تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل نستعيدها ؟

أروقة محلية
الأربعاء 7-3-2012
عبير ونوس

لن أقول كان يا ما كان بل سأقول لأمدٍ ليس ببعيد كانت الأسرة في مجتمعنا تعتبر اجتماع أفرادها على مائدة الطعام أمراً مقدساً ،لا يبرر الغياب عنه إلا ظرفٌ طارئٌ لما يمثله من فرصةٍ للتواصل والتلاقي ،حتَى التلفاز وقبله المذياع كانا أحد عوامل الاجتماع لمتابعة مسلسلٍ أو برنامجٍ أو..أو..

أمَا اليوم بات اللقاء تحكمه المصادفة, فللأبوين مشاغلهما الحقيقيَة، أو المختلقة تحت عناوين اجتماعيةٍ دخيلةٍ تبدأ قائمتها ولا تنتهي لتكون النتيجة بقاء الأبناء مع الجليسات، أو أمام شاشات التلفاز والانترنت وما تضخه من رسائل مشفرةٍ حيناً وصريحةً جريئةً غالباً، ناسفةً بذلك موروثاً من القيم الأخلاقية والاجتماعية التي حصَنتنا عبر السنين من المادة وويلاتها، إذ ثبت وبالأدلة القاطعة أنها ما حلت بمكانٍ إلا وأحاله حيتانها إلى غابةٍ شريعتها القوي يقتات على الضعيف والهدف مزيداً من المكاسب حتَى ولو كان الثمن قوت الآخرين واستقرارهم .‏

آن الأوان لنُقر أن ما بهرنا من أنماط الحياة الغربية التي غزتنا تحت مسمياتٍ وأفكار مختلفة جعلتنا قبل أبنائنا نتحلل من واجباتنا تجاههم أولاً، وتجاه مجتمعنا الأمر الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من انعدام الحس بالمسؤولية لتكون النتيجة شعور الطفل بأن حاجته لوالديه مردها حاجته لكل جديدٍ من لباسٍ وطعامٍ ووسائل رفاهيةٍ بالدرجة الأولى ،أمَا المدرسة فوسيلة لجمع العلامات ونيل الشهادات, وأما العمل فغايةٌ لجمع المال ،وإن كان هناك علاقاتٌ اجتماعيةٌ فلخدمة كل ما سبق .‏

لست طوباوية ولا حالمة ولا متشائمة لكنني عاشقةٌ لوطني ومؤمنةٌ أنَ بقاءه مرهونٌ باسترجاع ما فرطنا به من عاداتٍ وتقاليدٍ يحسدنا عليها الغرب ،وإحياء قيمٍ لم تكن يوماً إلا ضامناً لمجتمعٍ سمته الإنسانية وعنوانه المحبة والتآخي .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية