|
شهداء
وربما لن يكون الأخير لأن أبناء الوطن عقدوا العزم على الاستشهاد ليبقى الوطن شامخاً وحراً ومستقلاً وسيداً.. وأقسموا أن لا تخاذل ولا تراجع حتى يعود لربوع الوطن الاستقرار والطمأنينة وتطهير أرضه المقدسة من براثن الطغاة والمجرمين والمتآمرين.. نعم... عاهدوا وصدقوا وأعلنوا انتصار الدم على السيف وإردة الاستشهاد على الهزيمة في الشام كان الوداع اللائق للشهيد سامي سليمان عبد الله ورفاقه وأبت السماء إلا أن تشارك في عرس الوداع فجادت بثلجها على الجثمان الملفوف بعلم الوطن ليصبح ناصعاً ونقياً كنقاء روحه وفي قريته /فجليت/ استقبلت ابنها البار واكتست ثوبها الناصع البياض حتى السنديان لبس ثوبه الأبيض وانحنى اجلالاً واكباراً للعريس القادم من العرين وهناك حيث سيرقد بطلنا الشهيد المساعد أول سامي عبد الله على قمة جبل شامخ غطى الثلج كروم التفاح وبيارات الليمون وحقول الزيتون وفي المدى البعيد ثمة أقحوانة وشقائق النعمان وزهر البيلسان وصدى الرعد المدوي بين الجبال والوديان وتراتيل الصلاة والبخور العابق في كل مكان ... وجثمان الشهيد يعبر الجموع كشراع يبحث عن شاطىء الأمان ليحط به الرحيل في مثواه الأخير تحت شجرة سنديان معمرة لطالما ستحميه وتؤانسه في سفره الجديد إلى الخلود. السيد سليمان عبد الله: والد الشهيد هذا الشيخ الجليل بادرنا بقراءة الفاتحة على روح ولده وأرواح رفاقه الشهداء موضحاً أن عز الوطن برجاله وقال أفتخر أنني قدمت ولدي سامي قرباناً على مذبح الوطن ومن يحمي الحمى غير الرجال أمثال ولدي ورفاقه.. نعم ربيته وعلمته أن الحياة وقفة عز والرجولة موقف وها نحن نضحي بأولادنا وفلذات أكبادنا حتى نعيش لكرامتنا، وأقسم أنني لن أبخل بما تبقى لي من أولاد ولن يكون ولدي سامي أكرم منهم.. ونسأل الله أن يحفظ وطننا وجيشنا الباسل وربوع سورية الحبيبة وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد. السيدة شهيرة حسن: والدة الشهيد روت كيف أن ولدها زار القرية بعد غياب طويل وطلب منها مرافقته إلى البستان وهناك قطف بعض ثمار البرتقال وباقة أزهار برية وعانقني وقدم لي مبلغاً من المال وعايدني وحينها سألته ما المناسبة يا ولدي : قال: سامي أمي أعايدك بمناسبة عيد الأم فقلت له لم يأت عيد الأم بعد يا ولدي: فرّد بعد أن قبّل يدي: أمي أعتقد أنك لن تريني بعد الآن حان وقت الرحيل والوطن يناديني. أرجو منك الدعاء لي ولرفاقي بالنصر ولا تحزني إن عدت شهيداً بل هللي وافرحي وغادرنا في المساء وفي صبيحة اليوم التالي جاءنا نبأ استشهاده ونحمد الله على ذلك. السيدة نسرين الصهر: زوجة الشهيد قالت: كان زوجي سامي مثالاً للرجولة والاخلاق مخلصاً لوطنه ولبيته وبقدر ما كان شجاعاً كان طيب القلب وصادق القول وكريماً وفي كل مرة كنت أراه فيها كان يودعني على أمل اللقاء وكان يقول دائماً إن شاء الله سأنال شرف الشهادة.. وآخر مرة وقبل استشهاده بساعات كرّر وصيته أن أربي الأولاد تربية صالحة قوامها العلم وحب الوطن.. ودّعني وقال أترك بين يديك أولادي الثلاثة أمانة.. فصوني الأمانة وحافظي على العهد الذي قطعناه سويا.. وأقول له نعم يا حبيبي بأمان واستقرار نلت الشهادة التي كانت نصب عينيك وأولادنا سأحميهم بشغاف قلبي ورمش العيون. الأطفال: ألين -علي -مجد:أولاد الشهيد قالوا: بابا شهيد .. بابا في الجنة نحبك وسنشتاق إليك مرددين الله محيي الجيش وبالروح بالدم نفديك يا بشار.. أخوة الشهيد: مفيد- علي- محمد- حسن عبد الله: قالوا تسلمنا رايتك يا سامي وقسماً سنبذل الغالي والنفيس لتظل خفاقة في سماء وطننا الغالي وإن نادانا الواجب ستجدنا في ساحات القتال ولن تكون أكرم منّا وسنقتدي بك. ونقول للخونة لن تركع أمة أصبحت الشهادة فيها ثقافة وخبزاً يومياً. وقادمات الأيام ستكون شاهدة على ذلك لأخينا ورفاقه الشهداء الرحمة ولجرحانا الشفاء العاجل وألف تحية لجيشنا البطل وقائده المفدى بشار الأسد. أخوات الشهيد: نجاح-نبيلة-نهاد- رغدا- مفيدة-عفاف-ربى عبد الله: قلن كان أخينا سامي رجلاً شجاعاً ومخلصاً لوطنه وعائلته ويحب الجميع يعطف على الصغير ويحترم الكبير وكان دائماً يتفقد أحوالنا وآخر مرة زار القرية قبل استشهاده بيوم واحد زارنا جميعاً وأوصانا بتربية أولادنا تربية صالحة وعلى حب الوطن. كما أوصانا بالفرح وتقبل التهاني إن عاد شهيداً.. وها هو اليوم قد عاد كما عاهد شهيداً مكللاً بالغار ورفع رأسنا حتى السماء ونقول له جعل الله مثواك الجنة والرحمة والخلود لروحك وأرواح رفاقك الشهداء والمجد والعزة لوطننا وقائده وإن شاء الله النصر لجيشنا على الخونة المارقين. |
|