|
مجتمع امتهنت فن صناعة الكراهية واتخذت منه عنوانا عريضا لها، فكان عتاة الفكر المتطرف أبطالاً لها، يقومون بدور الزعيم الروحي لبعض، الذين يبحثون عن زعيم روحي يناسب ميولهم وأفكارهم البالية، فهذا السلاح من أشد الأسلحة فتكا ومن أقواها تأثيراً في النفوس الضعيفة. فهذه الفضائيات المحسوبة على العرب اسماً والتابعة للأجهزة الاستعمارية مضموناً، قد أجادت صناعة الكراهية والكذب والنفاق، محاولة تدمير الشارع العربي، وجعل المشاهدين تائهين غير قادرين على التمييز بين الكذب والصدق، والحقيقة والوهم، بل إنها حاولت أن تنسيهم قضاياهم الأساسية التي طالما دافعوا عنها وناضلوا من أجلها، فلم تعد القضية الفلسطينية تشغل بال المواطن العربي، لأن كذب الفضائيات قد أشبع الجائعين وأوجد فرص العمل للعاطلين، وفعل كل شيء وحقق آمال وتطلعات الجماهير وهماً وكذباً وزيفاً. ولكن متى سيعرف الشارع العربي أن كل ذلك وهم وخداع ولعب على المشاعر والأحاسيس، ومتى يصحو على حقيقة الوجود الصهيوني، ويدرك أنه يعيش في الوهم الذي صنعته تلك الفضائيات. إن على الشارع العربي أن يصحو من غفلته واتباعه هوى الفضائيات، ليستعيد أنفاسه ويكف عن تخريب وطنه العربي الكبير، ويدرك أن جزءاً من الوطن العربي محتل احتلالاً مباشراً وبعضه بشكل غير مباشر، ليحافظ على ما تبقى من الكرامة العربية بدلاً من أن يسير خلف ما تصنعه الفضائيات الكاذبة من وهم ونفاق. |
|