تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فضائحهم.. على أعينهم

فضائيات
الأربعاء 7-3-2012
هفاف ميهوب

نعم.. لقد وضعنا فضائحهم على أعينهم, ومن أجل أن يروا رغماً عن عماهم, ما اقترفته وما زالت ضمائر إجرامهم المجرورة بقنواتٍ لم تتوقف وأعوانها وكوادرها ووسائلها, وأيضاً خدمُها المؤتمرون بأمرها, عن تمرير ما تجاوزت به حدود كل بشاعةٍ مهنية..

اتِّهامات.. فبركاتٍ.. أكاذيب وتهويمات.. أيضاً, شهود بهتانٍ عن بُعد وبلا مصداقية أو منطقية أو أخلاق تردعهم عن تلفيقِ وتنسيقِ ما أرادوا به إثبات إطاعتهم لقوَّادِ منطقهم, الساعين لطمسِ الحقِّ وإعلاءِ شأن الباطل علناً وعن سابقِ فجورٍ وقصد..‏‏

إنهم أرباب وأصحاب وأذناب, فضائيات لأنها آلت على كرامتها أن تمسح مهنيَّتها بدونيَّتها, سارعت فضائياتنا السورية بتلقينها درساً أطاح بهيبتها وأرداها متآمرة ومُضلِّلة ومتاجرة, بمسؤوليتها الإعلامية..‏‏

‏‏

أما آخر فضيحة ألقاها إعلامنا على أعين تلك الفضائيات, فهي التي كشفها الإعلامي «رفيق لطف» عضو اتحاد الإعلاميين العرب في أميركا, والذي قام خلال استضافة قناة «الدنيا» له, بإشهار لغة المصداقية المصوَّرة.. تلك التي أكَّد بها أن قنوات التضليل والفتنة, ومن شدّة ما بثَّت سموم أكاذيبها, بدأت تتخبَّط في دليلها ما دفعها لإعداد أفلامٍ مفبركة, لقَّنت فيها الأطفال والنساء ممَّن أهَّلتهم للظهور على شاشاتها كمصابين بأسلحة الجيش السوري, أرخص العبارات التي لابدَّ أن يشعر كل من يسمعها بعد أن يرى طريقة التلقين, بمقدار خسّة تلك الفضائيات وتحديداً «الجزيرة» المعنيّة. أيضاً لابدَّ أن يشعر بتدني أخلاق مراسليها الذين لم يتوانوا عن رفدها بكلِّ ما جعل منهم عبيداً في السوق الإعلامية..‏‏

‏‏

حتماً.. هي رسالة أرادت قناة «الدنيا» بها تلقين كل قنوات التضليل, درساً في كيفية ارتداد الفتنة على مرتكبيها. أيضاً أرادتْ, تذكيرها بأن إعلامنا السوري قادرٌ على أن يغرز الفضيحة في عين كلِّ فضائية تقسمُ كذباً إن ما تعرضه هو صورة مصدَّقة عما تخيَّلته عيناها..‏‏

كل هذا, أكَّد ولكلِّ من يتابع الأحداث بوعي, أو حتى لمن لازال لديه شك ولا يريد أن يعي, بأن الإعلام الذي ينطق بلسان المصداقية, والذي لا يصادق إلا على رأي وشهادة من اعتمروا الأخلاق المهنية, قادرٌ دوماً على أن يصفع أخلاق المتآمرين بإلقاءِ فضائحهم على أعينهم, بل وقادرٌ على الوصول إلى أعماق ما تخطِّط له الفضائيات الكاذبة والمضلِّلة, وهو ما أكَّده «رفيق لطف» بعد أن قدَّم دليلاً عليه, راغباً بأن يجعل المشاهد يتابع ومن ثمَّ يطالب بترجمة تلك الأفلام التي من الضروري أن يرى كل العالم فضائحها, ليكون من حقّه بعدها أن يسأل القائمين عليها: هل بإمكان تلك الفضائيات الغبية أن تنبش من إعلامنا ولو كذبة واحدة لتلقيها بعدها على أعين الفضائيات السورية؟..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية