي تراوحت فيه أسعار الحمضيات بين 20 ليرة لبعض الأصناف، و50 ليرة لأفخم أنواع البرتقال أبو صرّة، والبوميلي، عدا الليمون الحامض فيستقر سعره على 200 ليرة، سجّلت بقية أصناف الخضار والفواكه في أسواق اللاذقية ارتفاعاً جنونياً، حيث تراوح سعر التفاح بين 125 و250 ليرة، وارتقت أسعار الثوم ولم تقف عند حدود 1000 ليرة بل قفزت إلى 1200 و1300 ليرة للكيلو الواحد، ويمكن الحصول على الكيلو بمبلغ 1100 ليرة لثومٍ سيئ فارغ تقريباً وقد تبرعم بسموخٍ خضراء واضحة ..! أما البصل اليابس فيتراوح سعر الكيلو بين 150 و180 ليرة، والجزر يشي بسوء تغذية تهدد الأرانب، إذ يستقرّ سعر الكيلو على 100 ليرة، في الوقت الذي تتنوّع فيه البندورة وتسطو على مختلف طبقات السوق، فأسعارها تتراوح بين 125 و400 ليرة للكيلو الواحد، تبعاً للنوعية.. ولأشياء ما عدنا نعرفها..! والبطاطا فسعرها يتراوح بين 165 و170 ليرة. أمّا الحشائش فلم تعد حشائش، صارت وكأنها شيء آخر للتزيين والمنظر لا أكثر، فباقة البقدونس بسعر 35 ليرة، وكل ثلاث باقات بمئة ليرة، أما باقة النعنع فهي نادرة، ويقول الباعة: إن سعرها بالجملة 50 ليرة، وعند العثور عليها عند القليلين كان سعرها 75 ليرة للمستهلك، في حين كان سعر الخسّة الواحدة يتراوح بين 50 و75 ليرة، وهي بذلك تكون قد انخفضت عما كانت عليه، إذ كانت تتراوح بين 100 و150 ليرة منذ فترة وجيزة . بقي الموز، الخليط بين الاستيراد والانتاج المحلي، فالموز الصومالي المستورد الفاخر يصل سعره للمستهلك اليوم إلى 500 ليرة، وهناك نوعية أدنى قليلاً بسعر 400 ليرة، وأخرى بسعر 350 ليرة، أما الموز المحلي أو اللبناني الصغير فيستقر سعره بين 275 و300 ليرة سورية. في الواقع فإن الناس جميعاً يستغربون كيف وصلت الأمور بالأسعار إلى هذا الحد ويفتقدون الدور التمويني لوزارة التجارة الداخلية في كبح جماح هذه الأسعار فلا يجدون أي أثر لأي دور، سوى دور المتفرّج ..! مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية أحمد نجم، برر الأمر بأن اللاذقية التي كانت تغذّي المحافظات الأخرى بالمواد الزراعية، باتت هي التي تحتاج للمزيد من تلك المواد من مختلف المحافظات، وقال لصحيفة الثورة «مع الأسف لم يعد هناك معيار لأسعار المواد في السوق، فنرى لكل مادة ظروفها الآنيّة في هذه الأيام، فظروف النقل من المحافظات تلعب دورها، والطقس يلعب دوراً أيضاً، كما أنَّ لمدى توفّر الكميات دور بارز في تحديد الأسعار، فالكثير من المواد حالياً تصل اللاذقية من محافظات أخرى، وهذا يحملها المزيد من التكاليف الإضافية التي تنعكس على السعر». بكل الأحوال في أسواق اللاذقية ما يزال عدد البائعين أكثر بكثير من عدد المشترين، وهذا يشير إلى أن الأثر الفظيع الذي يحدثه الغلاء على السوق لايزال كبيراً. |
|